متى تفرج وزارة الداخلية عن “وثائق السجناء السياسيين ” ؟ … بقلم كمال بن يونس

انعقدت في جامعة منوبة ندوة علمية مهمة قدمت شهادات نادرة عن الحركة الطلابية في الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي مع التركيز على مرحلة مؤتمر اتحاد الطلبة في اوت 1971 وحركة فيفري 1972 ..بينهم الاساتذة الحبيب مرسيط وعيسى البكوش ومحمد مفتاح ومصطفى المنيف..

. واثرى الجلسة خبراء معهد تاريخ تونس المعاصر بينهم الاساتذة محمد ضيف الله وعادل الثابتي ومحمد السعداوي وعبد الجليل بوقرة وخالد عبيد ومدير المعهد علي الطبيب والعميد حميد بن عزيزة ..

+ وقبل اسبوع انعقدت في احد فنادق العاصمة ندوة أخرى قدمت خلالها شهادات عن الحركة الطلابية بعد 1982 وفي ومطلع التسعينات ..بمبادرة من المركز العربي للابحاث دراسات السياسات برئاسة الاستاذ المهدي مبروك..

وكان من بين أبرز من قدموا شهادات بالمناسبة السادة العجمي الوريمي وعصام الشابي ومحسن مرزوق وبرهان بسيس والازهر العكرمي وسالم الابيض والعميد خليفة شاطر..

++ وقد سبق لمؤسسة الاستاذ عبد الجليل التميمي وهيئات علمية و بحثية وجمعيات وشخصيات كثيرة أن جمعت شهادات لسجناء سياسيين ورموز الحركة الطلابية والشبابية والنقابية طوال ال 60 عاما الماضية .

وبالرغم من طرافة مثل هذه الشهادات وفتح حوار علمي هادئ حول مثل هذه الملفات يؤمل أن يساهم في رفع الغشاوة عن حقبات مهمة جدا من تاريخ ابرز العائلات الفكرية والنقابية والسياسية التونسية ، فانه عمل منقوص .

لماذا ؟

لأن أغلب الوثائق السرية والدراسات والمخطوطات حجزت من قبل قوات الامن وأغلبها لا يزال ” محفوظا ” في وزارة الداخلية ..وأغلب فصائل الحركة الطلابية والنقابية والتيارات السياسية لا تمتلك نسخا منها..

لقد كان مفهوما بالنسبة لقوات الامن أن تمنع سابقا الاطلاع على وثائق السياسين والحركة الطلابية والاطراف السياسية المعارضة ..

لكن ما هي مبررات التمادي في مثل هذا المنع اليوم بعد عشرات السنين عن الاحداث التي ادت الى اعتقال اصحابها وقمعهم وحظر انشطة المجموعات الطلابية والنقابية والسياسية السرية او العلنية التي تدعمهم ؟

متى سيتقرر الافراج عن مثل هذه الوثائق خاصة أن بعضها يتضمن دراسات وحجج مكتوبة مهمة جدا يمكن أن تساعد الباحثين في الجامعات ومؤسسات الحكم والمجتمع المدني لفهم جوانب مهمة من تاريخ البلاد والطبقة السياسية والنخب النقابية والجامعية والثقافية ؟

++ لقد ساهمت أدبيات الحركات الشبابية والنقابية والطلابية والسياسية السرية طوال عقود في اثراء الخطاب السياسي ولا يزال المشهد السياسي الوطني محكوما ببعضها ..

فلماذا لا تقرر السلطة الافراج عن تلك الادبيات وهي لا تشكل اي خطر امني اليوم ؟

++ لقد سمحت السلطات الفرنسية بنشر تقارير امنية سرية ووثائق مهمة ساهمت في الكشف عن جوانب مهمة من تاريخ الحركة الوطنية الثقافية والنقابية والطلابية والسياسية ، فلماذا تتواصل مصادرة وثائق مهمة صاغ كثير منها زعماء أبرز الاطراف المؤثرة حاليا في المشهد السياسي وفي توجهات النخب والمجتمع ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *