مغرب نيوز-منية العيادي
اعتبر أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد تصريحات رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بخصوص ميراث المرأة و حقها في الزواج بغير المسلم ” نوعا من فك الإرتباط مع حركة النهضة ” في هذه المرحلة بالذات أي في نصف المدة الرئاسية من أجل بدء الإعداد للإنتخابات الرئاسية القادمة.
و أضاف سعيد أن هذا الموضوع أُثير بهدف طمأنة الجانب الذي رفض التحالف القائم بين الحزبين من الندائيين فرغم تواصله في العلن إلا أن كل طرف يتوجس شرا من الطرف الآخر معتبرا أن القضية سياسية بامتياز و لا تمثل مطلبا من عموم التونسيين جاءت من أجل تحويل و صرف الأنظار عن القضايا الأساسية و المشروعة للتونسيين من شغل و تنمية إلى جملة من القضايا المسقطة على واقعهم .
و قال سعيد إن أكثر التونسيين اليوم يعانون الفاقة و الحرمان و لصرف أنظارهم عن القضايا الأساسية التي تشغلهم تتم من حين إلى آخر إثارة مواضيع لمزيد السيطرة على الأوضاع و لمزيد الإنحراف بمطالب الأغلبية “البائسة الفقيرة الكادحة” التي لا تجد قوت يومها و تابع : ” من ليس لديه قوت يومه ماذا سيورث لأبنائه؟ و من أراد أن يسوي بين أبنائه في الإرث فليفعل قبل وفاته”.
و ذكر أستاذ القانون الدستوري إلى أنّ هذه القضية طرحت في بداية الثمانينات من القرن الماضي حينما تقابل وفد مع الرئيس الحبيب بورقيبة و طالبه بتنقيح مجلة الأحوال الشخصية بإدراج المساواة في الإرث فكان جوابه أن المسألة محسومة بالنص القرآني و لا مجال للإجتهاد فيها.
و تابع قوله : ” اليوم تعاد المسألة و تثار في هذا الظرف بالذات و في منتصف المدة الرئاسية لا حبا في المرأة و لا انتصارا لها بل متاجرة بحقوقها و استغلالها و توظيفها لغايات سياسية بهدف فك الارتباط مع النهضة و بهدف صرف التونسيين عن واقعهم البائس الذي يزداد بؤسا يوما بعد يوم و أغلب التونسيين لا تهمهم هذه الحركات السياسية إطلاقا “.
كما أشار سعيد إلى أن المواقف المتعارضة و المتباينة داخل حركة النهضة بين مؤيد لمبادرة رئيس الجمهورية و معارض لها لن تزيد ثقة من يثق بهم إلا اهتزازا .