هل ينجح سلامة في حلحلة الأزمة الليبية عبر غدامس؟

كشف المبعوث الأممي في ليبيا، غسان سلامة، عن تنظيم مؤتمر وطني يضم مختلف الأطراف السياسية في ليبيا ما بين 14 و16 أبريل المقبل في مدينة غدامس.

واعتبر سلامة في كلمة ألقاها الأربعاء أن هذا المؤتمر يعتبر “فرصة للابتعاد عن حافة الهاوية”، مضيفا أنه “في حال عدم انتهاز الفرصة التي سيتيحها هذا المؤتمر فإن ليبيا ستواجه أحد خيارين؛ النزاع أو مراوحة الأزمة الليبية مكانها لفترة طويلة”.

وكشف سلامة أن هذا المؤتمر الذي دعا إليه منذ فترة “سيضع خطة طريق للفترة الانتقالية ويمهد الطريق للانتخابات الرئاسية ويوفر توصيات بشأن كتابة الدستور”، داعيا الأطراف السياسية في ليبيا إلى “الامتناع عن الخطاب التحريضي في المجال العام”.

هذا المؤتمر يأتي بعد سلسلة من اللقاءات والمؤتمرات التي جمعت الفرقاء الليبيين في عدد من العواصم العالمية، لكن دون أن يساهم ذلك في إعادة الأمن والاستقرار لليبيا.

تفاؤل مشوب بالحذر

وقال المتحدث السابق باسم المجلس الأعلى للدولة، إسماعيل السنوسي، في حديث لقناة “الحرة”، إنه “يوجد نوع من التفاؤل وكذا التخوف لدى كل الأطراف الليبية سواء السياسيين أو المواطنين بشكل عام”.

وبرر السنوسي هذا التخوف بالقول “لاحظنا منذ بداية الانقسام السياسي سنة 2014 إلى حد الآن، لم تستقر البلاد، وهناك انقسامات واضحة”، مضيفا “كانت هناك محاولة أممية في اتفاق الصخيرات، وبدأت من غدامس، وتمت عرقلته إقليميا ودوليا ومحليا وأصبحنا في وضع خطير جدا، والاقتصاد يعاني بشكل كبير”، وفق تعبيره.

وأضاف المتحدث ذاته أن “هناك عددا من المشاكل والملفات العالقة التي لم تحل فيما يخص موضوع المصالحة والدستور والرؤية المستقبلية للبلاد”، موردا أن “هذه المسائل أصبحت كلها محل تساؤل، خاصة مع وجود مخاوف من احتمال عودة ليبيا إلى الحكم العسكري، وهذا أمر جعل الكثيرين يشعرون بالإحباط من محاولات الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي في ليبيا”.

وتابع إسماعيل السنوسي التأكيد أن “هناك تفاؤلا مشوبا بالحذر حول موضوع الملتقى الوطني خلال منتصف أبريل في غدامس التي كان قد انطلق منها الحوار، والآن عاد إليها”، مضيفا “نأمل أن يتوصل الليبيون بكافة انتماءاتهم إلى مقاربات سياسية واضحة تحدد موعد الانتخابات ومصير الدستور وكل ما يتعلق بالحل السياسي في ليبيا”، وفق تعبيره.

دور أميركي مختلف

أما الأكاديمي الليبي، عبد الله عثامنة، فيقول إنه إذا لم تتحقق أهداف الحوار الليبي في غدامس، فسيكون هذا المؤتمر “خطوة للهروب إلى الأمام”، وفق تعبيره.

وأكد عثامنة في حديث لقناة “الحرة” أن “غسان سلامة مجبر على النجاح في هذا المبادرة، والتي أسميها المبادرة الرباعية الجامعة، والتي تضم العناصر الإيجابية التي كانت في مؤتمر باريس وباليرمو واتفاق أبوظبي وسبقتها مبادرة المبعوث الأممي في 20 سبتمبر 2017”.

وشدد المحلل السياسي الليبي أنه “في حال دعم تشكيل مجلس رئاسي مصغر وفق معايير وضوابط وطنية بعيدا عن الشخصيات الجدلية، ورئيس حكومة تكنوقراطي قوي، فلن يكون لهذا المؤتمر أية جدوى”، وفق تعبيره.

وتابع المتحدث ذاته أنه “ليس لدى المشير خليفة حفتر أو قيادة الجيش أي نية لعسكرة الدولة”، مضيفا “أن تصريحات حفتر ورئاسة الأركان، تدافع عن تأمين الحدود الليبية واستعادة الوطن والأمن القومي وإعادة الحياة للمؤسسات المدنية”.

وعن الدور الأميركي في الوصول إلى حل سياسي في ليبيا، قال عثامنة، إن “هذا الدور حذر ومختلف عن كافة الأدوار الفرنسية والإيطالية وغيرها، وهو دور موضوعي يريد الوصول إلى مبادرة إيجابية في ليبيا”.

المصدر: قناة الحرة/أصوات مغاربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *