هل ينجح أنصار الشاهد في بناء “الحزب الحاكم الجديد “؟ بقلم كمال بن يونس

وجه أنصار رئيس الحكومة يوسف الشاهد أمس في مؤتمر صحفي ، حضره مئات من ” المتعاطفين ” ، رسائل بالجملة إلى رئاسة الجمهورية و الى حركة النهضة وقيادات بقية الأحزاب وإلى النخب السياسية .

نجح المنسق العام لحزب” تحيا تونس ” والوزير مدير الديوان الرئاسي السابق سليم العزابي في تقديم خطاب ” تجميعي” لمشروع حزب حاكم جديد “متعدد الروافد” ، متأثر بتجارب فرنسية وأوربية مماثلة ، من بينها الحزب الاشتراكي والحزب الديغولي في فرنسا..

كما نجح العزابي ورفاقه في نفس المؤتمر الصحفي في توجيه تطمينات سياسية واضحة لشركائهم في مشروع الحزب الحاكم القادم ، و خاصة أحزاب مشروع تونس والمبادرة والمسار و المنشقين عن أحزاب النداء والجمهوري وآفاق والدستوريين و”اليسار النقابي” .

في نفس الوقت كشف خطاب أنصار الشاهد حرصا على عدم قطع ” شعرة معاوية ” مع شريكهم الرئيسي حاليا في البرلمان وفي الحكومة ، حركة النهضة ، وعلى تأكيد التوافق معها في القطيعة مع القيادة الحالية لحزب النداء بزعامة السيد حافظ قائد السبسي.

كما تركوا الباب مفتوحا لكل الفرضيات ، بالنسبة لتحالفات ما بعد نتائج الانتخابات ، حسب موازين القوى التي سوف تفرزها تلك النتائج.

وفيما يخص العلاقة برئيس الجمهورية الاستاذ الباجي قائد السبسي أوحت تصريحات العزابي حرصا على تقدير انجازاته في مرحلة 2011ـ 2018 .. بصفته أبا وأستاذا وزعيما مؤسسا قد ينتهي دوره السياسي بعد انتخابات الخريف القادم..(؟؟)

لكن المؤتمر الصحفي كشف كذلك نقاط ضعف بالجملة في مشروع ” الحزب الحاكم القادم ” ، من بينها غياب شخصيات سياسية وثقافية وطنية من الحجم الكبير بين مؤسسيه ، خلافا لما سجل سابقا عند الاعلان عن هيئات تأسيس بقية الأحزاب وخاصة النداء والجمهوري والمشروع والمسار..

و لا يخفى أن الأحزاب والقائمات الانتخابية لا يمكن أن تنجح بسهولة إذا اعتمدت فقط على ” موظفين” سامين في الدولة وعلي ” تقنيين وخبراء” من فريق ب “Equipe B.

وتبقى الثغرة الأكبر عدم الكشف عن رؤيا Vision وإستراتيجية ومشروع سياسي لإنقاذ البلاد من أزماتها الاجتماعية الاقتصادية الهيكلية والظرفية المتراكمة منذ عشرات السنين وخاصة منذ 8 أعوام .

كما لم يقع تقديم قراءة نقدية لأداء الحكومات المتعاقبة منذ انتخابات 2014 ، والتي كان مؤسسو الحزب الجديد ، من أبرز مهندسيها …

وتبدو هذه الخطة ضرورية جدا ، لأن الحملات الانتخابية لمنافسي هذا الحزب ومعارضيه سوف تحمل حكومات الحبيب الصيد ويوسف الشاهد مسؤولية استفحال البطالة والتضخم وغلاء الاسعار وتدهور مناخ الاعمال وتعثر مشاريع الاصلاح والتغيير..الخ

مع هذا المؤتمر الصحفي بدأت عمليا الحملة الانتخابية السابقة لأوانها لأنصار يوسف الشاهد – سليم العزابي ..

لكن إلى أي حد سوف يكتب لهذا المشروع الحزبي السياسي الطموح النجاح ؟

وهل ستكتفي قيادات حزبي النداء والنهضة بمراقبة صعوده أم سوف تسعى إلى تحجيمه وتكبيله قبل أن ” يتغول” مستفيدا من المواقع الرسمية لأغلب مؤسسيه ورموزه ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *