اتهمت روسيا الثلاثاء حلف شمال الأطلسي بانتهاج “الأسلوب” الموروث عن الحرب الباردة في حين دعا المجلس البرلماني للحلف الاثنين للاستعداد للرد على “تهديد روسي محتمل”. وقال السفير الروسي لدى الحلف ألكسندر غروشكو في حديث لصحيفة “روسيسكايا غازيتا” الرسمية أن “الحلف يعتمد أساليب أمنية كانت سارية خلال الحرب الباردة ويدعونا للعودة إلى الماضي”. وأضاف “لم ننته بعد من هذا الأسلوب الذي يساهم في توتير علاقاتنا” موضحا أن “الحلف يواصل سياسة احتواء روسيا رغم دعواته لفتح حوار سياسي”. وكلمة “احتواء” الموروثة عن حقبة الحرب الباردة توحي بسياسة واشنطن للتصدي للنفوذ السوفييتي. والاثنين قال الأميركي مايكل ترنر رئيس المجلس أن “التحدي الذي تمثله روسيا حقيقي وخطير”.
وأعرب الإعلان الذي أصدره الاجتماع الذي شارك فيه نحو 250 برلمانيا من دول الحلف الـ28 في تيرانا، عن أسفه “لاستخدام روسيا القوة ضد جاراتها ومحاولة ترهيب حلفاء حلف شمال الأطلسي”. وقال إن ذلك “لم يترك للحلف خيارات سوى التفكير في احتمال أن ترتكب روسيا عملا عدوانيا ضد عضو في الحلف وتعتبره تهديدا محتملا”. وفي نظر غروشكو “لا يشعر الناتو بارتياح في غياب خصم كبير تستخدم صورته لتعود المنظمة إلى الواجهة السياسية الدولية” ولإقناع أوروبا بأن الحلف هو المنظمة الوحيدة القادرة على ضمان أمنها.
وأكد “إنها سياسة متعمدة لإثبات أهمية الحلف الأطلسي ولجعل الأوروبيين ينفقون الأموال لدفاعاتهم ولشراء معدات عسكرية أميركية”. وقطع الحلف جميع أشكال التعاون العملي مع موسكو في أعقاب تدخلها في أوكرانيا، إلا أن الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة قال إنه سيجري محادثات غير رسمية مع موسكو قبل قمته التي ستنعقد خلال 8 و9 يوليو في وارسو.