وزارة دفاع حكومة الوفاق الليبية تتوعّد “حفتر”:” نهايته باتت وشيكة ”

توعد المتحدث الرسمي لوزارة الدفاع التابعة لحكومة الوفاق الليبية، العميد محمد الغصري، قوات اللواء ”المتمرد” خليفة حفتر، حيث قال، في تصريحات أمس الثلاثاء إن “نهايته باتت وشيكة”، مضيفا أن: “هذه النهاية بدأت بالفعل من الجنوب الليبي”.

و قال في تصريحات لموقع “عربي 21”: “ستقوم قوات التدخل الدولي قريبا بقصف طيران حفتر و قواته التي تقاتل في الجنوب”، مضيفا “نحن طالبنا بحظر جوي على منطقة الجنوب الليبي، و الحكومة طالبت بالتدخل لرد هؤلاء الذي يجرون البلاد وراء سراب، ولن يجدي ما يقومون به”، على حد تعبيره.

و أشار الغصري إلى أن هدنة إيقاف إطلاق النار لمدة ٣ أيام موجودة بالفعل، متوقعا اختراقها من قبل حفتر؛ لأنه يريد إحداث فوضى في البلاد، بحسب قوله.

و تابع: “المجتمع الدولي لن يعترف إلا بحكومة الوفاق وقواتها، وسيكون المجتمع كله ضد حفتر ومؤيديه داخليا وخارجيا، وأي شخص غير معترف بالحكومة والاتفاق السياسي فسيعده المجتمع الدولي مليشيا، وسيتم استهدافه”.

و كانت أطراف الصراع الليبي قد توصلت إلى هدنة  في الجبل الأخضر الليبي بهدف إيقاف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام، حيث وقع عليها كل من حكومة الوفاق الوطني و قيادات القوات التابعة للواء االمتمرد خليفة حفتر.

و تعتبر هذه التصريحات بمثابة تحول استراتيجي في موقف حكومة رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج، تجاه الصراع المسلح في ليبيا، و الذي طالما أعلن أنه لن يكون طرفا في قتال بين الليبيين، أطلقت حكومة الوفاق التابعة للمجلس عملية عسكرية في الجنوب ضد قوات خليفة حفتر، مما يطرح أكثر من تساؤل حول ما إذا كان السراج تراجع عن مواقفه السابقة.

ففي 9 أفريل 2017، أطلقت وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوفاق الوطني، التي يقودها السراج، عملية عسكرية لتحرير قاعدة براك الشاطئ (700 كلم جنوب طرابلس)، من اللواء 12 التابع لحفتر، الذي سيطر عليها منذ ديسمبر 2016، و أيضا فك الحصار على قاعدة تمنهنت الجوية، شمال شرق مدينة سبها (7500 كلم جنوب طرابلس)، التي حاصرتها قوات موالية لحفتر.

و تزامنت العملية العسكرية لحكومة الوفاق، مع عملية عسكرية أطلقها حفتر للسيطرة على الجنوب الليبي، في نهاية مارس 2017، تحت اسم “الرمال المتحركة”.

و إستغرب الكثيرون أن هجوم حفتر على الجنوب الليبي، لم يستهدف قاعدة الجفرة الجوية (وسط) كما توعد قادته بذلك بعد استعادتهم السيطرة على منطقة الهلال النفطي في 144 مارس الماضي، و سعيهم إلى مطاردة سرايا الدفاع عن بنغازي (قوات من شرق ليبيا مناوئة لحفتر)، في معاقلهم الخلفية في قاعدة الجفرة.

لكن هجوم حفتر، هذه المرة استهدف قاعدة “تمنهت” الجوية، (30 كلم شمال شرق سبها)، كبرى مدن الجنوب الليبي، انطلاقا من قاعدة براك الشاطئ (نحو 50 كلم شمال سبها)، خاصة و أن السيطرة على سبها و قاعدتها الجوية يعني عمليا بسط نفوذه على معظم بلدات و مدن إقليم فزان (الجنوب الغربي)،

كما أن القبائل الموالية للنظام السابق منتشرة في سبها (القذاذفة) و براك الشاطئ (المقارحة التي ينحدر منها رئيس مخابرات القذافي، عبد الله السنوسي)، بالإضافة إلى قبائل التبو (متقلبة الولاءات).

تمكنت قوات اللواء 12 بقيادة محمد بن نائل (أحد الضباط الموالين لنظام القذافي والذي استطاع حفتر استمالته لصفه)، من محاصرة قاعدة تمنهت الجوية، التي تتمركز بها القوة الثالثة التابعة لكتائب مصراتة الداعمة لحكومة الوفاق (مكلفة بحماية الجنوب)، كما قام طيران حفتر، بقصف قاعدة تمنهت لكن دون التمكن من دخولها.

لكن وصول قوات دعم كبيرة من قاعدة الجفرة الجوية، أدى إلى تراجع قوات بن نائل، بعد انهزامها في مواجهات مسلحة في بلدتي سمنو (40 كلم شمال شرق سبها) و الزيغن (شمال سمنو)، رغم قيام طيران حفتر بقصف قوات الدعم القادمة من الجفرة (نحو 270 كلم جنوب غرب سبها)، و ردّ طيران حكومة الوفاق بقصف قاعدة براك الشاطئ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *