قمة لقادة الدول ..و قمة للإعلاميين و المثقفين و الحقوقيين ..و بعد ؟!’‎

عزيزة بن عمر

شهدت تونس جملة من الندوات قبيل عقد قمة ال30 في بلاد ” الثورة ” تطرقت في مجملها إلى العديد من القضايا التي لطالما نوقشت دون أن يتغير أي شيء فيها ،سيما القضية المحورية ” القضية الفلسطينية “.

Résultat de recherche d'images pour "‫القمة العربية‬‎"

ففي ال29 من مارس 2019 و تزامنا مع انعقاد أشغال القمة عُقدت بمقر النقابة الوطنية للصحفيين “قمة موازية”  حملت عنوان “قمة المجتمع المدني من أجل الحرية و الكرامة و المساواة للشعوب العربية” تضمنت جملة من المطالب لعل أهمها التنصيص على  مشاركة واسعة و فعّالة لمنظّمات المجتمع المدني في مختلف مجالات الحياة و في صنع القرار، و وقف القيود السياسيّة والقانونية المفروضة على المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان، إلى جانب وقف كافة أشكال انتهاكات الحقوق الفرديّة و الجماعيّة و محاسبة المسؤولين عنها و ضمان عدم إفلاتهم من العقاب”..

و على صعيد آخر طالبت قمة المجتمع المدني باعتماد “نموذج تنموي يقوم على العدالة الإجتماعية و على الشفافية و المسائلة و يحمي الشعوب من التبعيّة و تفاقم المديونيّة، و ضمان الحقوق الثقافيّة و الإبداعيّة واعتبارها أحد أسس التنمية الانسانية المستدامة، و الحق في التمتّع ببيئة سليمة و متوازنة واتخاذ التدابير الضرورية لوقف تدمير البيئة”.

على ضرورة “الوقف الفوري للحروب و النّزاعات في البلدان العربية”، مع الدعوة إلى “إنشاء آلية إقليمية للوقاية من النّزاعات وحلّها سلميّا .

قمة للمجتمع المدني بمناسبة انعقاد القمة العربية ال30 : مطالبة الرؤساء العرب بإعطاء الأولوية لقضية فلسطين و معارضة ” صفقة القرن “

ندوة أخرى انتظمت صباح الثلاثاء 26 مارس 2019 بمقر النقابة الوطنية للصحفيين تظاهرة ثقافية إعلامية بمناسبة انعقاد القمة العربية ال30 بتونس و التظاهرات الرسمية التمهيدية لها ، تلبية لدعوة من التنسيقية التونسية لدعم الشعب الفلسطيني.

تظاهرة شارك فيها العديد من الوجوه الوطنية و العربية على غرار نقيب الصحفيين ناجي البغوري ، الإعلامية آسيا العتروس ، و رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان الاستاذ جمال مسلم،الإعلامي و الحقوقي رشيد خشانة ، السفير الفلسطيني بتونس  هائل الفاهوم .

و قد أكدت التدخلات على دعم الاعلاميين و المثقفين و الحقوقيين و النقابيين التونسيين للمطالب الوطنية والانسانية للشعب الفلسطيني ودولته المستقلة وعاصمتها القدس ومعارضة مبادرات ترامب وناتيناهو الخاصة بضم القدس والجولان والاراضي العربية المحتلة الى اسرائيل .

كما طالبت المداخلات القمة العربية في تونس باصدار مواقف واضحة دعما لاستقلال فلسطين وللامن القومي العربي ورفض كل الاجندات الاستعمارية الجديدة .

وفيما يلي النص الكامل للنداء الصادر باسم المثقفين والاعلاميين ومناضلي المجتمع المدني :

نداء مثقفين واعلاميين وحقوقيين تونسيين بمناسبة القمة العربية ال30 بتونس

نحن المثقفون والكتاب والصحفيون المجتمعون يوم 26 مارس 2019 في مقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بمناسبة انعقاد القمة العربية في تونس، وحيث لم يعد مقبولا سياسيا بالنسبة لنا ولعموم أبناء الأمة هذا التراجع المريب للقضية الفلسطينية على جدول اهتمامات النظام العربي الرسمي بعد التلاعب بمفهوم الأمن القومي العربي، وما يشكله ذلك من مدخل خطير للنيل من الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني عبر تمرير ما يسمى ب”صفقة القرن”.

· نطالب القادة العرب المجتمعين في قمة تونس بالاسراع باعادة الاعتبار للاهتمام بالقضية الفلسطينة وتقديم كل اشكال الدعم للشعب الفلسطيني لتجذير صموده في ارضه ، وتلبية حقوقه الوطنية وعلى رأسها قيام الدولة الفلسطينية وعاصمة القدس.

· الاعتراض على كل أشكال اللهث وراء التطبيع مع سلطات الاحتلال رغم انتهاكاتها لكل المقررات الاممية وللقانون الدولية .

· رفض مشروع “صفقة القرن” وكل مبادرات النيل من عروبة القدس والجولان وكل الاراضي العربية المحتلة.

صراعات و حروب و تصعيد …هل تنجح قمة ” بلد الثورة ” في تحقيق انتظارات الشعوب العربية أم موعد آخر للصور التذكارية ؟

صراعات و حروب و تصعيد …هل تنجح قمة ” بلد الثورة ” في تحقيق انتظارات الشعوب العربية أم موعد آخر للصور التذكارية ؟

بدوره عقد مركز الدراسات الاستراتيجية و الديبلوماسية في ال23 مارس 2019 ندوة بعنوان القمة العربية في ظل التحديات الداخلية و الخارجية” و ذلك بحضور عديد الشخصيات الإعلامية و الفكرية الوطنية و العربية .

L’image contient peut-être : 21 personnes, personnes souriantes, personnes assises

ندوة عرفت مشاركة العديد من الوجوه السياسية منها القيادي بحركة النهضة و مدير مركز الدراسات الاستراتيجية و الديبلوماسية رفيق عبد السلام ، سفير فلسطين لدى هايل الفاهوم ، الأكاديمي هاني مبارك ، المفكر التونسي هشام جعيط ،  أستاذ التاريخ المعاصر عبد اللطيف الحناشي ، المدير السابق للعلاقات العربية الأوروبية بجامعة الدول العربية أحمد الهرقام.

دعا  المتدخلون القمة العربية إلى ضرورة إنصاف القضية الفلسطينية مع ضرورة الدفع نحو  إيقاف مهزلة التنازع الفلسطيني الفلسطيني، و الدفع نحو استراتيجية لوضع آليات لتفعيل المشروع الوطني الفلسطيني في مواجهة الاحتلال و الحرص على تحويل القرارات الدولية عن القضية الفلسطينية إلى واقع ملموس”.

L’image contient peut-être : 2 personnes, intérieur

كما أجمعت مختلف الأطراف بأن لا تكون القمّة العربيّة المنتظرة، قمّة تفريطٍ في الحقوق العربيّة والفلسطينيّة من خلال الدّفع باتّجاه التّطبيع مع الكيان الصّهيوني،و التأكيد على دعم الأمن القومي العربي  “و  بأنّ الخطر الرّئيسي، الذّي يمس الأمن العربيّ، هو الّذي يتأتى من إيران أو من تركيا أو ما يسمّى بالإسلام السّياسيّ”.

في ظل المتغيرات الجيوستراتيجية و صفقة القرن حول فلسطين : أي دور للإعلام العربي

بعد التغييرات التي عرفها المشهد السياسي العربي و خاصّة الفلسطيني منذ بدأ الحديث عما بات يعرف بصفقة القرن، الفكرة الطاغية على القضية الفلسطينية اليوم و بعد ما حصل في مؤتمر وارسو أين تنافس عدد من الدول العربية لحضور المؤتمر الذي كان فرصة لعديد القادة العرب للتطبيع مع الكيان الصهيوني و التودد لدولة الاحتلال، يبقى الحديث اليوم عن أهمية الإعلام و دوره في التصدي لكل محاولات تغييب الوعي العربي و تحريفه تجاه القضية الفلسطينية .
و في هذا الإطار ، عقد منتدى ابن رشد و الشبكة العربية لعلوم الإعلام و الاتصال و رابطة تونس للثقافة و التعدد بالتعاون مع مركز تونس لجامعة الدول العربية في ال8 من مارس 2019 ملتقى فكريا حول”المستجدات الجيوستراتيجية و انعكاساتها على الإعلام و الأمن القومي” و ذلك بحضور عديد الشخصيات الإعلامية و الفكرية الوطنية و العربية .

و أجمع جميع المتدخلين في الملتقى على أن الدول العربية مقصرة تجاه القضية الفلسطينية التي كانت و لا تزال درسا للعرب في الصمود و أنها يجب أن تظل قضية العرب الأولى و أن تعود إلى الطهور كمادة إعلامية أولى.

إضافة إلى التأكيد على أن تتصدر قضايا الأمن القومي  مقررات القمة العربية في تونس التي تستعد جامعة الدول العربية لتنظيمها في دورتها ال30 موفى شهر مارس الجاري .

ملتقى انتظم بمقر مركز تونس لجامعة الدول العربية و ضم مجموعة من الشخصيات الإعلامية  الوطنية و العربية منها الأكاديمي  كمال بن يونس ، الإعلامي زياد الهاني ، الباحث الفلسطيني المتخصّص في شؤون الشرق الأوسط، فراس أبو هلال ، الإعلامية آسيا العتروس،

على الرغم من أن التمثيل الرسمي فيها هو الأعلى من بين القمم الأخرى، إلا أن القمة العربية التي عقدت في تونس، الأحد، في ظروف بالغة الحساسية تحت مسمى “قمة العزم والتضامن” ، لا تبدو في بيانها الختامي مختلفة عن دوراتها السابقة التي اقتصرت على إصدار بيان تسوده لغة الخطاب دون وضع أي آليات لتنفيذ مخرجات ما اتفق عليه المجتمعون، خاصة ما يتعلق بالأزمات والخلافات بين الدول العربية.

ومع أن القضية الفلسطينية حازت الاهتمام الأكبر في كلمات القادة واجتماعات الوزراء، إلا أن ما صدر عن القمة العربية في بيانها الختامي لا يرقى إلى مستوى التهديدات الإسرائيلية “الجدية” فيما يتعلق بحق العودة للاجئين الفلسطينيين واستمرار الاستيطان وقضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وقضية السيادة الإسرائيلية بمباركة أمريكية على القدس وبعدها على مرتفعات الجولان السورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *