مؤتمر توحيدي بين الحزب الاشتراكي وحزب الطريق وغير منتظمين

بيــــــــان مشترك
1 أكتوبر 2016 مؤتمر توحيدي بين
الحزب الاشتراكي وحزب الطريق وغير منتظمين

تواجه بلادنا أزمة حادة اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية تتواصل لأكثر من خمس سنوات فاقمتها الخيارات الليبرالية التي سلكتها الحكومات المتعاقبة وارتهانها للقوى الهيمنية والدوائر المالية العالمية وتفريطها في سيادتنا الوطنية وفتح الباب أمام الرساميل الأجنبية لتملك أراضينا ووضع يدها على مقدراتنا ونهب خيراتنا واستغلال قوة عملنا استغلالا فاحشا وتكبيل الاقتصاد الوطني بالمديونية وإغراق السوق المحلية بالبضائع المهربة بترك المجال مفتوحا للتهريب والسماح بتداول أرقام خيالية من النقود في الاقتصاد الموازي ومواصلة تهميش الجهات الداخلية وترك الفساد يتعمم ليصبح معرقلا جدَيا أمام أي سعي للنهوض باقتصادنا الوطني، زيادة على التهرب الجبائي الذي أضعف موارد الدولة وعدم الاستقرار والأمن اللذين كانا وراء تفاقم الأزمة رغم النجاحات المسجلة في الحرب على الإرهاب.
إن التحديات التي تقرضها الأوضاع، زيادة على مخاطر الارتداد عن مسار الانتقال الديمقراطي ورجحان ميزان القوى لصالح الأحزاب صاحبة المشاريع الاستبدادية، تتطلب من الأحزاب والجماعات الديمقراطية والتقدمية ومن غير منتظمين التآلف لتشكيل قوة سياسية قادرة على التقدم للمجتمع بمشروع مجتمعي حداثي ونظام جمهوري ديمقراطي ومنوال تنمية اجتماعي تضامني وأن تكون مؤتمنة عليه ومدافعة عنه. إن تأليف هذه القوة لن يتحقق إلا عن طريق توحيد الأحزاب الجمهورية، الديمقراطية والتقدمية، واليسارية واليسارية الاجتماعية، في تجمع سياسي موحَد متين الروابط بالنخب وبالشعب، يرسم سياساته وأهدافه وبرامجه حسب متطلبات تغيير الواقع لصالح الجمهورية ولما فيه مصلحة الشعب والوطن وحسب ما يفرضه ميزان القوى الواقعي وحسب ما يكون الشعب قادرا على تقبَله وتحمَله وحسب مزاجه العام ومدى استعداده لإتباع طريق مستقل وتوقه للعدالة الاجتماعية والرقي الحضاري.
وعلى اليسار المؤمن بضرورة تشكيل هذه القوة أن يبدأ بتوحيد قواه الخطوة تلو الأخرى، دون تردد، كي ييسر تأليف القوة البديلة القادرة على أن تصبح قوة تداول على الحكم. ويتطلب تحقيق هذه الخطوات اتفاق مناضليه ومناضلاته على تحيين مطالب الشعب التونسي وأهدافه وتقديم المقترحات والبدائل ممكنة التحقق، الشيء الذي يساعده على تحسين تموقعه في المشهد السياسي.
إن القوى اليسارية المستعدة لتجاوز واقع التشتت والهامشية عن الفعل السياسي مدركة بأن وطنها وشعبها في أمس الحاجة إلى يسار صاحب مشروع عقلاني وعصري وواقعي، إلى يسار بناء يحتج ويناضل، متأصل في واقعه، يأخذ على عاتقه المطالب العامة للشعب ومطامحه ينزلها في الواقع برافعة احتجاجية وسياسية بشكل يسمح لها بأن تأخذ مكانها ضمن مشروع يساري بناء سليم، بإمكانه أن يؤسس لعلاقة قائمة على الثقة بينه وبين طلائع الشعب.
إن هذا اليسار العقلاني الحديث والعصري بإمكانه أن يكون شريكا في بناء تونس الحاضر والمستقبل على وعي تام بأن مكانته وتأثيره ودوره يعود بالدرجة الأولى لحجم القوة التي سيشكلها في الآجال القريبة، لأن السياسة والبرامج تصبح قابلة للتنفيذ عن طريق صندوق الاقتراع الذي لا تنفذ إليه إلا الأحزاب والتجمعات القوية، أما الضعفاء، إن مروا، لن يتخطوا الدور الاحتجاجي الصرف. ممَا يجعل التحديات والرهانات كبيرة، خاصة أمام خطورة الأوضاع دوليا وعربيا ومحليا، لكننا واثقون أن طريق التجاوز ممكن ويكمن في توحيد مختلف مكوناته على قاعدة القبول بالاختلاف وبروح التنوع على أساس القواسم المشتركة.
لقد انطلقنا في المسار التوحيدي منذ أن فتحنا باب النقاش والتحاور في ما بيننا حتى يتمكن ورفاقنا ورفيقاتنا وغير المنتظمين من رأب الصدع الحاصل وتمتين التقارب في العمل، استعدادا لبناء وحدتهم التنظيمية.
إننا، الحزب الاشتراكي وحزب الطريق وغير المنتظمين، نعلن عن اختيارنا 1 أكتوبر 2016 الذي يصادف الذكرى العاشرة لتأسيس الحزب الاشتراكي وموعد مؤتمره الرابع، مناسبة رمزية لتوحيدنا، أردناها جميعا عربون ثقة بصدد التشكل. إنها الخطوة الأولى في مسار توحيد اليسار العقلاني، إذا قطعناها باقتدار وامتياز نضمن نجاحنا في الخطوات الموالية. نحن نأمل أن يكلل عاملنا بالنجاح من أجل بناء حزب يساري يكون صاحب مشروع اشتراكي وديمقراطي إنساني وحامل لمطالب الشعب التونسي وتطلعاته ومدافع عن قضاياه الأساسية.
إننا، ونحن نعلن عن دخولنا مسارا توحيديا، نتوجه إلى كل قوى اليسار المنتظمة وغير المنتظمة المؤمنة بهذه الضرورة إلى الفعل الدؤوب من أجل تدعيم هذه الوحدة وجعلها نبراسا لمناضلينا وشمعة مضيئة لأصدقائنا وصديقاتنا من كل التيارات اليسارية الأخرى كي يتخلصوا من “الحلقية” المكرسة لواقع التشتت والزعامات كي نعمل سويا على قطع الخطوة الأصعب والضرورية والمتمثلة في بناء وحدة اليسار التونسي عبر تأسيس حزب يساري موحد وجعله واقعا ملموسا.
إن الدفاع عن مكاسب الشعب التونسي الحضارية والثقافية والاجتماعية والتمسك بمبادئ الجمهورية وتقديم البديل الموصل للحكم لن يجد مكانا له في الواقع، دون الائتلاف مع كل قوى جمهورية ديمقراطية وتقدمية، في جبهة جمهورية مدنية واجتماعية.
وعلى اليسار العقلاني، إذا ما أراد التوجه للشعب التونسي وإقناعه بمشروعية تشكيل بديل جمهوري للائتلاف الحاكم، يكون شريكا فيه، أن يدرك أولا أن حكم البلاد لن يكون متاحا وممكنا إلا بالتقائه وتحالفه على قاعدة الأدنى مع كل القوى الاجتماعية والمدنية والديمقراطية والجمهورية الراغبة في ذلك بشراكة واعية ومسؤولة مع نسيج المجتمع المدني الديمقراطي والمتنوع.
لنتمسك باستقلالية قرارنا الوطني ولنقف ضد الارتهان لقوى الاستعمار والبترودولار
لا للفساد والرشوة نعم للحوكمة الرشيدة
لا للاقتصاد الموازي والتهريب نعم لاقتصاد وطني قوي
لا للتهرب الضريبي نعم للعدالة الجبائية
لا للتقاعس والبطالة نعم للعمل
لا للإرهاب نعم للحرية

الحزب الاشتراكي حزب الطريق غير منتظمين

chiar-mootamar invitation-officiellef

poster

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *