في يومها الرابع والأخير.. ماهي احتمالات تمديد الهدنة بين اسرائيل وحركة المقاومة حماس؟

 

منية العيادي

 

 

مع بلوغ الهدنة بين الاحتلال الاسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية حماس يومها الرابع والأخير تتسارع المساعي من أطراف عدة لتمديدها. حيث قالت حماس في بيان ليل الأحد الاثنين إنها تسعى إلى “تمديد الهدنة بعد انتهاء مدة الأيام الأربعة” بهدف “زيادة عدد المفرج عنهم من المحتجزين” كما ورد في اتفاق الهدنة.
وأعلنت إسرائيل، الاثنين، أنها تفحص قائمة تسلمتها ليلا بأسماء الدفعة الرابعة من أسراها الذين تعتزم حركة “حماس” إطلاق سراحهم اليوم في إطار صفقة التبادل.

وقبلها، قال متحدث الحكومة الإسرائيلية إن مسار العمل من أجل الإفراج عن الأسرى مستمر، مضيفاً بالقول: “مستعدون لتمديد الهدنة يوما إضافيا مقابل الإفراج عن 10 محتجزين”. وأضاف أن 184 إسرائيليا وأجنبيا لا يزالون محتجزين لدى حماس، مشدداً بالقول أن إسرائيل ستضغط على حماس لإطلاق سراح جميع المحتجزين.

وقالت الصحيفة إنّ المسؤولين الأميركيين يعملون لتحقيق هدفٍ إضافي غير إخراج المزيد من أسرى الاحتلال لدى المقاومة، وهو “تشجيع إسرائيل على وقف هجومها في الجنوب حتى تكون هناك خطة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين”.

وأمس الأحد، أعرب بايدن عن أمله في أن تستمر الهدنة إلى ما بعد الاثنين، وقال -في خطاب بماساشوستس-، إنه يأمل أن يؤدي اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس إلى مواصلة تبادل المحتجزين، وإطلاق سراح مزيد من الأميركيين.

وأضاف بايدن “عملية التبادل ناجحة وسأستمر بالعمل مع أمير قطر والرئيس المصري لضمان إخراج كل المحتجزين، وهدفنا هو استمرار الهدنة من أجل دخول المساعدات وإطلاق سراح المحتجزين”.

وقالت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي، إن توقف القتال في غزة بالغ الأهمية لإخراج المحتجزين الإسرائيليين وإدخال المساعدات الإنسانية”، وأضافت أن واشنطن ستبقى منخرطة لضمان التنفيذ الكامل لاتفاق الهدنة وستعمل على تمديده.

وفي باريس، أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أن بلادها تأمل باستمرار الهدنة في قطاع غزة حتى الإفراج عن “جميع الرهائن”، وقالت في تصريحات تلفزيونية “نطالب بالإفراج عن جميع رهائننا وعن جميع الرهائن”، مضيفة أن “تمديد الهدنة لهذا الغرض سيكون أمرا جيدا، مفيدا وضروريا”، ومؤكدة أن لديها “أملا كبيرا” بالإفراج عن رهائن فرنسيين.

من جانب آخر، قالت الرئاسة التركية -في بيان-، إن الرئيس رجب طيب أردوغان شدد في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي على مواصلة العمل معا لجعل وقف إطلاق النار المؤقت في غزة دائما، ولتحقيق السلام الدائم.

كما أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن أهمية التغلب على أي معوقات في تنفيذ اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة في غزة.

وأوضح بيان للخارجية المصرية، أن شكري وبلينكن شددا على “ضرورة البناء على هذه الهدنة للوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل كاف ومستدام لجميع مناطق القطاع”.

كما حذّر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني من أن الإخفاق في تأمين وقف لإطلاق النار ممتد، يهدد بزعزعة استقرار المنطقة، وقال في حديث لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية “الفلسطينيون بحاجة إلى أفق سياسي لإقامة دولة خاصة بهم. نحن بحاجة إلى حل يضمن السلامة للفلسطينيين والإسرائيليين. هدف إسرائيل المتمثل باستئصال حماس من غزة ليس واقعيا، وتدمير حماس من خلال استمرار الحرب سيؤدي لتأجيج خطاب التطرف”.

في سياق آخر دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين إلى تمديد الهدنة حتى تصبح دائمة وتسمح بالتقدّم نحو حلّ سياسي للنزاع.

وشدد بوريل لدى افتتاح اجتماع لمنتدى “الاتحاد من أجل المتوسط” في برشلونة على أنه “يجب تمديد” هذه الهدنة التي وصفها بأنها “خطوة أولى مهمة”، وتحويلها إلى هدنة “دائمة للسماح بالعمل على حل سياسي”.
وأضاف “حل سياسي يمكننا من كسر دوامة العنف نهائيا”، مشيراً إلى أنّه “لن يكون هناك سلام أو أمن لإسرائيل من دون دولة فلسطينية”.
وتابع “لا شيء يمكن أن يبرّر وحشية حماس العمياء التي أطلقتها ضدّ المدنيين. ولكن فظاعة لا يمكن أن تبرّر فظاعة أخرى”، في إشارة إلى أعمال الجيش الإسرائيلي الانتقامية و”معاناة المدنيين في غزة”.

كما دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الناتو ينس ستولتنبرغ الاثنين إلى تمديد الهدنة الإنسانية بين إسرائيل وحركة “حماس” في قطاع غزة وذلك عشية انطلاق اجتماع وزراء خارجية دول الحلف في مقره بالعاصمة البلجيكية بروكسل يومي 28 و29 نوفمبر الحالي.
وأشار إلى أن الاتفاق بين حماس وإسرائيل مكّن من إطلاق سراح الأسرى وإيصال المساعدات الإنسانية.
وقال “أدعو إلى تمديد الهدنة وهذا سيضمن وصول المساعدات التي يحتاجها الناس في غزة بشدة وإطلاق سراح مزيد من الرهائن” مشددا على أن هناك حاجة إلى حل سياسي دائم لأزمة الشرق الأوسط.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *