محاضن الارهاب واستراتيجيات تفكيكها

 تونس -مغرب نيوز
ريم حمودة
 

“محاضن الارهاب واستراتيجيات تفكيكها” محور ندوة علمية مغاربية تنظمها وزارة الشؤون الدينية على امتداد ايام 16 و17 و18 ماي الجاري وتضمن اللقاء عديد الجلسات العلمية في اطار البحث عن مقاربات وتجارب واستراتيجيات قادرة على مقاومة الارهاب والتطرف الديني والصدي لكل فكر تكفيري وتجفيف منابعه.
 و في هذا الاطار قال وزير الشؤون الدينية احمد عظوم لمغرب نيوز  ان الندوة في بعدها المغاربي تندرج ضمن عناصر الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب من خلال تلاقح التجارب مع الحرص على ضرورة الخروج بمقترحات عملية وليس مجرد كلام على الورق .

كما تحدث الوزير على عن أهمية التعاون بين بلدان المغرب العربي في مكافحة ظاهرة الإرهاب وعن  استراتيجية الوزارة لمكافحة التطرف، من خلال تنظيم سلسلة لقاءات مع الشباب داخل تونس وفي الخارج لتأطيرهم والعمل على انتهاج خطاب ديني رشيد و متزن.

كما اشاد عظوم باهمية العمل على تحييد المساجد و قال ان هناك قرابة 4500 مسجد تحت السيطرة لان الامام الخطيب تم تعيينه من طرف الوزارة وان هناك مساجد وجوامع غير مرخصة وبالتالي وزارة الشؤون الدينية غير مسؤولة عنها لكنها تحاول السيطرة عليها عبر ترسيمها وتعيين الامام الخطيب فيها لكنه اشار الى ان هناك اكثر من 65 مسجدا  خاصا ستسوى وضعيتهم قبل شهر رمضان المعظم .

شارك في الندوة عدد من الخبراء من تونس وليبيا والمغرب وموريتانيا والجزائر وتحدث لمغرب نيوز ممثل وزارة الشؤون الدينية الجزائرية الدكتور يوسف مشرية الذي اكد ان الجزائر في مرحلة الوقاية وتصدير تجربتها الناجحة في مكافحة الارهاب متوقفا عند خصوصياتها واليات تنفيذها.

 كما كان لنا لقاءا صحفيا مع  الباحث في تاريخ الجماعات الاسلامية علية العلياني  الذي قال ان العشرات من  الجمعيات التي ما تزال ناشطة في بلادنا في مجال إستقطاب ودمغجة الشباب للإلحاق بالتنظيمات الإرهابية تعد بالعشرات مبينا في المقابل أنه تم خلال السنوات الأخ҄يرة حظر نشاط حوالي 200 جمعية متورطة في إستقطاب الشباب نحو آفة الإرهاب.
ولفت العلياني أن عددا من الجمعيات  شكلت محاضن للإرهاب في بلادنا خاصة تلك الناشطة في مجال نشر الفكر المتشدد والإستقطاب ذات تمويل أجنبي وهو ما يفسر تنامي الظاهرة منذ عام 2011 و اضاف إلى أن بعض القنوات والمواقع الإفتراضية تقوم بنشر الفكر المتشدد إلا أنها لاتخضع للرقابة وتابع أن تنامي ظاهرة الإرهاب في تونس عقب 2011 يعود إلى عدم توفر مسؤولية الدولة خلال عامي 2011 و2012 إزاء مراقبة الجمعيات .
وأوضح علية العلياني أن الجمعيات التي تقوم بإستقطاب الشباب للإلتحاق بالتنظيمات الإرهابية مقدر عددها بالعشرات حاليا تابعة للسلفية وتيار الإسلام السياسي، مشددا على أن أجهزة الدولة مطالبة بتشديد وتكثيف الرقابة على نشاط هذه الجمعيات ومصادرتمويلها  وبرامجها لما تشكله من خطر على البلاد.
لم تكن تونس فحسب ضحية اعتداءات ارهابية كبيرة  خاصة بعد 2011 لكن هذه الافة طالت جل المجتمعات العربية و كذلك الغربية لتؤرق عيش الشعوب التي وجدت نفسها و لا خيار امامها الا العمل على التصدي لهذا الوحش الذي لا دين له. لكن و باعتبار ان الارهاب يسري سريان الدم في العروق فان مقاومته لا يمكن ان تكون فردية و بشكل مغلق بل ان الضرورة اقتضت تظافر كل الجهود و البحث عن السبل الجماعية للوقاية و التصدي و الاستفادة من التجارب السابقة في مجال مكافحة الارهاب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *