* ادارة ترامب أكدت لي دعمها لتونس
* خط جوي مباشر بين تونس وبغداد الشهر القادم
* سنناقش المبادرة الرئاسية حول ليبيا في قمة الاردن
نوه وزير الخارجية خميس الجهيناوي في حديث للصباح بالحركية الجديدة في الديبلوماسية التونسية وبتفاعل الاشقاء الليبيين و قادة المنطقة والعالم بالمبادرة الرئاسية التونسية حول التسوية السياسية في ليبيا . ونوه بحصيلة جولاته مؤخرا بين عدد من العواصم المغاربية والعربية والدولية كانت من بينها بالخصوص الجزائر والقاهرة وابو ظبي وبغداد وواشنطن ..فيما تستعد تونس لاستقبال مزيد من وزراء خارجية الدول الصديقة بينهم وزراء اسبانيا وفنلندا والنرويج والسويد ..
وكشف الجهيناوي للصباح أن قادة مصر والجزائر وتونس والقادة العرب سيقدمون في القمة العربية الدورية المقرر تنظيمها موفى الشهر الجاري في العاصمة الاردنية عمّان سيدعمون جهود التسوية السياسية في ليبيا ومبادرة الرئيس الباجي قائد السبسي التي دعمتها الشقيقتان الجزائر لا سيما من خلال المؤتمر الوزاري الثلاثي الذي عقد في تونس يوم 20 فيفري الماضي وأسفر عن التوقيع على ” وثيقة تونس “.
وتعقيا على سؤال الصباح حول تقييمه لزيارة العمل التي قام بها الاسبوع الماضي الى واشنطن ومكنته من لقاء نظيره الامريكي الجديد ريكس تيلرسون وعدد كبير من صناع القرار في الكنغرس والمؤسسات السياسية والعسكرية والاقتصادية الامريكية قال الجهيناوي :” لقد كانت الزيارة ناجحة بكل المقاييس ..فقد خصت الادارة الامريكية الجديدة تونس باستقبال ضمن الوفود الرسمية الاولى .. واستقبلنا كبار المسؤولين في ابرز مؤسسات صنع القرار في واشنطن وأكدوا جميعا تقديرا خاصا لتونس دولة وشعبا وديبلوماسية وأعلمونا مجددا بوجود ارادة لدعم الشراكة بين البلدين في كل المجالات .. وكان الرئيس الباجي قائد السبسي من بين رؤساء الدول الأوائل الذين اتصل بهم الرئيس ترامب واجرى معهم محادثة سياسية مهمة شملت العلاقات الثنائية والاوضاع في المنطقة وبينها جهود التسوية السياسية في ليبيا “.
التحديات الاقتصادية والامنية
وكشف الجهيناوي أن من بين أبرز الملفات التي بحثها مع كبار المسؤولين الامريكيين في قطاعات مختلفة التحديات الامنية والاقتصادية التي تواجه تونس وضرورة تطوير الشراكة في مجال مكافحة الارهاب ومعالجة اسبابه العميقة .
كما نوه الجهيناوي بلقاءاته والوفد المرافق له مع ممثلي المؤسسات الامريكية الاقتصادية والغرفة التجارية التونسية الامريكية ومع رئيس مؤسسة (ا م سي سي MCC) Millennium Challenge Corporation
وشملت كل تلك اللقاءات تفعيل الشراكة الاقتصادية بين الولايات المتحدة وتونس ثنائيا واقليميا ودوليا .
وأوضح الجهيناوي أن ادراة ترامب لا تزال تتلمس طريقها وترسم أولويات المرحلة القادمة لكنها أبدت اهتماما خاصا بتصور الديبلوماسية التونسية لمعالجة عدد من الملفات في المنطقة سلميا وسياسيا وبينها ملفات ليييا وسوريا واليمن ..واستبعاد الحلول العسكرية وجر المنطقة نحومزيد من الحروب وعمليات التدخل الاجنبي الجديدة .
مصالح اقتصادية وشراكة مع العراق ؟
وماذا عن حصيلة زيارة الوفد التونسي برئاسة وزير الخارجية الى بغداد لأول مرة منذ عهد صدام حسين ؟
ردا على هذا السؤال كشف الجهيناوي للصباح أن ” الزيارة الاولى من نوعها منذ حوالي 15 عاما جاءت تلبية لدعوة من وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري ..ومكنت من لقاء كبار المسؤولين في الدولة العراقية من رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان الى السيد عمار الحكيم رئيس الائتلاف الوطني الحاكم في العراق ..ومكنت الوفد السياسي ووفد رجال الاعمال الذي ضم 15 رئيسا لمؤسسات تونسية من بحث فرص شراكات استثمارية اقتصادية وتجارية ومالية حقيقية بين البلدين ..بينها امكانية استثمارات من قبل ” شركة الكهرباء والغاز التونسية الدولية ” في اعادة بناء البنية الاساسية الكهربائية في العراق بعد نجاحاتها في روندا مثلا ..”
كما أورد وزير الخارجية أن من بين النتائج العملية لزيارته الى العراق توصله والوفد المرافق له الى اتفاق حول تنظيم معرض للمنتوجات التونسية في العراق هذا العام ..وسيفتتح خط جوي مباشر بين بغداد وتونس الشهر القادم على هامش زيارة سيؤديها وزير النقل العراقي ووفد من رجال الاعمال العراقيين المعنيين بتطوير شراكات مع نظرائهم التونسيين في اختصاصات كثيرة وصناعات موجهة للسوق التونسية والاسواق الاقليمية ..
وشمل الاتفاق تنظيم رحلات شارتير سياحية عراقية الى تونس بعد تسوية ملف التأشيرة في صيغة قد تكون مماثلة لتلك التي تعتمد مع الدول الاسيوية مثل الصين ، أي اعتماد نظام ” التأشيرة السياحية الجماعية “..
وسجل الجهيناوي ان زيارته الى بغداد جاءت مباشرة بعد زيارة وزير الخارجية السعودي وقبل يومين فقط من زيارة اداها امين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ..بما يؤكد تناسق مسار الديبلوماسية التونسية مع نظيراتها في المنطقة ..
بين الجزائر والقاهرة وابو ظبي
وماذا عن سلسلة جولاته الى العواصم العربية ؟
الوزير خميس الجهيناوي أوضح أن تلك الزيارات كانت أساسا في سياق المشاورات مع القيادات في الجزائر ومصر واوبو ظبي حول المستجدات عربيا و المبادرة الرئاسية التونسية حول ليبيا وحول الشراكة الثنائية .. “كما شملت القضايا العربية التي كانت تونس تتشاور فيها مع مختلف الدول الاعضاء في جامعة الدول العربية باعتبارها تولت رئاسة مجلس الجامعة ما بين سبتمبر الماضي ومطلع الشهر الجاري وقد سلمنا الرئاسة الى الشقيقة الجزائر ..ونحن نستعد معا للقمة العربية في العاصمة الاردنية والتي نتوقع أن تقدم اضافات حقيقة وأن تركز على ” تقديم مقترحات عملية لمعالجة الازمات في البلدان العربية التي تمر بمرحلة استثنائية ونزاعات مسلحة “..
تحركات ديبلوماسية بالجملة ..وتصريحات في كل دول العالم تقديرا لتونس شعبا ودولة مع تعهدات بدعم جهودها في الاصلاح والتغيير ..
فهل تخرج النخب التونسية من أزماتها وترتقي الى مستوى تطلعات شعبها وتعهدات الدول التي تريد أن تساعدها على رفع التحديات الاقتصادية والامنية التي تواجهها ؟
كمال بن يونس