مغرب نيوز- منية العيادي
وجدت حركة النَهضة نفسها أمام واقع سياسي وطنيَ متغيَر و مشهد دوليَ و إقليميَ متسارع فرض عليها أن تتأقلم و تتكيَف مع مجريات الأحداث في البلاد و تتَجه نحو الأولويات التي قامت من أجلها الثورة و نادى بها الشعب فبدأت بدأت بإعلان نفسها حزبا سياسيَا وطنيا و قرارها الفصل بين الدَعوي و السياسي خاصَة بعد فشل جماعة الإخوان المسلمين في مصر التي أطيح بحكمها وتم الزج بالآلاف من أنصارها في السجون وعزل الجيش المصري الرئيس الإسلامي المنتخب محمد مرسي عقب احتجاجات واسعة ضد حكمه.
ما فعلته حركة النهضة اليوم و ما تسعى لأجله هو تحديد استراتيجيتها المقبلة، وتموضعها في الساحة السياسية التونسية، بناءً على تقييمها لتجربتها في الحكم، وتحالفاتها السابقة، والوضع الدولي، وتصورها الجديد لعلاقاتها المستقبلية في الداخل والخارج. وتحمل لوائح المؤتمر التي تُعرض بدءاً من اليوم، بداية أجوبة على كل هذه النقاط.
قرارات النَهضة جاءت بعد قراءة عميقة و واقعية و مباشرة للأوضاع الوطنيَة و الإقليميَة فأرادت أن يكون لها تموقعها و وقعها الفاعل سياسيَا خاصَة و أن للنَهضة قواعد كبيرة داخل البلاد و أنصارها بالآلافو لا تريد خسارتهم و هو ما بيَنه كلام رئيس الحركة راشد الغنوشي حين قال “نحن مقبلون على تطور وليس على انقلاب لنظيف الي رصيد تجربة الحركة الاسلامية ما قام به اخواننا في الجزائر و المغرب ونساهم في اضافة قيمة للاسلاميين بما يسهم في ازالة كل التباس بين الاسلام والارهاب و الفنون والمراة والابداع والحرية ،” واضاف ان المؤتمر العاشر للحركة يريد ارسال رسالة الى العالم بان تونس بلد الامن والحرية والتوافق السياسي.
و يمكن القول إنَ النَهضة استوعبت فعلا أنَه لا مجال للعمل دون تحالفات حزبية و توافقات ائتلافية حيث لم يعد منطق الخصومة الإيديولوجية الأساس الذي تقوم عليه علاقتها مع القوى الأخرى بل حلَ محلَه منطق التحالف من خلال مقتضيات سياسية، تفرضها المصلحة الوطنيَة و الأولويات الإقتصادية و المعيشيَة لتونس و لشعب تونس ال\ي لم يعد يستطيع أن ينتظر أكثر فكان لا بدَ من التَوجَه نحو بناء الوطن بدلا من البقاء في دائرة التَجا\بات السياسيَة.