نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية تقريرا قالت فيه إن وفدا اسرائيليا وصل الأحد الماضي إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين حول الترتيبات الأمنية لإعادة فتح السفارة الاسرائيلية التي أغلقت منذ ثمانية أشهر، و قال مسؤولون اسرائيليون أن المحادثات تحقق تقدماً جيداً مما قد يعنى أن السفير ديفيد جوفرين سيعود إلى “القاهرة” قريباً.
و أضاف التقرير أن المسؤولون قالوا إن الوفد الإسرائيلي ضم ممثلين عن جهاز الأمن “الشين بيت” و”وزارة الخارجية”، والتقى الممثلون الإسرائيليون بنظرائهم في المخابرات المصرية، وأجهزة الأمن الداخلي في ذلك البلد ومسؤولين مصريين آخرين.
و يشير التقرير أن المسؤلين الاسرائيليين أكدوا إن محادثات يوم الأحد هي استمرار لعدة جولات جرت حول هذه القضية في الشهور الأخيرة، وأضافوا أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية تم التوصل إلى تفاهمات من حيث المبدأ حول تعزيز الترتيبات الأمنية حول المجمع حيث توجد السفارة ومقر السفير”، ويهدف اجتماع يوم الأحد إلى ترجمة هذه التفاهمات إلى اجراءات أمنية عملية.
و قال احد المسؤولين للصحيفة العبرية ” إن هناك تقدما إيجابياً في المحادثات، وأضاف “أن المصريين يتجهون للموافقة على الطلبات التي قدمها جهات أمنية إسرائيلية، والتي نحتاج إلى قرار نهائي من رئيس الشين بيت ورئيس وزراء الإسرائيلي بأن الترتيبات الأمنية كافية”.
و تابع ” إذا كان هناك قرار بعودة السفير إلى القاهرة فإن ذلك سيجعل الطرفين سعيدين، ولكن هذا سوف يحدث عندما نرى “غوفرين ” في القاهرة “.
و قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية “ايمانويل نهشون” إنه لن يعلق على القضايا المتعلقة بأمن مكاتب التمثيل أو المبعوثين الاسرائيليين في الخارج”.
و كان وزير الخارجية الاسرائيلي “ياريف ليفين” أرسل الأحد المنصرم رداً إلى الكنيسيت على سؤال حول السفارة في القاهرة، وكانت قد قدم الكنيسيت الاستفسار يوم 5 يوليو، عقب نقاش قامت به في اللجنة الفرعية للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست بشأن المسائل الاستخباراتية.
و أشار “ليفين” الذي كان يتحدث باسم نتانياهو أنه ” تم إجلاء السفارة لأسباب أمنية فقط”، كما أصدر رئيس الوزراء نتنياهو تعليمات لمسؤولي الدفاع لإعادة موظفي السفارة إلى القاهرة في أقرب وقت ممكن بمجرد أن تكون القضايا الأمنية في مجمع السفارة قد حلت.
و قال ليفين “في الاشهر التي انقضت منذ اجلاء السفارة، كان مسؤولو وزارة الخارجية وكبار مسئولي الدفاع يعملون مع مسئولي الأمن المصري لتحقيق هذا الهدف”، وأضاف “يبدو أن هذه الجهود تؤتي ثمارها وأن القضية على وشك حلها بطريقة تسمح بعودة السفير وموظفيه إلى القاهرة قريباً”.
وفي ديسمبر / كانون الأول، تم إجلاء جوفرين وموظفي السفارة الإسرائيلية من القاهرة لأسباب أمنية، وبقيت السفارة بدون طاقمها منذ ذلك الحين، وهذه هي أطول فترة تركت فيها سفارة القاهرة منذ توقيع معاهدة السلام الاسرائيلية المصرية منذ نحو 40 عاماً.
و منذ اقتحام سفارة الاحتلال في القاهرة في سبتمبر / أيلول 2011، وذلك عندما اقتحم آلاف المتظاهرين المبنى، حدث انخفاض تدريجي في الوجود الإسرائيلي في القاهرة حتى قبل إجلاء السفارة قبل ثمانية أشهر، وسيبقى الدبلوماسيون الاسرائيليون في القاهرة ثلاثة إلى أربعة أيام في الأسبوع ويعملون في مقر السفير، ومنذ أكثر من أربع سنوات حاولت “إسرائيل” أن توافق مصر على نقل السفارة إلى موقع آخر، ولكن دون أي نتائج.
و تخشى وزارة الخارجية الإسرائيلية من تآكل معاهدة السلام مع مصر وذلك أدى إلى مناقشة قبل بضعة أسابيع حول هذه القضية من قبل لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست، وأعلن النقيب كسينيا سفيتلوفا (الاتحاد الصهيوني) عن قلقه من أن العلاقات المصرية الإسرائيلية تجري من خلال الضباط العسكريين من كلا الجانبين.