نفى نيته الترشح للرئاسة … الغنوشي : تونس تعيش ربيع الحرية و الثورة ما زالت مستمرة

اعتبر رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، أن الثورة التونسية التي اندلعت في 17 ديسمبر 2010، و أسقطت نظام زين العابدين بن علي يوم 14 جانفي 2011، تعيش “ربيع الحرية”، مؤكداً أنها ما زالت مستمرة حتى تحقق أهدافها التي اندلعت لأجلها، متمثلة باستكمال مأسسة الديمقراطية، وتوفير الرفاه للشعب التونسي، وتحقيق طموحات وآمال الشباب الذين فجّروا الثورة.

و قال راشد الغنوشي في حديث لـ”الخليج أونلاين”: إن “أهم مكتسبات الثورة هي الحرية التي توافرت للجميع دون استثناء، وليس مهماً بعد ذلك من يكون في سدة الحكم، وبناءً على هذا المبدأ تخلّت النهضة عن الانفراد بالسلطة؛ لأننا نؤمن بأننا حين نتخلى عنها لأجل الوطن سنعود إليها ما دام ربيع الحرية مستقراً ومستمراً”.

رئيس حركة النهضة التونسية، التي تعتبر حزباً إسلامياً، أشار إلى أن “الحركة التي حازت الأغلبية في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي عام 2011، رفضت الهيمنة على الحكم، وكانت حريصة على إقامة نظام سياسي يتعايش فيه العلمانيون والإسلاميون، ودعت إلى حكومة وحدة وطنية، واستجاب لدعوتها حزبان علمانيان”.

و يرى الغنوشي أن “الإسلام ثورة تحررية شاملة، ثورة ضد فرعون وأتباعه، وثورة شاملة في القلب والعقل؛ لذلك ينبغي ألا نخشى على الإسلام من الحرية، بل نخشى عليه من التسلط والديكتاتورية”، مؤكداً أن “نظام الشورى في الإسلام والنظام الديمقراطي
توأمان لا يتعارضان”.

و تابع يقول: إن “حكمة النهضة والتنازلات التي قدمتها كانت دائماً أحد الدوافع الرئيسة للخروج من الأزمات في تونس”.

 

** الشوق إلى الحرية

 

الغنوشي، وهو المفكر الإسلامي المعروف، اعتبر في إطار حديثه عن ثورات الربيع العربي، أن “الشعوب العربية كانت في حالة احتقان بسبب الظلم والديكتاتورية والفساد”، مشيراً إلى أن “إحراق البوعزيزي رحمه نفسه احتجاجاً على الظلم، كان شرارة أشعلت أشواق المتطلعين إلى الحرية في تونس، ومنها انتقلت إلى ربوع العالم العربي”.

 

و أكد أن “الثورات لا تموت ولا تتراجع، ولكن قد تمر بحالة كمون وترصُّد وانتظار، وهي تنتظر الظروف للانفجار، وستحقق أهدافها ولو بعد حين”.

 

** سر تميز الثورة التونسية

 

و في رده على سؤل عن سبب نجاح الثورة التونسية، وفشلها ببلدان أخرى، يجد الغنوشي أن “هناك عدة عوامل تقف وراء هذا التميز، على رأسها التنازلات الكبيرة التي قدمتها حركة النهضة، في سبيل الوصول إلى تفاهمات مع الآخرين على العيش المشترك”، معترفاً بأن “الآخرين قدموا تنازلات كذلك في سبيل الغاية نفسها، وهذا الوعي السياسي بأهمية تبني الثورة وعدم التخلي عنها من أهم أسباب نجاح الثورة”.

و في السياق ذاته، تابع قائلاً: “السبب الثاني هو أن الجيش التونسي لم يستغل الثورة للقفز على السلطة كما حصل في دول أخرى، بل حافظ على الدولة وحمى الحدود وساند الثوار، لذلك نحن نذكر الجيش وقياداته في كل لقاء ومناسبة، فالتونسيون يبجّلون جيشهم، لأنه لم يخنهم”.

و استطرد الغنوشي، قائلاً: “خلوُ تونس من النفط عامل مهم من عومل نجاح الثورة؛ عدم وجود أطماع للدول الكبرى في بلادنا أسهم في امتلاكنا إرادتنا وعدم تدخُّل تلك الدول بشأننا الداخلي، كما حصل مع بلدان الربيع العربي الأخرى مثل ليبيا”.

 

** تحديات المرحلة القادمة

 

و بخصوص التحديات التي تواجه تونس في المرحلة المقبلة، تحدث رئيس حركة النهضة مبيناً أن الإرهاب هو التحدي الأكبر الذي يواجه الدولة.

و اعتبر أن “الإرهاب لم يولد بعد الثورة، بل هو من بقايا النظام السابق، حيث كان هناك ثلاثة آلاف سجين تم إطلاق سراحهم بعد الثورة، ومعظم هؤلاء تدربوا في معسكرات خاصة، وشاركوا في الحروب المشتعلة في العراق وسوريا واليمن، ثم عادوا لتونس لممارسة الإرهاب، وتمكنوا من توجيه ضربة موجعة للاقتصاد والسياحة في البلد”.

الغنوشي أوضح أن التحدي الثاني كامن في: “شعور الإحباط لدى الشباب الذي أشعل الثورة، الذي لم يلمس لحد الآن التغيرات التي كان يطمح لها، وما يزال هناك عدد كبير من العاطلين عن العمل بنسبة 15٪؛ ما يعني الحاجة لإعادة النظر في الخطط الاقتصادية، والتعليم الذي يحتاج لتطوير من أجل تدريب اليد العاملة، والحاجة الى جلب الاستثمارات لتوفير فرص العمل”.

و واصل الغنوشي حديثه بالتأكيد على أن “حركة النهضة متجه للمشاركة بقوة في الانتخابات التي ستجري في أكتوبر القادم، ونتوقع أن نفوز فيها ونعزز موقعنا”.

و أكد قائلاً: “في جميع الأحوال نحن لا نريد ان نحكم وحدنا؛ فمصلحة البلد ما دامت في مرحلة انتقالية ان لا تُحكم بنسبة 51٪، لابد أن تكون الحكومة المقبلة ذات قاعدة واسعة تشمل 70 إلى 80٪ من نواب البرلمان”.

 

** الغنوشي و الثورة

الغنوشي نفى في ختام حديثه لـ”الخليج أونلاين”، أن يكون له أي طموح للترشح لمنصب رئاسة الجمهورية.

و قال بهذا الخصوص: إن “الثورة قدمت لي الكثير، فقد كنت خارج بلدي 22 عاماً، وكان يمكن أن أموت خارجه، حتى إني فكرت في أن أشتري أرضاً لأُدفن فيها ببريطانيا، ولكن الثورة أرجعتني إلى بلدي عزيزاً كريماً، وهذا أكبر مكسب لي”، مشيراً إلى أن “مؤسسات حركة النهضة لم تقرر بعدُ مَن ترشِّحه للرئاسة، هل سيكون واحداً منها، أو مرشحا توافقياً، فهذا الأمر لا يزال مفتوحاً للنقاش”.

يشار إلى أن “النهضة” حركة إسلامية تأسست عام 1972 باسم “الجماعة الإسلامية”، ثم غيرت اسمها عام 1989 إلى “حركة النهضة”.

وتعرضت الحركة للقمع والاضطهاد في عهدي الرئيسين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، وسُجن عدد من قادتها وهجّروا سنوات طويلة. وبعد الثورة وسقوط نظام زين العابدين بن علي، تم الاعتراف القانوني بالحركة حزباً سياسياً، وتصدرت المشهد وباتت من أبرز القوى السياسية في الساحة التونسية.

 

 الخليج أونلاين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Bu məqalədə, Pin-up Casino-nun daha əla bonusları haqqında danışacağıq və nəyin sizi gözləyə biləcəyini təsvir edəcəyik. bunun sayəsində Nedeni ise reklam alanların deneme bonusu vermediğini bir çok kez denk geldiğimizi biliyoruz. pul üçün Buna görə hər hansı vahid platformada bunu izləyən bir internet kullan? pin up mərc Kazino kataloqlarında təqdim olunan Pin Up casino seyrək rəngarəng slot maşınları demo rejimində işə salına bilər. etmək imkanı