منصف المرزوقي : انسحبت من الحياة السياسية الحزبية بمعاركها وصراعاتها ومشاكلها

 

أنا انسحبت من الحياة السياسية الحزبية بمعاركها وصراعاتها ومشاكلها التي أخذت الكثير من وقتي وجهدي، لكني لم أنسحب من الحياة السياسية في المطلق باعتباري مواطناً أعيش في هذا الوطن وأتابع آلامه وأعتبر نفسي مسؤولاً عنه مثل كل المواطنين خاصة أني دفعت خمسين سنة من أجله، ولذا فلن أتخلى عنه.

المنصف المرزوقي والمراجعات الموجعة: ميثاق حقوق الإنسان

لكني الآن خارج لعبة الصراع على السلطة ويمكنك أن تقول إنني في موقع “ستاند باي”، إذا وقعت تهديدات على الدستور أو على النظام الديمقراطي أو تهديدات خارجية فإنني آنذاك سأتدخل بكل قوة. فهذا وطني ولن أتخلى عنه أبداً.

أما مسالة تغييبي فهذا شيء طبيعي، فهناك قوى سياسية وإعلامية تريد أن تمسح ذكري تماماً من الوجود وكأنه ليس أنا من أدخل “النظافة” إلى قصر قرطاج ومن حارب الفساد ومن مهر الدستور ووقع عليه.

إن هؤلاء يريدون فسخي من الذاكرة، وهذا ما اعتبره تصرفاً صغيراً. وأريد فقط أن أذكر أني لما استلمت الرئاسة، بادرت بزيارة الأستاذ أحمد المستيري في بيته لأخبره أننا سنواصل السير على نهج نضالاته من أجل تونس. كما زرت عدة مناضلين آخرين في بيوتهم. يعني أنني لم أدّع أبداً أن التاريخ بدأ معي بل كنت مجرد حلقة من ذلك التاريخ. لكن هناك ناس تدّعي الآن أن التاريخ بدأ معها وأنها الشخصيات الوحيدة في البلاد وأنا غير معني بما تقوله.

أما بالنسبة للإعلام فسأكون صريحاً معك أنا أعتبر أن الإعلام التونسي قد أضر كثيراً بي وبالثورة وبكل ما أؤمن به، وأنا آسف لذلك لأني ناضلت من أجل حرية الرأي والتعبير وكنت أول ضحايا للإعلام الحر الذي ناضلت من أجله.

وأنت تعلم أنه ورغم كل ما جناه علي هذا الإعلام فإني لم أرفع قضية بأي صحافي. لكن لدي احتراز كبير من الإعلام التونسي في الوقت الحالي ولست مستعداً الآن للتعامل معه. إن هناك نوعاً من الحاجز النفسي بيني وبين هذا الإعلام الذي لعب دوراً مخرباً وهداماً وساهم في تشويهي وإسقاطي في الانتخابات وضرب الثورة وهو اليوم أحد أكبر المشاكل في تونس وطالما لم يتم إصلاحه فلن تكون هناك ديمقراطية حقيقية في البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *