نداء تونس قد يجذب حكومة يوسف الشاهد معه إلى نفق مظلم

عشرة أيّام تفصل المتابعين للمشهد السياسي و الحزبي في تونس على مشهد قد يكون الأهم في السنتين الأخيرتين إمّا ببقاء حزب نداء تونس الذي فاز مؤسسه برئاسيات 2014 و فاز بأكثرية برلمانية في تشريعية نفس السنة أو أنّنا سنشهد رسميّا نهاية الحزب في ثاني حالة تصدّع و إنقسام حادة قد يشهدها يوم 20 نوفمبر.

20 نوفمبر الحسم:

في الأسابيع الأخيرة تعيش حركة نداء تونس على وقع حالة إنقسام حادّة جرّاء تباين حدّ التناقض في الرؤى و التوجهات العامة صلب القيادة أدّى إلى التنافي بين شقّين يصرّ كل منهما على شرعيّته القياديّة و على صحّة رؤيته لطبيعة التواجد و الحجم و التأثير السياسي للحزب.

التصدّع الذي تشهده حركة نداء تونس في الأسابيع الأخيرة تحوّل إلى نزاع حقيقي بعد إقدام نحو 30 قياديا على إرسال عدل منفّذ إلى المدير التنفيذي للحزب و تذييل محضر التنبيه بعبارة “من أنذر فقد أعذر” لإعلامه بعدم شرعيّة الهياكل الحاليّة للحزب و إعتزامهم المرور يوم 20 نوفمبر الجاري إلى قيادة الحزب بطريقتهم.

ما أقدم عليه قياديّون في النداء بعد سلسلة من اللقاءات المحلية و الجهوية و الإقليمية في الفترة الأخيرة إعتبرته المجموعة المقابلة “شيئا مضحكا” على حدّ توصيف النائي محمد سعيدان أمّا التهم المتبادلة فقد وصلت حدّا أخطر بالحديث عن توظيف الدولة و الحكومة لصالح هذا الطرف أو ذاك.

جهود وساطة:

قال القيادي السابق بنداء تونس عبد الستار المسعودي الذي إلتقى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي مرفوقا بعبد العزيز المزوغي الإربعاء 9 نوفمبر 2016 أنّ رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي شدّد على ضرورة إنقاذ النداء، مشيرا إلى أنّ السبسي يرى أنه من غير المعقول أن يتفكك الحزب بعد 4 سنوات من تأسيسه خاصة وأن قاعدته ما تزال صلبة، على حد قوله.

عن الحلول التي تم اقتراحها قال إنه سيتم تنظيم  لقاءات بين مختلف مناضلي حركة نداء تونس لتقريب وجهات النظر وتجاز الخلافات الشخصية، مبرزا أن السبسي أقر بأن المدير التنفيذي للنداء حافظ قائد السبسي  جزء من الخطأ ويتحمل مسؤولية ما آل إليه النداء هو وبقية قيادات الحزب.

من جانبه قال سفيان طوبال ان الحل يكمن في ضروة الاتفاق على  مطلب مجموعة الانقاذ المتمثل في ضرورة عقد الهيئة السياسية التي ستكون الاطار الذي تناقش فيه كل الاختلافات،مشيرا الى أن المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي تفاعل معه بجدية بخصوص هذا المطلب وأنه قد يتم التوصل الى حل نهائي بخصوص هذه المسألة في غضون الثلاثة ايام القادمة .

وحول اعلان مجموعة الانقاذ تشكيل هيئة وطنية للانقاذ، اعتبر سفيان طوبال أن هذه الدعوة مبكّرة خصوصا في ظل وجود أمل حدوث اتفاق بين كل الاطراف والقيادات مشيرا الى امكانية عقد اجتماعا للهيئة السياسية للحزب تناقش فيها كل النقاط الخلافية.

حكومة الشاهد أبرز المتضرّرين:

بعد أشهر من تحذيرات الكثير من المحللين و المتابعين لتفاصيل المشهد السياسي و الحزبي التونسي من الإنعكاسات السلبية لأزمة نداء تونس على العمل الحكومي و على الوضع العام برمّته بدت التصريحات من هذا الجانب أو ذاك صلب الحزب مؤكّدة لهذه الإنعكاسات المحتملة بالحديث عن بعض الأجندات التي تستهدف الحكومة.

الأخطر من بعض “الأجندات الشخصية على حساب المصلحة الوطنية” كما وصفها المدير التنفيذي لنداء تونس حافظ قائد السبسي هو وضع حكومة يوسف الشاهد بعد تاريخ 20 نوفمبر الجاري أي بعد 10 أيام من الآن فالحزب بات مستحوذا على الرئاسات الثلاث و مقدما على إمتحان صعبا فإمّا أن تنجح جهود الوساطة أو أن تكون حكومة الشاهد قد فقدت جزءا كبيرا من سندها السياسي في ظل فقدانها لجزء منه بسبب التوتر الحاصل على خلفيّة قانون المالية لسنة 2017.

الشاهد 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *