مجلة فورين بوليسي الأمريكية : الفساد في أمريكا يهدد الأمن القومي

حذرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية من أن الفساد متجذر في الولايات المتحدة أكثر مما يعتقد الأمريكيون بحيث صار مشكلة تهدد الأمن القومي للبلاد.
ووصفت المجلة في تقرير لها الرئيس دونالد ترمب بأنه أحد “أعراض” مشكلة الفساد التي تجعل الولايات المتحدة ضعيفة على الساحة الدولية.

أبرز ما جاء في التقرير:
منذ عام 2016 تصاعد القلق حيال الفساد على خلفية وصول ترمب إلى منصب الرئاسة.
صحيفة نيويورك تايمز كشفت في تحقيق استقصائي الخريف الماضي أن ترمب اعتمد في حياته منذ صغره على سلسلة من عمليات الاحتيال والتهرب الضريبي والتعاملات المالية المشبوهة، وأن سلوكه في الرئاسة يُظهر أن المنصب الرفيع لم يغير في الأسلوب الذي اعتمدته أسرة ترمب طوال عقود.
منذ وصوله للرئاسة تجاهل ترمب بند المكافآت في الدستور، وكلف دافعي الضرائب ملايين الدولارات بسبب زياراته المتكررة لعقاراته الخاصة، كما عين ابنته وزوجها في مناصب حساسة، رغم أنه كان من الواضح أنهم غير مؤهلين على الإطلاق، بينما أحاط نفسه بمجموعة من الشخصيات الغامضة.
العديد من مستشاري حملة ترمب الانتخابية، وفي مقدمتهم رئيس الحملة السابق بول مانافورت، أدينوا بالاحتيال أو بجرائم أخرى.

مستشار ترمب السابق للأمن القومي مايكل فلين أدين بتهمة الكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي.
مدير وكالة حماية البيئة سكوت بروت ووزير الداخلية السابق ريان زينك استقالا على خلفية ارتكاب مخالفات أخلاقية.
وزير العمل ألكسندر أكوستا يواجه انتقادات بسبب صفقة الاعتراف التي منحها للمتهم بارتكاب اعتداءات جنسية جيفري إبستاين عندما كان أكوستا يشغل منصب المدعي العام بولاية فلوريدا.
انخفضت مرتبة الولايات المتحدة في تصنيفات الفساد لتخرج من تصنيف أقل 20 دولة فسادا وفقا لمنظمة الشفافية الدولية، وتدخل تصنيف “دولة تحت المراقبة” وفقا لنفس المنظمة.
الفساد في الولايات المتحدة لا يقتصر على ترمب وحاشيته.
من أمثلة ذلك ما حدث خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008 حيث كشفت الأزمة وجود “فساد منهجي في المؤسسات المالية الرئيسية” في الولايات المتحدة.
لم يتعلق الفساد حينها بشركات الرهن العقاري فقط، ولكن اتضح خلال الأزمة وجود مخالفات خطيرة من جانب وكالات التصنيف الائتماني والبنوك الاستثمارية والمقرضين المدعومين من الحكومة، بل وحتى الأكاديميين المختصين في الاقتصاد.
مثال آخر وهو الطائرة بوينغ 737 ماكس، وهو الطراز الذي تعرض لحادثين في الشهور الماضية كان آخرهما الطائرة المملوكة لشركة الطيران الإثيوبية.
تكرار سقوط هذا الطراز من الطائرة أظهر أن شركة بوينغ تسرعت بإدخال هذا الطراز للسوق، قبل التدريب الكافي للطيارين، وأنها استغلت علاقاتها الجيدة بإدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية كي تحصل على الموافقة على تشغيل الطائرة.

العديد من المؤسسات المرموقة في المجتمع الأمريكي، مثل الجيش والكنيسة، ضربتها فضائح خطيرة خلال العقود الأخيرة، مثل الفضائح الجنسية في الكنيسة الكاثوليكية ومساعي التغطية عليها، وفضائح الاعتداءات الجنسية داخل صفوف القوات المسلحة الأمريكية.
كل هذه الفضائح تؤكد أن الفساد ليس محصورا في الإدارة الأمريكية الحالية، لكنه يبدو مشكلة متصاعدة في جميع مناحي الحياة الأمريكية.

المصدر فورين بوليسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *