نيويورك تايمز: حركة النهضة هي الحزب العربي الوحيد الذي تخلّى عن السلطة بشكل سلمي و هذا ما أربك حسابات الديكتاتوريات في المنطقة

نشر موقع صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية مقالا لمراسلها السابق في القاهرة الصحفي و الكاتب دافيد كيركباتريك و ذلك تحت عنوان

? Is the Muslim Brotherhood a Terrorist Group

تحدّث فيه عن إعتزام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كيانا إرهابيا،و أشار كيركباتريك إلى إعتراض مسؤولين في البنتاغون ووزارة الخارجية على هذه الخطوة معتبرين أن جماعة الإخوان المسلمين لا تفي بالتعريف القانوني للجماعة الإرهابية و أن أتخاذ هذه الخطوة سيكون له عواقب وخيمة على علاقات واشنطن بالدول العربية التي تنشط فيها جماعات إسلامية معتدلة.

و عاد المقال على جذور نشأة جماعة الإخوان في مصر سنة 1928 كحركة تبشيرية على يد حسن البنا الذي أعتبر أن النهضة الدينية الإسلامية ستمكن العالم الإسلامي من اللحاق بركب الدول الغربية المتقدمة والتخلص من الحكم الإستعماري غير أن رؤيته لشكل الحكم كانت غامضة لتنتشر أفكاره إلى كامل المنطقة العربية، و أضاف كيركباتريك بأن الأحزاب القريبة تاريخيا بجماعة الإخوان معترف بها في عديد الدول المتحالفة مع واشنطن بما في ذلك الأردن و العراق و الكويت و البحرين والمغرب و تركيا و تونس .

و تساءل الكاتب ،هل جماعة الإخوان المصرية إرهابية ؟ ليجيب …لا حتى الخبراء الذين ينتقدون جماعة الإخوان يتفقون على أن التنظيم لا يستجيب لمعايير الجماعة الإرهابية ،حيث تبرأت الجماعة منذ بداياتها من العنف المنسوب إلى نشطاء محسوبون عليها حتى أن الجماعات المتورطة في أعمال عنف بعد الإنقلاب العسكري في 2013 قد انشقت عن الجماعة الأم و وصنفت الولايات المتحدة إثنين منهما ككيانات إرهابية و هما “حازم ” و “لواء الثورة ” .

 

و أردف الكاتب بأن الأحزاب الإسلامية في العالم العربي تتبنى الديمقراطية و تدفع نحو التنافس في إطار إنتخابي ،مما يجعلها في خلاف مع الحكومات الإستبدادية في المنطقة و حتى مع الجماعات المتشددة فبعد موجة الربيع العربي ،فازت حركة النهضة الإسلامية بأول إنتخابات برلمانية حرة في تونس ثم تخلت عن السلطة بشكل سلمي بعد إحتجاجات العلمانيين ضده و دخلت الإنتخابات التشريعية في 2014 وخسرتها بحلولها ثانية و هي الآن تقوم بلعب دور محوري في البرلمان .

و أضاف المقال بأن عبد الفتاح السيسي الرئيس المصري و حلفائه في الخليج هم الدعاة الأساسيين لتصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية ،خوفا من إكتساح الإسلاميين في الإنتخابات ،و لذلك فهم يضغطون على الدول الغربية لحظر الإسلاميين وقد فشلوا في إقناع بريطانيا بذلك وهم الآن يتوددون إلى الإدارة الأمريكية.

و ختم دافيد كيرباتريك مقاله بالتساؤل ,هل يمكن للرئيس ترامب أن يعلن ببساطة بأن جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية؟
ليجيب …لا لا يمكن ذلك لأن على الإدارة الأمريكية أن تبين أن جماعة الإخوان تقوم بنشاط إرهابي يهدد الولايات المتحدة و مصالحها عبر أدلة دامغة و موثقة ،ثم يجب على وزير الخارجية التشاور مع المدعي العام ووزير الخزانة و لجماعة الإخوان 30 يوما للطعن أمام محكمة فيدرالية في واشنطن و مع غياب الأدلة فسيخسر ترامب و حلفاؤه في الشرق الأوسط القضية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *