وزير داخلية البحرين في مؤتمر وزراء الداخلية العرب بتونس : امن الدول العربية مسؤوليتنا جميعا

فيما يلي النص الكامل لكلمة وزير داخلية مملكة البحرين الشيخ راشد بن عبد الله ال خليفة في مؤتمر وزراء الداخلية العرب بتونس :

” بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف آل سعود
وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب
معالي الشيخ/ عبدالعزيز بن فيصل بن محمد آل ثاني، وزير الدولة للشؤون الداخلية بدولة قطر الشقيقة ، رئيس الاجتماع.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء الداخلية العرب
معالي أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب
السادة أعضاء الوفود المشاركة
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يطيب لي في مستهل كلمتي أن أتوجه بالشكر الجزيل والتقدير لسيادة الرئيس قيس سعيّد رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة، على تفضل سيادته بالرعاية الكريمة لافتتاح أعمال هذه الدورة. كما أتوجه بالشكر إلى معالي الأخ اللواء زياد هب الريح وزير داخلية دولة فلسطين الشقيقة، على ما قام به من جهود مشكورة خلال ترؤسه للدورة السابقة للمجلس، معربا عن شكري لمعالي الأخ الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام للمجلس وكافة العاملين بالأمانة العامة، على جهودهم الطيبة في الإعداد والتحضير لعقد الاجتماع.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة
السادة الحضور
إن مجلس وزراء الداخلية العرب يُعد اليوم الفرصة السانحة لتقييم الأوضاع وتحديد المخاطر والتحديات الأمنية، وإن اجتماعنا هذا يأتي في ظل ظروف استثنائية يمر بها عالمنا العربي، مما يدفعنا إلى مزيد من التشاور وتبادل الآراء التي تهدف إلى تقوية جبهتنا الأمنية العربية، والنأي بها عن أجواء اللا أمن، ترسيخاً للشعور بالطمأنينة والأمان؛ وهي الغاية التي يتطلع إليها كل مواطن عربي.

وإني أنتهز هذا اللقاء المبارك لكي أتحدث إليكم أيها الأخوة الأعزاء بمنظور واقعي حول الظروف المحيطة بنا، ومنها الخطر الصامت الذي يحاول غزو ومداهمة هويتنا العربية ومقاصدها ، بمتغيرات فكرية سلبية دخيلة غايتها عزل الأمة عن ثوابتها وقيمها الأصيلة والسعي إلى استبدالها بثقافة مستوردة، مثل ثقافة العنف والكراهية وافتعال صراعات داخلية تحت شعارات هدامة، مما يجعل المحافظة على هويتنا العربية هي المصدة الأولى والطريق السليم لقوتنا وصلابة أمننا واستقرار مجتمعنا.

فهويتنا العربية ، أيها الأخوة ، تُجسد الإحساس الكلي القوي من خلال الارتباط بقواسمنا المشتركة المرتكزة على اللغة والدين والتراث والثقافة، فالهوية العربية لا تعبر عن نفسها ضمن حدود زمانية ومكانية، بل هي إطار جمعي عروبي يقوم على مفهوم الانتماء العربي؛ لأن الانتماء هو التأصيل الحقيقي للهوية وعصب وجودها ، والتوصيف العام للهوية العربية هي أن تكون أطروحتها أمننا الاجتماعي وبالتالي لا بد من وضع الآليات المناسبة والسُبل الكفيلة للنهوض بهويتنا العربية ، وأن لا تكون رهينة للظروف

بل لا بد من فتح المجال والتشجيع على تقديم المبادرات والبرامج التي يمكن أن تتبناها أمانة مجلس وزراء الداخلية العرب من أجل تعزيز الهوية العربية وتقويتها باعتبارها رمز حضارتنا والدالة على قوة ومتانة دولنا واستقرار أمننا المشترك.

أصحاب السمو والمعالي والسعادة
إن قوة التعاون والتنسيق الأمني فيما بيننا ، لا تترك مجالاً لظهور أي جماعات أو كيانات تحاول أن تجد لها مكاناً ودورا فوضويا ، يزعزع الاستقرار وفق أجندات وأيدولوجيات خارجية ، وهذا ما يدفعنا للتركيز على وقف أي نزيف أمني عربي عربي أولاً ، ومن ثم اتخاذ الإجراءات الفاعلة لمحاربة كافة أشكال الدعم للجماعات الخارجة عن القانون من خلال توحيد وتضافر الجهود لمواجهتها ، حفاظا على الأمن والاستقرار.
وفي الختام، أتمنى لأعمال هذا المجلس ، التوفيق والنجاح والخروج بنتائج تساهم في تعزيز الاستقرار وترسيخ القيم ودعم الأمن العربي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *