لماذا تفوّق يوسف الشّاهد على خالد الهمّامي ؟ .. بقلم فتحي الشابي

الدّكتور خالد الهمّامي ، المختصّ في الكيمياء ، له بحوث علمية منشورة بالمواقع والمجلّات . تشهد له شهائده العلمية على كفاءته العالية في أرقى العلوم تطوّرا في أيّامنا .لكنّ كفاءته لم تشفع له أن يكون رئيس وزراء بتونس الثّورة في عهد الجمهورية الثّانية، كما هو حال يوسف الشّاهد مهندس الاقتصاد الفلاحي . فخالد لم يحظ بأن يكون من أصهار السيد الرئيس ولا من أتباع نداء تونس حتّى يتيسّر له اقتحام ما تتستّر عليه قصور باياتنا الجدد . وأنّى له ذلك وخالد ابن عائلة ريفيّة فقيرة بسيطة ، فقد وُلد في منطقة « هنشير رومان » بولاية سليانة المفقّرة. إنّه ليس من أبناء « البَلــْديّة » المرموقين ليكون من وجهاء السّياسة وأعيانها.
الكتور خالد الهمّامي صاحب شهادة الدكتورا في الكيمياء، هو ابن فلاح بسيط بساطة أهالي بوعرادة وقعفور. وهو لا يملك سلّما اجتماعيا ذهبيا ليرتقي إلى قصر القصبة ولا وسيط له ليقتحم أسوار قصر قرطاج العظيم. وها إنّ العلم لا يرفع بيت من لا عماد له . فدكتور الكيمياء الذي أنفقت عليه الدّولة من المال العام سنوات طويلة ليكون أحد إطاراتها، يشتغل نادلا بمقهى بالعاصمة. وخالد الهمّامي لم يستطع التفوّق لدى سي الباجي ولدى الدّولة التونسية على يوسف الشاهد لأنّه ليس صاحب عينين خضراوين ، ولا بشرة بيضاء فرنسية، ولم يدرس بمعهد قرطاج العليّ…ولم ينجز أطروحته مع الأمريكان ولم يعد شركاتهم بتمكينها من أسواقنا وأراضينا الزّراعية …
ترى من أوهمنا كذبا ، أنّ التعليم في بلادنا أداة ارتقاء اجتماعي؟
في قصّة خالد الهمّامي اليوم قصص أخرى كثيرة مبطّنة تروي تاريخا طويلا من الميز والإقصاء والاستحواذ على الثّروة والسّلطة. وهي مثال صادق يؤكّد أنّ الصّراع الطبقي في تونس صراع تاريخي حقيقيّ ، بين فقراء مهمّشين وأثرياء مبجّلين تحت تسميات وألقاب ، البلْدية و »العربْ » ، وكأّنّنا ما نزال في عهد القبيلة والعشيرة أو كأنّ أبا سفيان يحكم مكّة ويقيها من أعراب الجزيرة. بل لعلّ من يحكمنا في تونس اليوم، هم من غير أبناء جلدتنا.
باختصار شديد « لبسنا قشرة الديمقراطية والرّوح جاهليّة »..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *