قررت تعليق اتصالاتها بأحزاب المعارضة: الجبهة الشعبية تعزل «نفسها» وتقدم هدية لخصومها

سمير الطيب: نقاشاتنا منتهية.. والجبهة بحثت عن «البوز»

زهير حمدي: قرارنا منطقي ومدروس.. ومساراتنا اختلفت

اثار قرار الجبهة الشعبيّة تعليق اتصالاتها بالأحزاب المعارضة المشاركة في مشاورات حكومة الوحدة الوطنيّة، الذي انبثق عن اجتماع مجلسها المركزي أول أمس جدلا واسعا في الساحة السياسية حيث انتقدت أحزاب المعارضة المشاركة في الحوار الوطني بقصر قرطاج قرار الجبهة واعتبرته “متسرعا وغير مدروس” فيما ذهب بعض المحللين والمتابعين للشأن السياسي إلى أن الجبهة الشعبية عزلت “نفسها” بهذا القرار وقدمت لخصومها أفضل “هدية” في سيناريو مفاجئ وغير منتظر بالمرة.

وفيما ابدى الامين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي أسفه لهذا القرار المفاجئ الذي سيزيد من عزلة الجبهة الشعبية وتشتت المعارضة في وقت يقتضيتوحيد جهود مختلف الاطراف التي تجمعها عديد النقاط المشتركة فقد افاد الأمين العام لحزب “المسار” سمير الطيب “الصباح” ان الحوار مع الجبهة الشعبية حول حكومة الوحدة الوطنية منتهيا بطبيعته وفيما عدا ذلك فان التنسيق متواصل في بقية المسائل والملفات لكن اعلان الجبهة على القرار بهذه الطريقة هو بحث عن “البوز” أكثر من أي اعتبارات اخرى على حد تعبيره.

قرار اعتبرته بعض قيادات أحزاب المعارضة “قرارا خاطئا” وخطوة في غير مكانها قد تزيد المشهد “تشرذما” في ظرف دقيق وحساس يحتاج الى الدفع في مختلف الاتجاهات من اجل توحيد المعارضة مهما كانت تبايناتها واختلاف مواقفها بشأن بعض الملفات لان مثل هذه القرارات المتسرعة قد تؤدي إلى مزيد “تفتيتها” وإضعافها.

وفي سياق متصل اكد الامين العام للتيار الشعبي والقيادي في الجبهة الشعبية زهير حمدي لـ”الصباح” أن قرار الجبهة منطقي وله ما يبرره باعتباران المواقف تباينت والمسارات اختلفت حول الحوار الوطني،بل انه ليس من المنطقي ان يستمر النقاش بين طرفين ليس لهم نفس التقدير لمآلات هذه النقاشات.

وتابع حمدي قائلا “لن يكون النقاش مجديا بين أطراف سياسية تتفاوض في قصر قرطاج وتناقش أن تكون جزءا من الحكم في الفترة المقبلة وطرف مازال في المعارضة،ولم يعد ثمة موجب لمناقشة قضية ليس لنا فيها نفس التقدير مع احزاب مازالت في الحوار الوطني وما قد يترتب عنه من مخرجات،ومن المنطقي أن تأخذ الجبهة مسافة من هذه الأحزاب“.

وأوضح حمدي أن الجبهة في نطاق تفعيل مبادرتها ستستمر في مناقشتها مع بقية الاحزاب الديمقراطية وهي التيار الديمقراطي،الوطد الاشتراكي،التحالف الديمقراطي،وحركة النضال الوطني إضافة الى الجمعيات والمنظمات والشخصيات لان مبادرة الانقاذ للجبهة هي الافضل للشعب التونسي في ظل العبث السياسي الذي تعيش على وقعه البلاد وفق تقديره.

وعما اذا كان قرار الجبهة سيؤدي الى عزلها في سيناريو يمثل افضل هدية لخصومها افاد حمدي ان كل المراقبين للحياة السياسية اكدوا على ان الجبهة في صعود متواصل والعزلة بالنسبة لها هي العزلة عن الشعب التونسي أو الانغراس في المجتمع والشعب التونسي وهذا هو المعيار الحقيقي.

واستطرد حمدي “خصومنا يعرفون ان الجبهة ليست معزولة وإنما تمثل بصيص الأمل للشعب التونسي في ظل المشهد العبثي اليوم وهي الحارس الامين لمصالح الشعب التونسي وسيادة الوطن،وهي مع الشعب وفي صميم هذا الشعب وتكون حيث يكون هذا الشعب.والحديث عن عزلة الجبهة لا يخيفنا لأنها مجرد محاولات هرسلة وضغط لن تجدي نفعا لان بالنسبة للجبهة تأمين الموقف السياسي الصحيح في زمانه ومكانه هو الاساس وليس اللهث وراء المواقع والتموقع بأي ثمن كان“.

 محمد صالح الربعاوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *