ماجدولين الشارني لمغرب نيوز :ضرورة إعادة ثقة الشباب في مؤسسات الدولة و تشريكه في صنع القرار للحد من الإرهاب و الإنحراف و البطالة

تونس-مغرب نيوز-منية العيادي 

 

أشارت و زيرة شؤون الشباب و الرياضة ماجدولين الشارني في حوار لمغرب نيوز أن جنوح الشباب التونسي نحو الإنتماء إلى المجموعات الإرهابية المتطرفة و القتال في صفوف داعش و غيرها من التنظيمات الإرهابية ليس مرده الأوضاع الإجتماعية بقدر ما فعله التطرف الفكري الذي تمَ زرعه لدى الكثير من الشباب عن طريق خطب العنف و التشجيع على القتال مع هذه التنظيمات من قبل بعض الأطراف التكفيرية التي شرَعت للقتل تحت مسمَى الجهاد و كفرت البعض و أباحت دماء البعض الآخر.
و شدَدت الوزيرة على ضرورة جعل الشباب ملفَا وطنيا و إيلائه الأهميَة البالغة لإبعاده عن كل تلك الظواهر و الأفكار الهدَامة من تطرف و إرهاب على غرار آفة المخدرات و السعي إلى تطوير قدراته و تعزيز مكانته في المجتمع و تشريكه في الحياة العامَة.

 
** لابدَ من تغيير الأفكار

أفادت ماجدولين الشارني أن القضاء على الأنماط الفكرية المتطرفة لدى الشباب و النأي بهذه الفئة عن مشاكل العنف يتطلب تطبيق استراتيجية واضحة و لهذا فإن وزارة شؤون الشباب و الرياضة تعمل اليوم على نشر ثقافة الحياة و التفتح الفكري لدى فئة الشباب من خلال العمل بالإستراتيجية الوطنية لمقاومة الإرهاب والتطرف التي تمت المصادقة و الإمضاء عليها من قبل رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي خلال أشغال مجلس الأمن القومي يوم 7 نوفمبر 2016 حيث سيتم العمل على بناء ثقافة الحوار و السلام و التسامح و احترام جميع الأديان و المعتقدات و الثقافات لدى الشباب و تحصينه ضد مظاهر الإنغلاق الفكري بكل أشكاله .

Résultat de recherche d'images pour "‫ماجدولين الشارني و الحوار الوطني للشباب‬‎"
و أضافت الشارني أن الوزارة ستركز من خلال هذه الإستراتيجية على أهمّية السّياحة الثقافية ، في نشر ثقافة الحياة و قبول الآخر من خلال عقد إتفاقيات مع عدد من الجمعيات و المنظمات الوطنية و الإقليمية من أجل تكثيف الرحلات الشبابية في الداخل و الخارج لدعم التواصل الفكري و الحضاري .
و أكدت الوزيرة أنَه سيتم الإهتمام بالثقافة لجعلها أداة من الأدوات التي تساهم في تجديد الفكر و نشر ثقافة السلام لدى الشباب من خلال تجديد الأنشطة و تكثيفها بدور الثقافة و الشباب و قالت إنَ أكثر من 660 مؤسسة شبابية توجد في تونس تعاني سوء التصرف و الاستغلال يتم حاليا العمل على تطويرها و تجهيزها بإعتمادات قاربت ال900 ألف دينار و ستكون مفتوحة على المجتمع المدني حيث وقع إبرام 15 اتفاقية مع منظمات وطنية في إطار الوكالة الوطنية للعمل التطوعي عن طريق إرساء برامج و حلقات تكوينية حسب خصوصية الجهات.

L’image contient peut-être : 11 personnes

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

** تشريك الشباب في أخذ القرارات
أشارت وزيرة شؤون الشباب و الرياضة إلى أن الشباب التونسي بعد الثورة لم تعد لديه ثقة في مؤسسات الدولة نتيجة تهميشه و قلة الوعي بدوره و بطاقاته و قدرته على إحداث التغيير و من مظاهر ذلك أنَ نسبة الشباب المشاركة في الشأن السياسي لا تتجاوز 6 بالمائة و نسبة الشباب الذين يرون أنفسهم في مراكز القيادة الأساسية لم تتجاوز 2 بالمائة.

 

L’image contient peut-être : 7 personnes, foule

و نادت الشارني بضرورة استعادة ثقة الشباب في الدولة بتشريكه في اتخاذ القرارات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و الأخذ بآرائه مضيفة أن المؤتمر الوطني للشباب الذي أعطى رئيس الجمهورية إشارة انطلاقه نهاية ديسمبر 2016 كان فرصة للتقرب من الشباب، في إطار التحاور معه و الإستماع إلى مشاغله فكانت البداية مع الحوار الوطني للشباب الذي تضمَن 1250 منبرا حواريَا جمع 40250 مشاركا من كافة ولايات الجمهورية من أجل إرساء سياسة عمومية واضحة تتيح للشباب فرص المشاركة في رسم و تصور البرامج الخاصَة به و التي تتلاءم مع حاجياته و تطلعاته و في تحديد أولوياته على المدى القريب و المتوسط و البعيد و تفعيلها على أرض الواقع بعيدا عن الشعارات.

 

** خلق فرص التشغيل و التشجيع على المبادرات الخاصَة
في سياق متصل قالت ماجدولين الشارني ” حاورنا و أنصتنا إلى شباب يرفض التواصل مع مؤسسات الدولة و سياسييها بسبب كم الإحباط الذي لحقه و هو الذي كان يأمل بمستقبل أفضل بعد ثورة كان أهمَ ركائزها، ليجد نفسه تحت وطأة الإقصاء و التهميش و ارتفاع قياسي لنسبة البطالة ب15.5 بالمائة و انعدام فرص التشغيل خاصة في المناطق الداخلية ” .
و أضافت أن نسبة كبيرة من الشباب لديها عزوف عن المبادرات و المشاريع الخاصة حيث يفضل أكثر من 69 بالمائة منهم الإشتغال في الوظيفة العمومية خوفا من الفشل في إدارة مشاريعهم بسبب عدم وجود متابعة من الدولة ومساندة بعد بعث المشاريع.
L’image contient peut-être : 11 personnes, personnes assises et intérieur

و من هذا المنطلق أفادت الوزيرة أنَ وزارة شؤون الشباب والرياضة تعمل بالتعاون مع البنك العالمي و الإتحاد الأوروبي و بقية الوزارات المعنية على فتح آفاق جديدة للشباب في سوق الشغل و تنمية قدراتهم الذاتية و دفعهم و تشجيعهم على تقديم المبادرات الخاصة، سواء عن طريق التمويل أو متابعة المشاريع و خاصة بالنسبة إلى شباب المناطق الحدودية و الريفية التي تفتقد للتنمية.
هذا بالإضافة إلى عديد المبادرات من الدول الأوروبية و الغربية عن طريق بعث فضاءات للتوجيه و إعادة التأهيل المهني للشباب للاندماج في سوق الشغل و الذي يؤم الشباب العاطل عن العمل ممَن يبحثون عن فرص و آفاق جديدة و أيضا هناك العديد من اتفاقيات التعاون التي تمَ ابرامها حول التنمية الإقتصادية و خلق فرص التشغيل في كثير من القطاعات.

Résultat de recherche d'images pour "‫المبادرة على بعث المشاريع الخاصة‬‎"
و صرَحت الشارني أنَ الحل في معالجة إشكالية البطالة و انعدام فرص التشغيل يكمن في تشجيع الشباب على إقامة المشاريع الخاصَة ليس بالتمويل فقط بل كذلك عن طريق متابعة المشاريع و المساعدة على تطويرها.
** التسويق لقصص النجاح
اعتبرت ماجدولين الشارني أنَ ما يمر به الشاب التونسي اليوم من حالات الإحباط و اليأس نسبة كبيرة من أسبابه تعود أساسا إلى التسويق السلبي لصورته و الترويج لحالات البطالة و الفشل و الظواهر الخطيرة كالإرهاب و الإنتحار و الهجرة غير الشرعية .. مضيفة أنَه إذا أردنا أن نحارب كل هذه الظواهر و إذا أردنا من شبابنا أن ينجح و يصبح رمزا من رموز النجاح على جميع الأصعدة لا بدَ من تسويق قصص النجاح أو مايعرف بال Success Story.

 
و أوضحت الشارني أهميَة الإشتغال على نشر نماذج و عينات من قصص النجاحات و ترويج المشاريع الناجحة و الأفكار التي تلهم الشباب و تشجعهم على المبادرة الخاصَة و الإبتكار من أجل إدخال تغييرات إيجابية في المجتمع مؤكدة الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام في الترويج لهذه النجاحات و التأثير إيجابيا على فئة الشباب و العمل على رفع الوعي لديه بالقدرة على صناعة التغيير على أرض الواقع.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *