إتهم محمد الكيلاني، الأمين العام للحزب الاشتراكي، الجبهة الشعبية بتفويت الفرصة على القوى الديمقراطية واليسارية للمشاركة بفعالية أكبر في حكومة الوحدة الوطنية، مضيفا: ” إنقاذ تونس يستدعي تحالفا مؤقتا بين اليسار وحركة النهضة”.
وشدّد الكيلاني على أنه لازال يرى أن الجبهة الشعبية هي التي فوتت على اليسار والقوى الديمقراطية فرصة تقديم مشروع أكثر وضوحا في ما يتعلق بحكومة الوحدة الوطنية.
وأضاف الكيلاني في حوار مع “القدس العربي”: “قــــررت عدم المشــــاركة في مشاورات قرطاج انطلاقا من المـــوقف الاســــتراتيجي الذي يقتضي عدم التحالف مع أحزاب إسلامية وخاصة حركة النهضة، رغم أنني أعتقد أن إنقاذ تونس يتطلب تقديم تنازلات كبيرة واختيارات تكتيكية بحتة، من بينها الالتقاء مع النهضة في مهمة محددة ولفترة زمنية مؤقتة”.
ودعا الأمين العام للحزب الاشتراكي، الجبهة الشعبية إلى الإبتعاد عن الطابع الاحتجاجي والمتباين على أساس استراتيجي، قائلا: “يجب أن تكون لديه قابلية للمشاركة في عملية بناء الدولة والمجتمع، خاصة أننا مررنا من الدكتاتورية إلى الديمقراطية وهذا الشيء يخوّل للقوى الديمقراطية أن تساهم في عملية البناء وتبتعد عن منطق المقاطعة والاحتجاج”.
وكان الكيلاني قد أسس مؤخراً ائتلاف “الميثاق” الذي يضم عدداً من الأحزاب اليسارية، ويسعى حاليا للاتحاد مع أحزاب جديدة بهدف توحيد قوى اليسار.
وأكد أن له تصوراً مختلفاً عن اليسار التقليدي الذي تمثله الجبهة الشعبية.
وأشار إلى أن حزبه سيشكّل تحالفات جديدة مع أحزاب أخرى (يسارية ووسطية) قبل الانتخابات البلدية المقبلة.
وأضاف: “إذا استثنينا حزبي نداء تونس والنهضة، فإن أي حزب لا يستطيع المشاركة في الانتخابات المقبلة منفرداً، وهذا ما يفرض علينا التحالف مع القوى الديمقراطية الأخرى كي لا يسيطر الحزبان الكبيران على المشهد السياسي في البلاد”.