حسب ما أرى
الاختلافات تعمقت و الشرخ أصبح كبيرا …
إضافة حكومة جديدة إلى كوم الحكومات المنقرضة ظل مضيعة وقت …
هذه الحكومة لن تكون مختلفة عن سابقاتها و لن تعمر طويلا … حتى أن ولدت سوف توءد …
معارك سحب الثقة … أو الاقالات و الاستقالات … أو معارك أجندا مكتب المجلس … و المقابلات الرسمية جدا … و التهديدات … كلها شطحات نظام يموت …
أعمال حسن نية فقط … لكن داخل منظومة انسدت … قد يتلذذ بها العاملون في داخل المنظومة… لكن لن تنفع في شيء … بل بقاؤها يزيد في آلام شعب يئن …
لا تتابعوا ما يجرى في المجلس على اساس الدعابة و الفذلكة… العنف في المجلس يهيئ لعنف خارج المجلس …و العنف هذا لن ينتهي لأن أسبابه باقية و الأخطر انها اسباب اصبحت بالدستور و بقوانين سياسية اخرى مهيكلة و ممأسسة …
قلت شخصيا منذ 2015 أن واضع الدستور إما أنه لا يحذق الاختصاص أو أنه لا يفكر في الوطن و ربما الاثنين معا … دعوت – وهي عبارتي – إلى جمهورية ثالثة ، إذ الجمهورية التي وضعوها منذ 2011 و خيطوا لها دستورا في 2014 معطٍلة مدمِرة مفرقِعة … هكذا تباعا …
كتبنا هذا في التوجهات الكبرى لحركة مشروع تونس في المؤتمر التأسيسي منذ 2016 … أضاف رئيس الحركة طريقة الخروج من المأزق : مؤتمر إنقاذ يشرف عليه رئيس الجمهورية و حكومة غير متحزبة تنفذ أجندا إنقاذ و إصلاحات سياسية عاجلة … اعتقادنا كان و مازال أن الأزمة في منظومة الحكم و أن الحلول الاقتصادية و الاجتماعية معروفة و ممكنة انما معلقة لغياب القيادة الموحدة و الأغلبية الكافية … اليوم شخصيات محترمة تأخذ عن هذا و ذاك دون ذكر اسم هذا و ذاك … و كأنها اتت بالجديد …
انا من النظام القديم … هذا النظام البائد الذي بقي في الحقيقة النظام السائد… فأنا لم امت و لا العائلة التي انتمي إليها انقرضت …
من قال أن الفكر الدستوري مات و أن البناء الدستوري مات و أن النضال الدستوري مات !! …
أتعتقدون أن بحل حزب تغتالون حركة ! أبدا…
ربما اغتصبتم مقرات… و صادرتم اموالا … و استوليتم على أرشيف … لكن المارد الكبير الذي عمره 100 سنة لن يموت … فكره الوطني ازلي لا يموت و إنجازاته للوطن لا يمحوها التاريخ … و ستعود…
حسب ما أرى
الصامتون سوف يتكلمون …و الأغلبية الكبرى سوف تنتظم… و عبير الجريحة لو ترفعوا عنها الملاحقة و تبعدوا عنها المضايقات سوف تتغير … و إذا تغيرت سوف تواصل … و تكبر أكثر و أكثر في تنظيم اوسع و اوسع … و الوطن سوف يعود افضل مما كان … استقرارا و ازدهارا …
معالم الطريق التي امام الحركة الوطنية الجديدة التي ما زلت أنادي بها هي معالم ثابتة لكن في مناخ ديمقراطي حرّ جديد …
منذ يومين ، لما رئيس الجمهورية هدد بإطلاق الصاروخ … بحثت في الدستور … فما وجدت فيه صواريخ صالحة … حتى صاروخ 80 لا يفي بالحاجة و قد ينفجر قبل مغادرة محطة الارسال …
إنما هناك عند رئيس الجمهورية … و يعرف هو جيدا ما اقول … حل سلمي بسيط : الاستفتاء …
قلت هذا من زمان .. و اعيده
يضع رئيس الجمهورية تصورا للنظام السياسي الجديد ( مشروع تعديل للدستور و مشروع تعديل للقانون الانتخابي ) و يتوجه إلى الشعب مباشرة و يأخذ رأيه…
هناك من يقول أن ليس لرئيس الجمهورية الحق في الاستفتاء … و أن الدستور لا ينص على ذلك…
اقول لهؤلاء : متى كان الشعب يحرم من حق تقرير المصير، و هو صاحب السلطة الاصلية !!
حق الشعب في إعطاء رأيه حق أصيل، و لا يمكن حرمانه منه ، و ممارسة هذا الحق تصحيح للوضع و ليس خرقا له …
الرجوع في الخطأ فضيلة …
هذا ما أراه …
و البقية كلها- اقالات و استقالات و تشكيلات و تعيينات… دوران في كأس ماء …
انا احب بلادي… و لا أريد أن أراها تموت …
يناشدني الناس بالالاف أن أعود… و لكني لنا لم اذهب … انا اعيش كل امال بلادي و كل آهاتها… اكتب و انصح … و اريد ان ارى الوطن على السكة من جديد …
لا نعيد الماضي كما هو … فالماضي – اي ماضي – لا يعود … و الأشياء تغيرت … لكل زمان نظام سياسي و اقتصادي مناسب … و لتونس الجديدة أجندا جديدة و مستقبل جديد…
النظام البائد هو النظام السائد إلى اليوم … و الازلام لن يكونوا اقزاما أبدا…
مهما لاحقونا … مهما هددونا… من أجل تونس باقون …