رفيق عبد السلام لمغرب نيوز : حزب الشاهد مرحب به…. 2019 سنة تجاذبات سياسية ساخنة و تونس مازالت في حاجة إلى التوافق

 

منية العيادي+عزيزة بن عمر

 

 

في حوار مع مغرب نيوز تحدث الوزير السابق في حكومة الجبالي و القيادي في حركة النهضة رفيق عبد السلام عن رؤيته الاستشرافية لسنة 2019 التي ستكون مليئة بالأحداث السياسية و أهمها الانتخابات التشريعية و الرئاسية و التي تتجهز لها حركة النهضة مثل بقية الأحزاب كما تحدّث أيضا عن الخلاف الدائر بين قصري قرطاج و القصبة و ضرورة الإبقاء على تجربة التوافق من أجل مصلحة تونس.

و هذه محاور الحوار :

Résultat de recherche d'images pour "‫رفيق عبد السلام‬‎"

 

** سنة 2019 ستكون سنة تجادبات سياسية نتمنى أن لا تتجاوز سقف المعقول

 

اعتبر الوزير السابق و القيادي في حركة النهضة رفيق عبد السلام أن جميع المؤشرات الحالية توحي بأنّ سنة 2019 ستكون مليئة بتجاذبات سياسية معمقة بسبب الاستحقاق الانتخابي و هذا واضح للعيان منذ فترة فالساحة السياسية تشهد منذ الآن خلافات و انفعالات و تجاذبات من النخب السياسية و الحزبية و أجواء ساخنة و مشحونة في المنابر الإعلامية .

و أضاف أن كل هذه المؤشرات توضح إلى أين ستتجه الأمور سنة 2019 قائلا : “نتمنى أن لا تتجاوز سقف المقبول و المعقول” من أجل المحافظة على استقرار البلاد في نظام ديمقراطي بمفهوم الديمقراطيات الناشئة و المستقرة و التي تكون فيها الأجواء السياسية ساخنة أثناء السنة الانتخابية لأن الحسابات السياسية الضيقة و الشخصية و التجاذيات السياسية داخل الحكم و خارجة ستؤثر حتما على المناخ السياسي العام.

 

** الحريات التي كفلتها الثورة تبقى ناقصة دون نمو اقتصادي و تنموي

 

لا أحد يشكك اليوم بأن تونس تتمتع بمستوى جيد إن لم نقل متميزا من الحريات الفردية و الجماعية من حق التظاهر و حرية التعبير و هي إحدى المكتسبات التي جاءت بها ثورة 14 جانفي 2011 لكن ذلك لا يكفي إذا لم تكن مسنودة بنمو اقتصادي و تحسين ظروف العيش بالنسبة للمواطنين و خاصة بالنسبة للفئات الضعيفة و الأقل حظا في التنمية و هو ما يعني أننا لم نستكمل بعد مسار الثورة لأن الثورة كما لديها بعد سياسي فإن لديها أيضا بعد اجتماعي و اقتصادي و تنموي.

 

** الخلافات بين قرطاج و القصبة يجب أن تدار بطريقة ديمقراطية في إطار الصلاحيات الدستورية

 

تعليقا على ما يحدث من خلافات بين قصري الرئاسة و الحكومة قال رفيق عبد السلام إن الخلافات بين القصبة و قرطاج لا تخفى على أحد اليوم و نتمنى أن تبقى الأمور ضمن السياق الطبيعي المعهود و تدار بطريقة ديمقراطية في إطار الصلاحيات الدستورية و أن لا تتحول إلى صراعات معمقة لأن البلاد تحتاج إلى أعلى قدر ممكن من الاستقرار السياسي .

و تابع : في تقديري أن الفاعلين السياسيين في تونس دائما يتمتعون بقدر من العقلانية و الحكمة و في كثير من الحالات كدنا أن نصل إلى حافة الهاوية و لكن تعود خطواتنا إلى الخلف و يرتفع صوت العقل و تكون هناك عملية تهدئة .

و أشار إلى أن الخلاف ليس فقط بين القصبة و قرطاج بل أيضا هناك خلاف دائم بين النخب السياسية و بين الأحزاب و المنظمات و لهذا فتونس في حاجة اليوم و أكثر من أي يوم مضى إلى عملية تهدئة و تعاقد سياسي جديد يؤسس الاستقرار بما أننا نتجه نحو سنة انتخابية ستكون مشحونة قليلا و لكن يجب أن تدار بقدر من العقلانية و الهدوء و ألا تتجاوز الصراعات و عمليات الاستقطاب السياسي حد المقبول من أجل مصلحة البلاد.

و شدد رفيق عبد السلام على أنّه لا بد من حلول سياسية على المدى القريب و البعيد نحن نتوجه نحو انتخابات تشريعية و رئاسية و الخلافات السياسية ستحسم بصناديق الاقتراع و بالاتفاق على قواعد اللعبة لا بد من التسليم و الاعتراف بأن الآليات الديمقراطية قادرة على حل المشكلات السياسية بآليات النظام الديمقراطي

 

** تونس مازالت في حاجة إلى تجربة توافقية

 

قال الدكتور رفيق عبد السلام إن تونس اليوم مازالت في حاجة إلى التوافق فليس هناك حزب قادر على حل مشاكل البلاد بمفرده بل إن الأمر يحتاج إلى شراكة سياسية و حتى إن تحصلت النهضة على الأغلبية المطلقة فإنها ستدير الحكم بالشراكة مع مكونات السياسية الأخرى لأن “تجربتنا الديمقراطية مازالت تجربة ناشئة و هشة تحتاج إلى أعلى قدر ممكن من التوافقات و التفاهمات السياسية” .

 

** المشروع السياسي الجديد للشاهد حزب مرحب به و ننتظر صناديق الاقتراع

 

قال رفيق عبد السلام إن حزب الشاهد الذي ينتطر الإعلان عنه قريبا هو مشروع سياسي جديد سيختبر على الساحة السياسية و هو مرحب به ضمن بقية مكونات المشهد السياسي و الحكم في ذلك هو الحجم الانتخابي و صندوق الاقتراع .

و أضاف أنّ تونس اليوم تتمتع بمساحة كبيرة من الحرية و الأمر متاح لمختلف المكونات و الهيئات السياسية كي تعبر عن مقترحاتها و هذه مبادرة جديدة لحزب سيختبر في الساحة السياسية و ننتظر صناديق الاقتراع .

و حول الخلافات بين الشاهد و النداء عقّب عبد السلام قائلا : “يوسف الشاهد تم تجميده من حركة نداء تونس و نحن في حركة النهضة لا نتدخل في الشؤون الداخلية للأحزاب و لكن ندعو إلى التفاهمات السياسية بين الجميع سواء داخل النداء أو بين النداء و بقية الأطراف السياسية لأن تونس في حاجة إلى أعلى قدر من التفاهمات السياسية خاصة بالنسبة للأحزاب الحاكمة أو المشاركة في الحكم .

كما أشار إلى أنّ العلاقة بين النهضة و النداء أصبحت علاقة “مركّبة” بعد الاختلاف في ما يتعلق بتغيير الحكومة قائلا :” لكن هذا لا يعني اختلافنا في كل شي فكما يوجد تقاطعات سياسية فهناك أيضا نقاط التقاء عديدة مشيرا إلى أن حركة النهضة تعتبر أنّ الخلافات لاتفسد للود قضيّة ” .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *