ملتقى عربي-كوري حول “خصائص التجربة الكوريّة و سبل الاستفادة منها”

مغرب نيوز-منية العيادي

“الوضع في العالم العربي و شبه الجزيرة الكورية و انعكاساته على السلام العالمي” موضوع ندوة عقدها المركز المغاربي للبحوث و الدراسات و التوثيق الخميس 28 فيفري 2017 بهدف دراسة خصائص التجربة الكورية و سبل الاستفادة منها و ذلك بحضور سفراء و شخصيات ديبلوماسية و ناشطين حقوقيين من تونس و الوطن العربي و كوريا و فرنسا.

رئيس المركز المغاربي للبحوث و الدراسات و التوثيق، المحلل السياسي ماجد البرهومي قال في حديث لمغرب نيوز إنه تم اختيار كوريا نظرا للتشابه بينها و بين تونس من حيث الموارد الطبيعية و صغر المساحة و بهدف تسليط الضوء على هذا البلد الذي حقق نجاحات كبرى يشهد لها رغم هذه المساحة الصغيرة و قلّة الموارد الطبيعيّة فيما عجزت تونس في هذا الأمر و بالتالي محاولة الإستئناس بتجربتها و الأخذ بها خاصة و أن كوريا تملك العديد من الشركات الكبرى الرابضة بتونس مثل شركة “سامسونغ” و شركة “كيا”  التي تحقق أكبر رقم مبيعات في تونس في قطاع السيارات إضافة إلى عدد من الشراكات الأخرى القوية بين البلدين و التي تدعو إلى الاهتمام بشبه الجزيرة الكورية .

و أضاف ماجد البرهومي أنّ من الأسباب التي تدعو أيضا إلى دراسة التجربة الكورية و الاقتداء بها و الاستفادة منها، أنّ كوريا تعيش في منطقة مضطربة و في تهديد دائم و رغم ذلك فشعبها يعمل ليلا نهارا و لا يعير اهتماما لا للتّهديدات و لا للاضطرابات الأمنية و هي الذريعة التي تتحجّج بها عديد البلدان العربية في تدهورها الاقتصادي .

و دعا البرهومي إلى تطوير العلاقات مع كوريا الجنوبية و تعزيز الشراكات معها ليس في المجال الاقتصادي فقط بل أيضا في مجال البحث العلمي نظرا لوجود جامعات متقدّمة جدّا هناك و تقوم ببجوث علمية و دراسات متطوّرة و سبّاقة بينما أعداد الطلبة التونسيين في تلك الجامعات قليلة جدّا لم تتجاوز 25 طالبا أغلبهم يدرسون المرحلة الثالثة في اللغة الكورية .

و من منطلق خبرته و درايته بهذا البلد قال سفير تونس السابق في كوريا مصطفى الخمّاري إن ما حققته كوريا من انجازات كبرى رغم التحدّيات الأمنية و التهديدات التي واجهتها و الحروب التي شهدتها و مات خلالها الملايين، جعلها من البلدان التي تحتل المراتب الأولى في السّلّم العالمي للنّمو ليكون ضمن الكوكبة الأولى للدّول المتقدمة اقتصاديا ، مضيفا أنّ شعبها عمل من أجل رفع تّحديات الرقي الاقتصادي و الاجتماعي  و تحقيق طموحات بلده ليضمن مكانته ضمن بلدان عظمى اقتصاديا و بشريّا.

و دعا الخمّاري إلى فتح نافذة أكبر على كوريا و آسيا بشكل عام مضيفا أنّه على تونس و كافّة الدول العربيّة الاستئناس و الاقتداء بالتجربة أو المعجزة الكوريّة و ربط صلات التعاون و التبادل معها و إقامة علاقات ديبلوماسية مشتركة.

في المقابل أضاف الخمّاري أن كوريا لا تزال اليوم تتلقّى تهديدات و إنذارات بالحرب بسبب التوتر الحاصل بين كوريا الشماليّة و الولايات المتحدة الأمريكية ممّا قد يهدد المنطقة ككل.

و للإشارة فقد مثّل الحضور التركي عديد الناشطين الحقوقيين على غرار الاخصائية في حقوق الانسان من مركز “داتا” في كوريا الشمالية شوي سون يونغ و الناشطة كيم هو هي التين تحدّثتا حول الانتهاكات الحقوقية في كوريا الشمالية كما سجلت الندوة حضور كل من الناشط الحقوقي الفرنسي المختص في الشؤون الكورية بيار ريغولو و شخصيات من ليبيا و الجزائر و سوريا و فلسطين على غرار سفير فلسطين بتونس هايل الفاهوم.


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *