نبيل شعث يتحدث عن خيارات السلطة الفلسطينية بعد قرار ترمب

أفاد مستشار السلطة الفلسطينية للشؤون الخارجية نبيل شعث، إنّ السلطة الفلسطينية تقوم باتصالات مباشرة مع كافة الأطراف الأوروبية، كما أن من تابع اجتماع مجلس الأمن الماضي يرى الإجماع الكامل لرفض القرار الأميركي، 14 دولة وقفت في وجه المشروع الأميركي باعتباره مخالفا للشرعية الدولية، و لقرارات مجلس الأمن.

و أضاف أن السلطة الفلسطينية لن تشارك في أي عملية سلام ترعاها أميركا و تدَّعي أنها الوسيط الأمين و النزيه و هي ليست وسيطا نزيها.

و تابع : ” الرئيس ترمب تراجع في قرارات عديدة، كان يريد إلغاء اتفاقيات الولايات المتحدة مع الصين وتراجع، كان يريد وقف الدعم الأميركي للناتو و تراجع، و عليه أن يتراجع في هذا القرار أيضا و إلا لن يكون له دور في تلك العملية “.

و أشار شعث إلى أنّ الولايات المتحدة لن تستطيع أن تستخدم حق الفيتو، و حتى لو حاولت يمكن ردعها من رئيس المجلس عندما تكون هي الطرف المطلوب اتخاذ القرار ضده.

و قال إنّ ” العالم يتغير لم تعد الولايات المتحدة مالكة هذا العالم كما كانت تتصور بعد أن إنهار الاتحاد السوفيتي، الولايات المتحدة ارتكبت حماقات كبيرة كلَّفتها الكثير، ومنها حرب أفغانستان والاعتداء على العراق واحتلاله، نحن نتجه إلى عالم متعدد الأقطاب ومتعدد الأطراف، و أميركا ليست السلطة الوحيدة فيه، لذلك نحن نصرُّ على الإطار الدوليِّ المستند على ميثاق الأمم المتحدة “.

و تعقيبا على التسريب الذي نشرته رويترز قبل بضعة أيام لما اسمته اتفاق سلام منفرد من قبل ترمب و لا يحقق الكثير من مطامح الفلسطينيين، رفضه الرئيس أبو مازن، و حثت السعودية الفلسطينيين على قبوله أكّد مستشار السلطة الفلسطينية أنّه لن يتم القبول بأقل من انسحاب إسرائيلي كامل من أراضي الضفة الغربية، و قيام دولة فلسطينية على حدود 67 في الضفة الغربية غزة و عاصمتها القدس الشرقية، و حل مشكلة اللاجئين بالعودة و التعويض على أساس القرار 194.

و انتقد شعث الموقف الرسمي للحكام العرب قائلا  كان يجب على الأقل سحب السفراء، و استدعاء السفراء الأمريكان وإعطائهم إنذارا .

و قال :” نحن ندرك أن الوطن العربي يعاني من مشكلات كبيرة، صحيح أن هناك بعض التقدم في سوريا و العراق تمثل في الانتصار على داعش، لكن لا زالت مشاكل العراق و سوريا و اليمن و ليبيا.

أذكر عام 1982 و نحن محاصرون لمدة 88 يوما لم تعقد قمة عربية واحدة و لم يأت جندي عربي واحد و لم تنزل مظاهرات في الشارع، تصاب أمتنا في بعض الأحيان بهذه الأمراض فتتوقف عن الفعل و رد الفعل، هذا لا يجعلنا نتخلى عن انتمائنا للمحيط العربي، و لكن يجعلنا نقول عندما تكون الأمور كما هي الآن علينا أن نتحمل الجزء الأكبر من أجل قضيتنا، وستعود أمتنا إلينا.

في اليومين الماضيين رأيت إحياء للالتزام العربي الشعبي تجاه قضيتنا الفلسطينية، بل إحياء التزام إسلامي و التزام دولي، ولذلك علينا أن نتحمل العبء الأكبر الآن.

و أضاف : ” كان يجب على أمتنا أن تجعل ترمب يعيد النظر في قراره عندما يرى أن مصالحه مهددة بسبب حماقته، هذا حتى الآن لم يحدث، ولكن يعوضنا ما نحس به من عودة النبض الشعبي في المنطقة، وفي العراق وفي لبنان وفي الجزائر وفي تونس، هناك عودة للالتزام تجاه القضية” .

و تابع : ” أنا أُدْرِكُ أن الحسابات العربية الآن من موازين قوى واحتياجاتها المختلفة تجعل من الصعب اتخاذ قرارات مماثلة، لكن هذا لا يمنع أننا نقدر الدور المصري، وبالأخص الدور الاستراتيجي الذي تلعبه لإتمام المصالحة الفلسطينية.

نحن نتمنى لو أن الحسابات تأخذ في الاعتبار قضايا أكبر، هذا الرجل الذي يحكم أميركا رجل خطر ويتخذ قرارات خطيرة بشأن المستقبل العربي.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *