كيف تستفيد تونس اقتصاديا و سياحيا و ثقافيا من المشاركة في كأس العالم روسيا 2018 ؟

* هل يواكب رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة و عدد من الوزراء استعراض الافتتاح و مقابلات المنتخب الوطني ؟

 

منية العيادي

 

 

شكل ترشح تونس إلى كأس العالم روسيا 2018 إنجازًا رياضيا تاريخيًا بعد فشله في الترشح في  النسختين  الماضيتين جنوب افريقيا 2010 و  البرازيل 2014 في بطولة تعد الأهم  على مستوى منتخبات العالم و التي تشهد مشاركة 32 منتخبا من جميع قارات العالم الست.

و هذا الانجاز لا يقف عند كونه إنجازا رياضيًا فقط، و لكن في الواقع باتت علاقة الرياضة بالمصالح الاقتصادية و غيرها جوهرية و خاصة في المناسبات الرياضية العالمية التي تحاول الدول المشاركة استغلالها أكثر ما يمكن لبناء علاقات تجارية و سياحية و ثقافية تعود عليها بالفائدة و المكاسب رغم أن الترشح في حد ذاته يمكّن الفرق من مبالغ مالية هامة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، و التي تعتبر إضافة كبيرة، و خاصة في دول كتونس و مصر ، اللتين في حاجة ماسة للنقد الأجنبي، مهما كان حجمه، فيما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» رفع قيمة المكافآت المخصصة لجميع المنتخبات الوطنية المقرر مشاركتها في مسابقة كأس العالم روسيا 2018.

تأهل المنتخب الوطني لكأس العالم روسيا 2018 بعد تصدر مجموعته برصيد 14 نقطة دون هزيمة اثر التعادل ضد المنتخب الليبي سلبيا في ملعب رادس الأولمبي في التصفيات و هو الترشح رقم 5 ضمن 21 نسخة من بطولة كأس العالم لكرة القدم.

و من المفترض أن يدفع ترشح المنتخب إلى المونديال إلى تحريك عجلة الاقتصاد التونسي و الدفع نحو استغلال هذه المحطة العالمية الهامّة جدّا و التي مثلت فرصة كبرى لتونس لا تأتي كل يوم أو في كل مناسبة لكأس العالم.

 فإلى جانب العائدات المالية التي سيتحصل عليها المنتخب من الفيفا بعد ضمان ترشحه و التي قاربت ال25 مليون دينار فإنّ التأهل أيضا من المفترض أن يفتح الباب أمام الشركات السياحية التونسية للترويج للسياحة التونسية و تنظيم رحلات إلى روسيا للمشجعين و ربما عقد اتفاقيات هنالك مع شركات سياحية روسية و شركات الطيران إلى جانب جذب الاستثمار و التعاقد مع الشركات الأجنبية و بنوك الاستثمار و شركات السمسرة إضافة إلى تعزيز العلاقات الخارجية اقتصاديا و سياحيا و ثقافيا.

من هذا المنطلق تتبين أهمية التمثيل السياسي لتونس و حضور المسؤولين السياسيين من وزراء و كتاب دولة و رجال الأعمال التونسيين و مرافقة منتخبنا في كأس العالم و مدى تأثيرها على التسويق لتونس اقتصاديا و استثماريا و ثقافيا .

 

و يرى المحلل الرياضي فتحي المولدي في تصريح لمغرب نيوز أن الحضور و التمثيل السياسي لتونس في كأس العالم روسيا 2018 هام جدا لخدمة الفريق الوطني و ربط علاقات و إجراء اتفاقيات ممكنة خاصة و أن هذا الموعد الرياضي سيجمع 32 دولة و اتحاد و جامعة (كرة قدم) و 32 وزير رياضة إضافة إلى تمثيل سياسي كبير للبلدان الأخرى المشاركة و هي فرصة هامة لتونس لربط علاقات مع بلدان ربما يستحيل اللقاء مع مسؤوليها في مناسبات أخرى و للتعريف بالبلاد و هو دور وزارة السياحة معتبرا أنّها أول وزارة معنية بنهائيات كأس العالم الذي جاء كهدية للتعريف بتونس و الترويج للسياحة التونسية .

و انتقد فتحي المولدي بطء التحضيرات لكأس العالم خاصّة من جانب وزارة السياحة التي من المفترض أن تتجنّد لهذه التظاهرة، “الفرصة التاريخية” و تستثمر كل طاقاتها للإستعداد لها و صرّح بأنّ هناك مبادرات من شركات تونسية خاصة لإقامة قرى و أجنحة خاصّة بالتونسيين في موسكو إلا أنّها مازالت تنتظر الرّد من الوزارة مع أنّه لم يتبقّ إلا القليل من الوقت .   

و شدّد على ضرورة أن تتحرك وزارة السياحة و تتدارك الأمر من أجل إنعاش اقتصاد البلاد من خلال قطاع السياحة الذي تضرر خلال السنوات الأخيرة، و ذلك عن طريق السعي إلى الترويج و التسويق للسياحة التونسية و إعادة الإعتبار إليها و استغلال كأس العالم الذي سيكون ربما يكون مناسبة للعمل الجاد على إعادة أوضاع القطاع السياحي إلى طريقها الصحيح . 

كما أصاف أنّ جميع الدول و خاصّة الدول النامية تسعى إلى الاستفادة من مشاركة فرقها الرياضية في مونديال روسيا من خلال استغلال هذا الحدث الرياضي في التعريف بالدولة و الجانب السياحي و الثقافي و تحيّن الفرص الاستثمارية.

من جانبه إعتبر الإعلامي الرياضي عادل بوهلال في تصريح لمغرب نيوز أن التمثيل السياسي لتونس في التظاهرات الدولية و خاصّة الرياضية يكاد يكون غائبا بتعلّة نقض الإمكانات المادّية حتى أن سفارة تونس في روسيا لن تقوم بأي حملة ترويجية لمشاركة منتخبنا لنفس السبب دون تدخل من وزارة الخارجية، سلطة الإشراف  التي لم تمكّنها من التمويل لإقامة تظاهرات ترويجية هناك و إقامة أجنجة خاصّة بالتونسيين في روسيا للتعريف بتونس و إعطاء انطباع جيد على تونس و على الشعب التونسي و انفتاحه على الشعوب الأخرى .

و أضاف عادل بوهلال أن هناك نوعا من عدم الوعي بأهمية هذا الحدث و ما يمكن أن يعود به من نفع على البلاد على مستوى السمعة و على مستوى الترويج للسياحة التونسية خاصّة و أن صورة تونس كوجهة سياحية اهتزّت بعد الثورة على مستوى العالم، مؤكدا على أن هذا هو دور الطبقة السياسية بالأساس التي تتصرف مع هذه التظاهرة و كأنها حدث عادي في حين أنّ بقية البلدان تسعى إلى توظيفه على جميع الأصعدة سياسيا و إقتصاديا و سياحيا و ثقافيا .

 

الإعلامي الرياضي عبد السلام ضيف الله اعتبر أن تظاهرة رياضية دولية بحجم كأس العالم يجب أن تسعى تونس لاستغلالها للترويج لصورة البلاد كبلد آمن و مستقر و كوجهة سياحية هامّة مضيفا أن مونديال روسيا يعد فرصة لاستعادة مكانة تونس السياحية بالترويج للمناطق السياحية و التعريف بها في محاولة لإعادة أوضاع القطاع السياحي إلى طريقها الصحيح الذي كانت عليه إضافة إلى التعريف بالثقافة و التقاليد التونسية و الموروث التونسي .

 

و للعلم فإن وزارة الشباب و الرياضة لم تنته بعد من التحضيرات لنهائيات كأس العالم روسيا 2018 و تنسيق قائمة السياسيين و الوزراء الذين سيمثلون تونس في هذا الحدث الدولي الهام الذي ينطلق بعد أقل من شهر و كان من المفترض حسب بعض المصادر أن تترأس وزارة الخارجية الوفد التونسي و هو المقترح الذي تقدمت به وزارة الشباب و الرياضة.

و كانت وزيرة الشباب و الرياضة ماجدولين الشارني اجتمعت ظهر أمس الخميس 17 ماي 2018 مع رئيس جامعة كرة القدم وديع الجريء  في مقر الوزارة حول آخر استعدادات المنتخب الوطني و الاستعدادات اللوجستية لإنجاح المشاركة التونسية في المونديال و كيفية استغلال هذا الحدث العالمي ترويجيا و تسويقيا لمختلف القطاعات من رياضات وطنية و سياحة و ثقافة .

 

و قد تردد ان رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أو رئيس الحكومة يوسف الشاهد و مجموعة من الوزراء بينهم وزراء الخارجية و السياحة و التجارة و الشباب و الرياضة قد يواكبون كليا أو جزئيا افتتاح هذه التظاهرة في روسيا أو بعض مقابلات المنتخب الوطني فيها ..