كيف ستواجه تونس تذبذب سعر النفط ؟ بقلم سفيان رجب

أقرت منظمة أوبك للدول المنتجة للنفط الاسبوع الماضي في الجزائر بتخفيض الإنتاج بمليون برميل يوميا لإيقاف انهيار الأسعار وإجبار سوق العرض والطلب الدولية على رفع سعر النفط.. خبر مفرح لاقتصاديات الدول المنتجة والمُصدِّرة للنفط.. وعلى العكس من ذلك بالنسبة للدول المُورِّدة للنفط باعتبار ان تخفيض الانتاج سيؤدي في الايام القادمة الى الترفيع في اسعار البرميل .. وبالنسبة لتونس فان القرار سيكون له انعكاسات ايجابية من جهة وسلبية من جهة اخرى. فارتفاع أسعار النفط سيُحسِّنُ من مداخيل الدولة المباشرة وغير المباشرة من نشاط تصدير النفط التونسي.. وستُرهق كاهل الاقتصاد والشركات العامة والخاصة والمواطنين من جراء ارتفاع أسعار المحروقات عند المِضخَّة بفعل ارتفاع الأسعار عند توريد الحاجيات الإضافية للبلاد من السوق الدولية..

قرار  اوبك وارتفاع اسعار برميل النفط المنتظرة سيكون له تأثير سلبي على تونس ، خصوصا في جانب المالية العامة من خلال ارتفاع تكلفة دعم منتجات الطاقة وعلى ميزان المعاملات التجارية من خلال اضطراب الميزان التجاري النفطي ..وهو ما سيؤدي بدوره الى ارتفاع الضغط على سعر الصرف واحتياطات النقد الأجنبي في ظل ضعف التصدير مما زاد الطين بلة.

وكان هبوط اسعار النفط في السنوات الماضية اعطى جرعة اكسجين للاقتصاد التونسي وخفض من تكلفة الإنتاج وخفف الضغوطات على المالية العامة المرتبطة بواردات النفط مما ساهم في وقف او الحد من عجز الميزانية وعاد بالنفع على المستهلك.

واليوم وبعد قرار اوباك من الضروري على الحكومة استشراف المستقبل والاستعداد لزيادة اسعار برميل النفط وذلك عبر التركيز على حسن الانتاج ليس في القطاع النفطي فقط الذي من المفروض ان ينتعش بعد عودة بيتروفاك الى العمل وعودة ايني الايطالية الى تونس بعد انسحابها ومغادرتها البلاد، بل دعم ودفع الإنتاج بصفة عامة عبر ايجاد حل لتعطيل الانتاج في مختلف المؤسسات وخاصة منها ذات المردودية الهامة للاقتصاد وابرزها شركة فسفاط قفصة روح الاقتصاد والتي تكون عرضة للتعطيل والتوقف بمجرد تحرك بسيط من مواطن محتج..

ان حسن التعامل والضرب بأيدي من جديد على كل تعطيل للإنتاج هو السبيل الوحيد لاستقرار الاقتصاد وانعاش المؤسسات والشركات الاقتصادية وزيادة الانتاج وبالتالي دفع الاستثمار والتشغيل وجلب المستثمرين الاجانب الذين افتقدوا للامان والثقة في بلادنا.. والمطلوب اليوم استرجاع هذه الثقة حتى نبني اقمن جديد اقتصادا متكاملا  لا يعتمد فقط على سعر برميل النفط بل على عديد العوامل الاخرى وخاصة قوة الانتاج وحسن العمل.

سفيان رجب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *