نور الدين الطبوبي: يجب إعادة ترتيب الأولويات… و ”تونس لم تعد بحاجة إلى حكومة ” عسكر مطافئ”

مغرب نيوز-تونس

قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، إنّ الاتحاد العام التونسي للشغل ليس في قطيعة مع الدولة، و أنه يختلف مع الحكومة و لكن لا يقاطعها و يجلس للتفاوض معها بخصوص ملفات منظوري الاتحاد و بخصوص كل القضايا الوطنية.

و أضاف الطبوبي، في حوار أجراه مع جريدة الصحافة و صدر في عدد اليوم الأربعاء 14 مارس 2018، : ”هذه مسؤولية لن نَتَقصَّى منها فالتفاوض يبقى هو المبدأ و مع ذلك تبقى ثقتنا تامة في رئاسة الجمهورية التي نَحْتَكِمُ إليها في كلّ خلافاتنا”.

و حول تقييمه لإجتماع قرطاج الذي انعقد أمس الثلاثاء، قال نور الدين الطبوبي: ”كان بالفعل يوما فارقا رغم تباين المواقف و قد وقع الاتفاق على تشكيل لجنة لوضع الأولويات الاقتصادية للمرحلة القادمة ثمّ النظر في الاسماء القادرة على قيادة الفريق الحكومي لتنفيذ الأولويات التي سيتمّ الاتفاق عليها و يبقى بقاء الحكومة مِنْ عدمه موضوع نظر في مرحلة ثانية. و قد لخص رئيس الجمهورية في آخر الاجتماع مجمل ما توصّل اليه الاجتماع من تفاهمات، نستطيع القول أنّنا انتقلنا من مرحلة الكلام الى التقييم الحقيقي لعمل الحكومة”.

و حول التقارب في التقييم بين اتحاد الشغل و اتحاد الأعراف، قال الطبوبي: ”التنسيق ضروري لإنجاح مثل هذه المحّطات و نحن وباقي الأطراف نلتقي تقريبا على مستوى تقييم الأداء الحكومي و لنا كأطراف مجتمعية معالجاتنا للوضع وتصوراتنا لمستقبل تونس .. ومع ذلك نبقى سلطة مضادّة تعديلية الدور ولسنا جبهات حزبية كما أننا لسنا ضدّ الأحزاب ولكننا لن نسمح لها في المقابل باستباحة المصلحة العليا للوطن والمواطن”، وفق قوله.

من جهة أخرى، أكّد نور الدين الطبوبي أنّ الاتحاد العام التونسي لا يريد أن يحكم، قائلا: ”نحن بالأساس قوّة تعديل و قوّة خير نسعى ما أوتينا من قوّة وجهد الى تحقيق كرامة التونسي ونحن مؤتمنون على ذلك ..فالاتحاد وُلِدَ مِنْ رَحِمِ الحركة الوطنية وهو جزء لا يتجزّأ مِنْ تاريخ تونس ما أهّله أن يكون أكبر قوّة خير وقوّة أمان للشعب التونسي وهو في وجدان كلّ تونسي والملجأ الأخير عند اشتداد الأزمات وهي خصوصيّة فريدة في العالم. وهي خصوصيّة بوّأته مكانة ريادية في التاريخ النقابي الدولي يشهد بها القاصي والداني”، وفق تعبيره.

و في سياق آخر قال الطبوبي إنّ حكومة يوسف الشاهد، ”تريد رِبْحَ الوقت لا غير”، مشيرا إلى أنّ اتحاد الشغل أعلن أنه سيكون إلى جانب كلّ مِنْ يريد خدمة الوطن و المواطن لأن هذه الحكومة لم تتقدّم قَيْد أُنْملة في حلّ الملفات الكبرى و حتّى الصغرى و بقيت جلّ و عودها و اتفاقاتها معنا حِبْرًا على وَرَقٍ”.

و اعتبر الطبوبي، أنّ تونس ”لم تعد بحاجة الى حكومة ”عسكر مطافئ” و هي في أمسّ الحاجة الى حكومة لها رؤية واضحة وسياسات واضحة و مصداقية لا شكّ فيها و كفاءة غير مطعون فيها و إرادة للفعل لا لُبْسَ عليها”.

و لفت إلى أنّ البلاد في حالة من الضبابية التامة، قائلا: ”هناك تَداخُلٌ بين المسؤولية الوطنية والحزبية، فقدان للمصداقية، وَضْعٌ لم نَعُدْ نَعْرِفُ فيه مَنْ يَحْكُمُ، صراحة لَمْ نرصد أيّ ايجابية يمكن أن نبني عليها ونحن في المقابل مطالبون بالسّعي لتلبية حاجيات وحقوق الشّعب التونسي وهو الشيء الذي لم تركّز عليه الحكومة ولم تعتبره فيما يبدو لنا أنّه أولويّة الأولويات بالنسبة اليها”.

و حول ما إذا كان ما يقصده هو ”اتّهام ضمني بأنّ لحكومة الشّاهد أولويات أخرى أو أجندات شخصية”، قال نور الدين الطبوبي :”لا نجازف بالتأكيد على ذلك و لكنّ الواضح لنا انّ تركيزها ليس على الملفات الكبرى ذات العلاقة بمشاغل المواطن و مع ذلك فإنّ طموح البعض السياسي في علاقة بالاستحقاقات الانتخابية لسنة 2019 مشروع لكن يجب ان يتسّم بالعقلانية وأن يكون محكوما بضوابط معيّنة حتّى لا تضيع حقوق المواطنين…الواضح أيضا بالنسبة إلينا أنّ منظومة الحُكْم خلقت عديد الاشكاليات”.

و أوضح الطبوبي، أنّ دور اتحاد الشغل يتمثل في ”تقييم، رصد الإخلالات ثم تعديل السياسات و البرامج و الأشخاص”، مشدّدا على أنّ ”الغاية ليست في تغيير الوزراء أو حتى رئيس الحكومة و انّما الوقوف على الأخطاء و الالتزام بتصحيحها”.

و بيّن أنه فيما يخص تحديد المسؤوليات، فإنّ ”النّجاح في السياسة و العمل الحكومي هو جماعي و الفشل كذلك جماعي بالضرورة .. و في هذا الخصوص فان الاتحاد لَنْ يكون شَاهِدَ زُورٍ و سيتحمّل ـ و قد تحمّل ـ مسؤولياته كاملة كطرف في وثيقة قرطاج”، وفق قوله.

و لفت إلى أنّ لقاء الموقّعين على وثيقة قرطاج كان مناسبة بالنسبة لاتحاد الشغل للمصارحة و الاصداع بالحقيقة” قائلا: ”نحن تحمّلنا مسؤولياتنا كاملة في هذا الصدد .. فالوضع دقيق و صعب و التّدارك واجب و ضروري حتّى لا يتمّ استغلال الفرصة من طرف مَنْ يتربّص بالوطن و المواطن و الأمر يستوجب الكثير مِنَ الحِكْمة و رجاحة العقل لأنّ تونس تبقى أكبر مِنَ الجميع، لذلك وجب اعادة ترتيب الأولويات”.

و أضاف: ”نحن كطرف اجتماعي ضحيّنا و مستعدون لتضحيات أكبر رغم أنّ الزيادات في الأجور ليست على قَدْرِ تدهور المقدرة الشرائية و المعيشية للمواطن و لكنّنا غير مستعدّين لكَيْلِ الهدايا على طبَقٍ دون سلّةِ اجراءات متكاملة و عادلة الشيء الذي لمسناه في علاقتنا بالحكومة و نودّ التنبيه الى أنه بعيدا عن المماطلة و الخبث فإنّنا نعرف الصّالح و الطالح كما يقال”. وفق تعبيره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *