قال القيادي في جبهة الخلاص الوطني، جوهر بن مبارك، إن الجبهة أثبتت بأعداد غفيرة، قدرت بنحو 25 ألف متظاهر رغم كل التضييقات المفروضة عليهم، أنها هي القوة السياسية الرئيسة في البلاد.
وأوضح -في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” (2022/10/15)- أن معاناة الشعب التونسي تعكسها احتياجاته اليومية، فضلا عن انهيار كل المؤشرات الاقتصادية والمدخرات من العملة الصعبة، وكذا عجز الميزان التجاري، وحصار تونس من قبل كل المؤسسات المالية.
وأضاف أن الشعب التونسي يعيش حالة من الإهانة، ومهدد بمخاطر المجاعة في ظل الانهيار الشامل لكل مؤسسات البلاد، معتبرا أن التحركات السياسية التي شهدتها البلاد جاءت تحت غطاء مدني وسلمي وقانوني، مشددا على أن التحركات الميدانية حققت نجاحا كبيرا؛ بدليل انقلاب المشهد السياسي في البلاد ووقوفهم ضد سياسية الرئيس التونسي قيس سعيد.
وجاء ذلك على خلفية تنظيم “جبهة الخلاص الوطني” في تونس تظاهرة ضد تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية، بمشاركة “حركة النهضة” وحزبي “ائتلاف الكرامة” و”قلب تونس” و”مبادرة مواطنون ضد الانقلاب”. من ناحيته، دعا “الحزب الدستوري الحر” للتظاهر ضد ما سماه “سياسة التجويع والتفقير، والتنكيل بالتونسيين”.
يوم الحسم
وتأتي التظاهرة -التي أطلق عليها اسم “يوم الحسم الديمقراطي”- في سياق تحركات احتجاجية أقرتها الجبهة، تنديدا بتردي الأوضاع العامة في البلاد، ورفضا للانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها يوم 17 ديسمبر/كانون الأول المقبل، ودفاعا عن استقلال القضاء، وفقا لشعارات التظاهرة، التي تأتي في وقت بلغ فيه غضب التونسيين مداه من سلطة الرئيس قيس سعيد، حسب رئيس جبهة الخلاص.
وكان وسط العاصمة التونسية أيضا مسرحا لتظاهرة أخرى دعا لها “الحزب الدستوري الحر”، احتجاجا على ما سماه سياسة التجويع والتفقير، والتنكيل بالتونسيين والاعتداء على حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية وقمع حريتهم والتضحية بمصالحهم الأساسية.
اتهمت رئيسة الحزب عبير موسي وزير الداخلية توفيق شرف الدين باستعمال المؤسسة الأمنية لمنع أنصار الحزب من التوجه إلى العاصمة للمشاركة في التظاهرة، وشددت على أن الحزب مصر على تنفيذ تحركاته، مهما كانت العراقيل، ومهما كان الاستقواء بالقوى الأمنية لقمع الحزب من التعبير عن موقفه، وفق قولها.
من جهته، قال رئيس “جبهة الخلاص الوطني” أحمد نجيب الشابي -خلال كلمة له في تظاهرة بالعاصمة- إن الرئيس سعيد انعزل وأصبح وحيدا، وإن الجبهة تقول “نعم للإصلاحات التي يتم الاتفاق عليها من خلال حوار تونسي”. وأضاف أن تونس تعيش حالة من الغليان، نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وأن حالة الغضب في البلاد وصلت مداها، على حد قوله.
لوبيات داخلية
في المقابل، قال القيادي في التيار الشعبي جمال مارس إن هناك لوبيات داخلية حاولت بكل ما لها من جهود ضرب الاقتصاد الوطني من خلال سياسية الاحتكار والتأثير على قوت المواطن اليومي، ورغم أن رئيس الحكومة حاول تجاوز ذلك، فإن وضعية البلاد صعبة بسبب التراكمات الاقتصادية.
كما أشار إلى أن مسيرة -اليوم السبت- أثبتت فشل الجهات المشاركة فيها، حيث كانت الأعداد المشاركة فيها صغيرة جدا، وتم فقط استخدام مؤثرات الصورة لتهويل تلك الأعداد، معتبرا أن كل ما تعيشه البلاد من مشاكل اقتصادية نتيجة تراكمات “العشرية السوداء” والاستنزاف المالي.
واعتبر أن قيس سعيد تحمل مسؤولية اقتصادية واجتماعية مضاعفة من خلال المضي في مسار 25 يوليو/تموز وهو مدرك أن الوضع الاقتصادي للبلاد على شفا حفرة من الانهيار، خاصة أن القوى الغربية تفرض حصارا حتى لا تصرف لها المساعدات الاقتصادية.