في الذكرى السابعة لوفاتها .. الاعلامي فؤاد العجرودي يرثي زوجته

في الذكرى السابعة لرحيل الحبيبة ورفيقة الدرب المغفور لها زوجتي الأستاذة “هادية بسام العجرودي” أم إبني العزيزين “محمد حسين” و”أسماء”..أكتب كما لم أكتب من قبل عن سنوات الإحساس بالضياع التي أحاول كبت لسعاتها في كل حين حتى تمضي الحياة رغم حرقة الذات وحيرة الوطن المتمازجين كما لم يلتقيا من قبل…من قال إن اليتيم لليس رجلا ضيع الحبيبة في منتصف الطريق :
“أسماء”
رحلت ذات
سابع من تاسع
من تسع وألفين
اليوم أبكيها بعد سبع
كما لم أذرف الدمع
من قبل بين المقلتين
كنت معها فتى طائرا
بين الفرات واللجين
تزلزلت تحت أقدامي
الأرض أينما مشيت
خرت أمامي هامات
متى أبيت
سرت بلا فرامل
عشت حياتي بالطول و العرض
حتى إنتهيت
إلى تلمة هناك على تلة
توارى بين ترابها
الفؤاد و الكيان
إلى حين
ثلاث عقارب مزقن
الحبيبة غدرا و قهرا
قطعن أوصالي
دكت صمامات القلب
هناك بين المحبسين
حيث الجدران الباهتة
و النفوس الماكرة
لا فكر يستفزني
لا روح تسكن روحي
لا صدر يسع أوجاع
رأسي
و لا هم يخشعون
دخلت الأولى وخرجت
بلا كفالة
و حولت الثانية
الحب إلى آلة
أضعفت ضرطته
كسرت شوكته
لولا الثالث عشر
رصاصة رحمة
اندفعت في الظهيرة
وعادوا أربعة
خامسهم “الهادية” المهدية
إلى البيت الآمن الجميل
هناك في الزقاق
آوته “الفضائل ”
وأخرجه الحسين الأكبر
من ثلاجة
أزهرت أسماء
ونجا الحسين الأصغر
كاد يقتل في
برد جده غيلة
لكن الفؤاد العليل
صار خاويا إلا
من زفير الهواء
مثل نرجيلة
فتح النوافذ عبثا
تلمس الجدران القديمة
أملا
أن يستعيد إسمه
والذكريات
ليته ما خرج من كهفه
ما عاد القوم قوما
باتوا طوائف ونحلا
عسس في كل زاوية
نتوءات في الرؤوس
حفر على الطريق
عيون حائرة غائرة
شفاه زرقاء
ووجوه صفراء
كحال الحافلة
توابيت تخرج
بلا ميعاد
وجدران المدارس
تغمرها الكآبة
تكسرت أقنعة النخاسين
إن الباطل كان زهوقا
وعدوا الغرب بجنات عدن
فألحقوا به الشرق والشمال
وحفروا في الجنوب
أسقطوا علينا زمن”ماركيز”
ودستور اللبننة
حولوا الوطن الهائج
إلى طريدة
عسكروا الإدارة
كسروا الإرادة
ألقوا بزهراتنا
في المعسكرات
ما عادت الأم تعرف
فلذة كبدها
افتكوه أسكروه
وإلى حزام ناسف
حولوه
حتى عاد القلم
جامحا مستعصيا
إلا على الوطن
والأحلام
والذكريات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *