نور الدين العرباوي لمغرب نيوز :من مصلحة تونس تسوية الملف الليبي

لا نرى مانعا من قدوم  الرئيس المصري “السيسي” لتونس

مغرب نيوز : ريم حمودة
*كل الأطراف مسؤولة  عن تحسن الاوضاع في البلاد و لا أحد يقف فوق الربوة.
*نحن لا تستثني أحدا إلا من استثنى نفسه .
*نحن نأمل أن تكون علاقتنا ببقية الأحزاب إدناها التعايش و أقصاها التشارك
* المنطق الذي يقوم عليه فكر محسن مرزوق ربما يستقطب جانب من الناخبين لكنه يفشل في إدارة الدولة
*ضرورة الابتعاد عن فكرة “لوم العاجز عن القادر”
*لتونس مصلحة حيوية في تسوية الملف الليبي .
*الغنوشي ليس من اطلق المبادرة بشان تسوية الملف الليبي لكنه طرف هام فيها
*لا نرى مانعا من قدوم  الرئيس المصري “السيسي” لتونس 

       في حوار خاص مع رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة نور الدين العرباوي تم التطرق لجملة من المواضيع الهامة سواءا الوطنية منها كالاوضاع الحالية في تونس و عن انفتاح حركة النهضة عن بقية الاطياف السياسية و الايديولوجية و اثر ذلك في ادارة شؤون الحركة و علاقتها ببقية الاحزاب و موقفها من الحراك السياسي الذي مازال قائما على فكرة الاقصاء و الاستقطاب .و التحركات الديبلوماسية لرئيس الحركة و التي وجدت انتقادات كبيرة رغم التاكيد انها مجهودات خاصة يقوم بها راشد الغنوشي بالتنسيق مع رئيس الجمهورية لمزيد التعريف بالتجربة التونسية و محاولة الاستفادة من بعض علاقاته الخارجية . بالاضافة الى التطرق الى المبادرة التي اطلقت من اجل تسوية الملف الليبي بعيدا عن الحل العسكري و عن اهم الاطرف المشاركة فيها.كما تم الحديث عن الاستعدادات للانتخابات البلدية و اهميتها من اجل مزيد تكريس الاستقرار السياسي في البلاد.

و في ما يلي نص الحوار كاملا
ماهي ملامح الأوضاع الحالية في تونس ؟
لا تزال تونس تمر بصعوبات كبيرة خاصة على المستوى الاقتصادي
و مؤتمر الاستثمار دليل على وجود أزمة عميقة و نحن نأمل ان يقع الوفاء بكل الوعود الرامية لمساعدة تونس من قبل عدة دول لكن رغم ذلك تبقى للمبادرات الداخلية و الوطنية الاهمية القصوى للنهوض بالبلاد .
نحن ننتظر كذا لك دورا إيجابيا للاتحاد العام التونسي للشغل خاصة بعد نجاح مؤتمره الأخير .عموما حققت تونس جملة من الخطى الإيجابية نحو الاستقرار لكن مازالت هنالك عثرات على الصعيد الاجتماعي و الإقتصادي.
كل الأطراف السياسية مطالبة بالأشغال على هذه الملفات .و كذلك الدور الهام الذي يجب أن تضطلع به الحكومة لتحريك الواقع الاقتصاد ي والرفع من مؤشرات النمو.
كل الأطراف مسؤولة و لا أحد يقف فوق الربوة.
ماهو صدى انفتاح حركة النهضة و استقطاب اعضاء من غير الاتجاه الاسلامي؟

         لقد أعلنت الحركة من خلال مؤتمرها العاشر عن افتتاحها على كل من يرغب في الانضمام إليها إذا توفرت فيه الشروط الواردة          بالقانون الأساسي بغض النظر عن الانتماءات الأيديولوجية وهناك شخصيات من غير الاتجاه الاسلامي إن دمت للحركة ليس بالكثير و لكنها تفتح الباب مثل السيد بلقاسم حسن الذي أصبح عضوا بالمكتب السياسي وهو شخصية مخضرمة مر باليسار و القومية و بالنقابة لينتهي به المقام في حركة النهضة و كذلك محمد القوماني فرغم قربه الأيديولوجي من الحركة إلا أنه ابتعد عنها قرابة الثلاثين سنة ليعود إليها من جديد .
ان الانفتاح هو خيار تنتجه المؤتمر العاشر للحركة لكن هناك صعوبات طبيعية جعلت بعض من أبناء الحركة لا يتقبلون هذا في البداية ليس رفضا للآخر و إنما هو نتيجة تواجد إرادات مختلفة متعلقة بهوية الحزب .

كيف يمكن لحركة النهضة انت تعطي ثقتها لغير أبناء الاتجاه الاسلامي خاصة بعد كل ما عرفته من إقصاء و اضطهاد؟
لم نكن نحن فقط المضطهدين ربما كنا الأكثر اضطهاد لكننا لم نكن بمفردنا الاضطهاد طال الجميع فنحن توسع دائرة الاضطهاد فهناك أطراف فاعلة في الاضطهاد بعد الثورة انخرطت في مسار التوافق هناك من هو مستعد للدخول تحت خيمة الدستور الجديد .فلو توفر قدر من الحرية لما مارسوا الاضطهاد فهناك من أحس باخطاءه فجاءت الثورة و كانت فرصة للتراجع و الانخراط في مشروع ما بعد الثورة .
الحركة لا يمكنها أن تبقى مثبتة لابد من الوعي بضرورة الانفتاح فنحن لا تستثني أحدا إلا من استثنى نفسه .
ماهي علاقة حركة النهضة ببقية الاحزاب؟
نحن نأمل أن تكون علاقتنا ببقية الأحزاب إدناها التعايش و أقصاها التشارك و التوافق فنحن لا نريدها علاقة انقسام و لا تنافي نحن نكرس فكرة التوافق و التشارك.
هل يقلقكم لكم موقف محسن مرزوق من حركة النهضة ؟
محسن مرزوق يسعى لتكريس الفكرة الأولى التي قام عليها نداء تونس سابقا و التي تقوم على منطق الاستقطاب و الإقصاء و تجميع كل الأحزاب ماعدى حركة النهضة .
ان هذا التصور الذي تبناه محسن مرزوق ربما يستقطب جانب من الناخبين لكنه يفشل في إدارة الدولة مثلما حصل في انتخبات2011.
محسن مرزوق مازال لديه حنين للفكرة الأولى التي قام عليها نداء تونس.
هل ترونها  مستقبل الحركة و مستقبل تونس في شخص راشد الغنوشي؟
هذا السؤال يحيل على قضيتين هامتين وهما بقاء الشيخ راشد على رأس الحركة و إمكانية ترشحه لرئاسة الجمهورية و هنا اقول أن هذه القضايا مازالت لم تطرح بعد و أنها لم تدرج بعد في جدول أعمالنا .
 في اي إطار يتنزل انفتاح حركة النهضة على بعض الدول الاخرى؟

نحن لسنا إزاء ديبلوماسية موازية كما يحب البعض ان يروج لها  و لكنها ديبلوماسية شعبية وهي جملة من المجهودات يقوم بها رئيس الحركة في إطار التنسيق التام مع رءيس الجمهورية
فالشيخ راشد الغنوشي شخص له دور وطني إقليمي و يريد توظيف ما لديه من إمكانيات لصالح تونس .
هل ان راشد الغنوشي بصدد فتح أبواب موحدة أمام رءيس الجمهورية ؟
هناك إمكانيات متاحة أمام رءيس حركة النهضة و ليست موصدة أمام رءيس الجمهورية فراشد الغنوشي ليس له صفة رسمية و ما يقوم به هو بالتنسيق مع رءيس الجمهورية و هذا التعاون هو استفادة من علاقات موجودة عند رئيس الحركة.
هناك جانب من الانتقادات وجهت له بشأن هذه المبادرات ليس في جوهرها ولكن بسبب عجز البعض عن تحقيق الإضافة “لوم العاجز عن القادر”
في اي إطار تندرج زيارة راشد الغنوشي لتركيا؟
رءيس الحركة توجه لتركيا كما توجه من قبل لعدة دول لمزيد التعريف بالتجربة التونسية و طلب الدعم لها و للتأكيد ان الخيار التونسي سليم و ان هذه التجربة تحتاج لدعم إضافي .ان راشد الغنوشي سخر مجهوداتك للدفاع عن المشروع التونسي .
ماهي آخر تطورات الملف الليبي؟
ان الأزمة التي تعيشها ليبيا ألقت بظلالها على الدول الجوار و خاصة تونس ومصر و الجزائر في هذا الإطار بالذات جاءت المبادرة بخصوص إيجاد حل المشكل الليبي وهي مبادرة في إطار الخيار الأممي وهي تقوم على تسوية الخلافات بين الفرقاء بعيدا عن الحل العسكري الذي تبين أنه غير قادر عن حل الأزمة .تونس طرف رئيسي في هذه المبادرة و كذلك الجزائر .لرءيس حركة النهضة دور هام في إطار هذه المبادرة لكنه ليس من أطلقها الجزائر طلبت مساعدته وهو استجاب للطلب بعد التشاور مع رءيس الجمهورية .
يبقى الملف الليبي معقد جدا لكن أهم شيء هو الوصول إلى توافق بمعنى تقديم تنازلات من كل الأطراف من أجل البلد و ليس لأغراض حزبية .
لتونس مصلحة حيوية في تسوية الملف الليبي .
لا بد أن تكون كل الأطراف الليبية على نفس الدرجة من التفاعل مع المبادرة .فلو يبقى كل طرف متمسك بموقفه ربما يؤدي ذلك إلى تقسيمها.
هل غيرت حركة النهضة موقفها من الرئيس المصري حتى تجمع بينهم المبادرة لتسوية الملف الليبي؟
ان علاقة تونس بمصر مستمر و لا يشوبها أي اشكال و هناك احتمال لزيارة السيسي لتونس لمناقشة الوضع الليبي .فنحن لا نخلط الملفات و الملف الليبي هام و حيوي و له الاولوية من أجل إيجاد حل للأزمة الليبية لذلك .
رغم كل شيء نحن لا نرى مانعا و لا نعترض على زيارة الرءيس المصري لتونس فالمصلحة مشتركة ونحن لا نملك إلا أن نتوافق
لكن من المحتمل أن بجد ذلك رفضا من قبل بعض الأشخاص او المنظمات و هي مسألة عادية و هذا منطق الديمقراطية فالدولة لها منطقها الخاص بها و حركة النهضة تعمل بمنطق الدولة و أيطرف آخر له رأي معين له حرية التعبير .
ماهي استعدادات حركة النهضة للانتخابات البلدية ؟
بعد المصادقة على قانون انتخابات البلدية باتت المسألة واضحة المعالم و أصبحت بارزة الملامح و بدأ الحراك السياسي استعدادا لها .
وفي هذا الإطار اتفقت حركة النهضة على مسالتين هامتين أولها أننا سنشارك في الانتخابات و ثانيها أن مشاركتنا ستكون في إطار تأكيد التوافق أما عن إمكانية الدخول منفردين او في قواءم مشتركة ستدرس لاحقا المهم أن لا تكون الانتخابات فرصة جديدة للعودة لمنطق الاستقطاب .

Échappée belle…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *