مغرب نيوز : ريم حمودة
خلال الندوة الفكرية : ” 6 سنوات في مسار الثورة التونسية : الاولويات و التحديات” قال وزير الخارجية الاسبق رفيق عبد السلام ان الثورات بطبعها قاسية و مؤلمة بالنظر لما يتبعها عادة من توترات على جيع المستويات الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية لكن رغم ذلك يجب ان تفتح نافذة امل اما الفئات المحرومة و الشابة فضلا عن الجانب الامني و الاقتصادي
و اضاف انه لا يوجد تغيير دون ضريبة فالثورة مسار معقد من المد و الجزر لذلك لا يجب الحكم على نتائجها من خرل مدة زمنية وجيزة بل يجب ان نحكم عليها بمنظار تحقيق تاريخي اوسع .
هذا و اعتبر رفيق عبد السلام انه يحسب للثورة التونسية هدوئها النسبي باعتبار حجم الخسائر الحاصلة كما يحسب للنخب السياسية توجهها الى المنحى التوافقي و السلمي بدلا عن الخيارات العنيفة مما يجنبنا الانقسامات و الحروب فتونس تبقى دائما بلدا متجانسا مستوعبا لكل الاطياف و الانتماءات .فقد تمكن التونسيون من تجاوز عدة عقبات كانت تهددهم في محيط اقليمي شديد التقلب و التوتر و ذلك بفضل اتقانهم لفن التسويات و التوافقات السياسية بعيدا عن الاقصاء و النفي المدمر و المهلك للشعوب لقد اهتدوا الى فن الديمقراطية التوافقية وهو خيار بدا من موقع الاضطرار الذي املته الاكراهات الداخلية و الخارجية لكنه تحول بحكم الوقت الى منهج لادارة شؤون الحكم و الحياة العامة فرغم كل الانتقادات الا ان التوافق يبقى الحل الامثل و الاصوب مقابل خيارات اخرى يمكن ان تكون مكلفة لتونس و استقرارها و امنها العام .
و تابع رفيق عبد السلام مداخلته بان العالم العربي الذي تتقلب اوضاعه بين العودة الى الحكم التسلطي و بين الانزلاق في الحروب الاهلية في امس الحاجة الى عقد التسويات و التفاهمات السياسية و من هذا المنطلق يمكن للثورة التونسية ان تتمتع ببعض الصلاحيات لعلاج مشكلات العالم العربي .