في واقعة تمثل تراجعا عن المواقف المتشددة التي تبنتها ألمانيا ضد تركيا خلال الفترة الماضية، و فيما يمكن اعتباره اعتذارا رسميا، اعترف وزير الخارجية الألماني، سيغمار غابرييل، أن بلاده ارتكبت “خطأ” بحق تركيا، داعيًا أنقرة إلى عدم الابتعاد أكثر عن أوروبا.
و قال الوزير الألماني “بلادي ترغب بإجراء حوار مع أنقرة، حول أفق التعاون الثنائي في المستقبل بما يضمن حماية القيم الأوروبية في هذه المنطقة المهمة من حيث الأمن الأوروبي”.
و أضاف غابرييل، في مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية، نشرت الثلاثاء، “على تركيا ألا تبتعد أكثر عن أوروبا لما تقتضيه مصالحها الخاصة، فتركيا منطقة مهمة من ناحية الأمن في أوروبا”.
و قال: “لقد فعلنا أشياء خاطئة (ضد تركيا) لكن ذلك لا يعني ذهاب أنقرة باتجاه تنفيذه عقوبة الإعدام، لأن ذلك سوف يعني نهاية الحلم بالانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي”.
و تابع الوزير الألماني: “العديد من الساسة الألمان طالبوا بقطع العلاقات مع تركيا، وذلك لحسابات سياسية (انتخابية) داخلية فقط، لكن في الواقع، علينا العمل برباطة جأش و اعتدال و هو الشيء الصحيح الوحيد الذي ينبغي القيام به في الوقت الراهن”.
وشدد غابرييل على أن بلاده لن تسمح بحدوث انقسامات واستقطابات داخل المجتمع الألماني، و قال: “شهدت فترة الانتخابات توترات حادّة، خلقت استقطابًا بين مواطنينا من أصل تركي. نحن نعارض بشدّة ارتفاع مؤشر التطرف السياسي و مراقبة الناس في بلدنا”.