منتدى الدوحة السنوي : تسوية مظلمة احتلال  فلسطين  اولوية دولية .. بقلم خليل الحناشي.

+ التنمية الاقتصادية شرط الاستقرار والامن اقليميا ودوليا 
بقلم خليل الحناشي.
موفدنا إلى الدوحة
انهى مؤتمر الدوحة  أشغال دورته  الواحدة والعشرين بعد سلسلة من النقاشات والمحاور الدولية الطارئة والمتعلقة بعدد من القضايا العاجلة دوليا. 
ولم تكن الاحداث العسكرية والانسانية والحرب المفتوحة على غزة خارج اهتمام الوفود الدولية الحاضرة بالعاصمة القطرية الدوحة حيث تواتر النقاش حول واقع الازمة بالاراضي الفلسطينية واليات التجاوز الممكنة لايقاف الالة العسكرية الاسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني. 
اهتمام الحضور المواكب للاشغال بحث ايضا في دوافع تاخر التنمية بعدة دول وما قد ينجر عنها من ارتفاع للفقر والفقراء والتخوفات المحتملة من المجاعات المهددة للانسان في هذه الدول. 
ونظرا لأهمية  هذه الازمات وما قد ينجر عنها من توسع لعلامات الحرب والفقر فقد حاول المنتدى توجيه الازمة الى مربعات البحث عن الحلول اولا انطلاقا من الشعار المرفوع لهذه الدورة تحت عنوان “معا نحو بناء غد مشرق” وثانيا عبر طرح الازمة على طاولة النقاش المعمق من اجل تحديد الخطوط الاساسية للتقليل من وقعها وتجاوز مسبباتها.
وتعد أعمال النسخة الحادية والعشرين من منتدى الدوحة، أحد أبرز منصات الدبلوماسية والحوار في العالم اذ شهدت اشغال اليوم الاول والثاني مشاركة و حضور أكثر من 3,500 مشارك ينتمون لأكثر من 140 دولة يشكلون نخبة من كبار الدبلوماسيين والخبراء وصناع السياسات وقادة الرأي من خلال 18 جلسة رئيسية و35 جلسة جانبية.
جائزة المنتدى…للاونروا 
شهدت مراسم الافتتاح تسليم امير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، جائزة منتدى الدوحة لمنظمة الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى)، وذلك تقديراً لمساهمتها في تحقيق الاستقرار وإعادة الأمل للاجئين الفلسطينيين، حيث قدمت لهم على مدى 75 عامًا المساعدات وأماكن الإيواء والمدارس، وهي تدير حالياً 700 مدرسة في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وقد تسلم الجائزة نيابة عن الأونروا، المفوض العام، فيليب لازاريني.
غزة…الحاضرة بالغياب
يتزامن انعقاد هذا المنتدى مع سياسات التصعيد العسكري الإسرائيلي على غزة و ما ألحق بها من دمار ومحاصرة وتقتيل متعمد لآلاف من المدنيين وحاز القطاع على جزء هام من النقاش العام للمنتدى فخلال كلمته الافتتاحية لاول امس قال رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني” إن هذا المنتدى الذي أردناه منصة للتواصل بين الشعوب، ليس حين يكون هذا التواصل سهلاً فحسب، بل حتى في أحلك الأوقات وفي ظل تصاعد الاستقطاب في العالم، حين يكون التواصل بيننا حاجة لا غنى عنها”.  
وأضاف، في إشارة إلى الأزمة في غزة: “أظهرت هذه الأزمة بوضوح، حجم الفجوة بين الشرق والغرب، وبين الأجيال المتعاقبة، وازدواجية المعايير في المجتمع الدولي، حيث انقسم العالم إلى مطالبٍ بإنهاء هذه الحرب وإيقاف آلة القتل، ومتردد حتى في مجرد الدعوة إلى وقف إطلاق النار.”
أما رئيس الوزراء الفلسطيني محمد إشتية، فقال في إنه يجب أن تتعرض إسرائيل لعقوبات ولا يمكن السماح لها بالاستمرار في انتهاك القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن، داعيا إلى تحقيق عاجل بالجرائم الإسرائيلية.
وأكد أنه من غير المقبول حديث إسرائيل عن القضاء على حركة المقاومة الإسلامية، لأنه لن يحدث، وأن الحركة جزء من فسيفساء السياسة الفلسطينية، وأن هناك حاجة لحل سياسي يضع نهاية للنزاع، وفق تعبيره.
الامم المتحدة تقر بالصعوبات
و عن موقف الامم المتحدة من الاحداث بالقطاع أقر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بالصعوبات التي تواجهها المنظمة الأممية في إنهاء الأزمات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الأزمة الراهنة في غزة، حيث قال “إن منبر حل النزاعات الدولية بالطرق السلمية يعاني شللاً بسبب الانقسامات الجيواستراتيجية. وهذه الحقيقة تقوض إيجاد الحلول بداية من أوكرانيا وحتى ميانمار ومروراً بالشرق الأوسط. إن الهجمات المروعة التي شنتها حماس في 7 أكتوبر، والتي أعقبها القصف الإسرائيلي الذي لا هوادة فيه على غزة، قد قوبلت بصمت رهيب من جانب مجلس الأمن. وبعد أكثر من شهر، أصدر المجلس أخيرا قرارًا، وأنا أرحب به. لكن هذا التأخير قد ترتب عليه ثمن يُدفع. لقد تم تقويض سلطة مجلس الأمن ومصداقيته بشدة”.  
وأضاف: “لقد دعوت مجلس الأمن للضغط من أجل تفادي وقوع كارثة إنسانية وكررت دعوتي لإعلان وقف إنساني لإطلاق النار. ومما يؤسف له أن مجلس الأمن قد فشل في القيام بذلك، ولكن هذا لا يقلل من مدى ضرورة القيام بذلك. ولذا، فأنني أعدكم بأنني لن أستسلم”.
إنشاء المنتدى
أطلق أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، منتدى الدوحة في عام 2000، وعقدت نسخته الأولى عام 2001، ويجمع المنتدى صانعي السياسات، ورؤساء الحكومات والدول، وممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية.
ومنذ إنشائه تناول المنتدى موضوعات هامة، وحضره رؤساء الدول والوزراء وقيادات من القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية، واستفاد المنتدى بشكل كبير بوجوده في دولة قطر، كون الدوحة نجحت في أن تكون بوابة عالمية لرأب الصراعات في العالم، مما زاد من الثقل السياسي للبلاد وجعل منصاتها الحوارية محط اهتمام العالم حسب تصنيف وكالات الانباء الفرنسية والامريكية.
وقد حافظ المنتدى عن دوراته ال21، مما يدل على ديمومة الانعقاد منذ انطلاقه، ورغم الظروف التي فرضتها جائحة كورونا أعوام 2020 و2021 فإن المنتدى حرص على عقد نسختيه في هذين العامين بجلسات افتراضية ضمت مجموعة من كبار صانعي السياسات والخبراء والباحثين لمناقشة عدد من القضايا العالمية الملحة.
وحرص المنتدى منذ عام 2018 على إطلاق نسخة شبابية للمنتدى، وتعد أحد المنابر الرئيسية لمركز مناظرات قطر، الذي يجمع من خلالها الشباب للنقاش وطرح مختلف الحلول على صناع القرار والجهات المعنية.
خليل الحناشي. الصباح التونسية 
الدوحة. قطر 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *