نائب رئيس المكتب السياسي لحماس من طهران: نحن في مرحلة القضاء على “إسرائيل” و ليس الاعتراف بها/ وضعنا حسابات دقيقة للحفاظ على سلاح المقاومة

أكد نائب الرئيس الجديد للمكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في إطار مسار مفاوضات اتفاقية المصالحة الوطنية في القاهرة أن حركة حماس أصّرت في هذه المفاوضات على ضرورة الحفاظ على سلاح المقاومة و عدم التراجع عن أصول و مبادئ الحركة.

و قال خلال ندوة حوارية و فكرية أقيمت في طهران نطمها مركز “نور” للدراسات و البحوث : على الرغم من أننا واجهنا صعوبات جمّة في الماضي و سنواجه مثلها في المستقبل، إلّا أننا ” نؤمن بسلاح المقاومة و حقّنا التاريخي في إقامة الدولة الفلسطينية و بحتمية زوال الكيان الصهيوني ” التي تعتبر من عقائدنا الفطرية و التي لايمكن الرجوع و التخلي عنها، فلهذا لن تتراجع حماس أبداً عن هذه الأصول والمبادئ، و لن تلقي بسلاحها على الأرض مشيرا إلى أن حركة حماس أصّرت في هذه المفاوضات على ضرورة الحفاظ على سلاح المقاومة  و عدم التراجع عن أصول و مبادئ الحركة .

و أوضح العاروري في هذا السياق أنه تمّ التأكيد في اتفاق القاهرة صراحة على ضرورة حفظ سلاح المقاومة، و قد أعلنت الحركة ذلك أمام عدسات الإعلام، و شددت على أن هذه الاتفاقية قد شملت كافة القضايا ما عدا قضية السلاح و المقاومة”.

و أضاف: بعد توقيع اتفاقية المصالحة في القاهرة خرج رئيس وزراء الكيان الصهيوني “بنيامين نتنياهو” ليعلق على هذه الاتفاقية بالقول: “لدينا ثلاثة شروط لقبول المصالحة بين فتح وحماس؛ 1- ينبغي على حماس أن تلقي السلاح جانباً، 2- أن تعترف الحركة بـ “إسرائيل”، 3- أن تقطع الحركة علاقاتها بإيران، و لكننا أكدنا لدى ردّنا على هذه الشروط بأننا ليس لن نلقي السلاح جانباً فحسب؛ بل لن نعترف بكيان الاحتلال أيضاً، وسنحتفظ بعلاقاتنا مع الجمهورية الإسلامية في إيران ونسعى في الوقت نفسه لتعزيزها، وحضورنا اليوم في إيران هو تأكيد لهذا الموقف.

و نقل العاروري عن “يحيى السنوار” رئيس حركة حماس في قطاع غزة أنّ  حماس لن تقبل أبداً بالدعوات المطالبة بنزع سلاح المقاومة لأن الحركة تعتقد أن كيان الاحتلال في طريقه إلى الزوال، و هو ليس في وضع يجعلنا نفكر بالاعتراف به.

و ضمن حديثه عن مبادئ حماس السياسية و الأمور التي ترتبط بها أشار العاروري إلى أن حماس كانت قد اتفقت مع منظمة التحرير الفلسطينية على تشكيل دولة فلسطينية على حدود عام 1967 كي نحافظ على أبسط حقوقنا في الأرض والوطن، ونحن نؤمن بتشكيل الدولة الفلسطينية من النهر إلى البحر؛ أي من “الناقورة” إلى “أم الرشاش” ونعتقد بضرورة عودة جميع النازحين الفلسطينيين إلى وطنهم الأم، ونحن لم نتراجع عن مبادئنا في هذا المضمار؛ فالمقاومة حق مشروع وأمر واجب وغير قابل للتغيير.

و بخصوص نهج حماس للحفاظ على سلاح المقاومة بعد إبرام اتفاقية المصالحة الوطنية أوضح العاروري أنه قد تم الاتفاق بشكل دقيق على كافة بنود المصالحة، وتم التأكيد على أن الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للمقاومة في غزة ستواصل عملها، ونحن في حركة حماس ليس لدينا أي هاجس تجاه مستقبل سلاح المقاومة، وكافة حساباتنا دقيقة ونمسك الأرض بالكامل، ونحن واثقون من أن سلاح المقاومة لن يتضرر؛ فالتحرك في طريق المقاومة هو هدفنا وهذه الحركة لن تتوقف إن شاء الله، والجيل القادم للمقاومة سيكون أكثر تمسكاً بالمبادئ والقيم الفلسطينية من الجيل الحالي، ونحن الآن بصدد إعداد مجاهدين لمستقبل المقاومة الإسلامية لمواجهة “إسرائيل” وسنواصل هذا الطريق بقوة حتى تحرير القدس الشريف، وإن شاء الله سنصلي معاً صلاة الشكر في المسجد الأقصى المبارك.

في جانب آخر من هذه الندوة تحدث “أسامة حمدان” القيادي في حماس و مسؤول العلاقات العربية في الحركة حيث أشار إلى مشروع أمريكا الاستعماري الرامي لتقسيم المنطقة وبثّ الفرقة بين الأمة الإسلامية، مؤكداً على أهمية الحوار والتفاهم الدائم باعتبار أن حماس تمثل جزءاً من العالم الإسلامي.

و أضاف حمدان إن مشروع تقسيم المنطقة هو مشروع أمريكي يتم إدارته في “إسرائيل”، و في الواقع إن الكيان الغاصب للقدس يقف وراء هذا المشروع وهو من وضع أساس هذه الخطة.

و تابع حمدان حديثه بالقول: إن “إسرائيل” بصدد التطبيع مع بعض دول المنطقة وتشكيل تحالفات معها في الوقت الحاضر وذلك بهدف إشعال حرب ضد الإسلام والفكر الإسلامي لأنهم يعتقدون بأن الأسس والمبادئ الإسلامية تشكل البنية التحتية لمقاومة الشعوب في مواجهة الظلم.

و في إطار تأكيده على ضرورة مواجهة كيان الاحتلال الصهيوني أوضح حمدان: إن ثلاثة عقود من تجربة حماس أثبتت أنه ليس هناك خيار سوى المقاومة وهو الطريق الوحيد الذي تنتهجه حماس.

و أشار حمدان أيضاً إلى أن حماس تضم في صفوفها مؤسسات من بينها مجلس الشورى ومكتب القيادة والمجلس الثوري، موضحاً أن الحركة غير قائمة على الأشخاص؛ بل هي قائمة على الإيمان والاعتقاد الراسخ بعدالة القضية، وكذلك على البرامج والعمل المؤسساتي الذي لايسمح أبداً بالانحراف عن مبادئ الحركة، وهذه المؤسسات تمتلك كوادر وطلائع ثورية تتحلى بالاعتقاد بالمقاومة أكثر من الجيل الحالي باعتراف الصهاينة أنفسهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *