مغرب نيوز-منية العيّادي
قال وزير المالية الأسبق إلياس الفخفاخ إنّ تونس تعيش منذ سبع سنوات فترة انتقال ديمقراطي صعبة كانت لها كلفة كبيرة خاصّة على الاقتصاد الوطني موضّحا أنّ نسبة التداين وصلت إلى حدود 70% بعد أن كانت في حدود 40% مقابل تراجع العملة الصعبة بنسبة تجاوزت ال 40% في السنوات الأخيرة و تفاقم نسبة العجز التجاري من 8% إلى 14% هذا العام.
و أصاف الفخفاخ في مداخلة له خلال ندوة انتُظمت بتونس تحت عنوان “ التحولات الاقليمية الجديدة و انعكاساتها على تونس و بقية البلدان المغاربية”، أنّ وضع البلاد غير قادر على تحمّل “صدمة خارجية” جديدة مشيرا إلى أنّ انعكاس الأزمة الخليجية لن يكون من ناحية التبادل التجاري لأن حجم المبادلات التجارية بين دول الشرق الأوسط و دول المغرب العربي لا تتجاوز 5% من نسبة التبادل الجملي و لكن سيكون من من حيث التصدّعات الجانبية و ارتفاع أسعار المحروقات.
و بين فخفاخ أنّ تونس تستورد 53% من حاجياتها الطاقيّة و أي ارتفاع في الأسعار سيكون له انعكاس على الميزانية و على طاقة الميزان التجاري مشيرا إلى أنّ 25% من العجز التجاري متأتٍ من العجز الطاقي و بالتالي فإنّ تفاقم العجز سيكون له تأثير خطير على استقرار الدينار و بالتالي فإن ذلك سيؤثر على نسبة التضخم و على الاستقرار الاجتماعي في البلاد .
و تابع أن الطاقة و المحروقات من المواد المدعّمة في تونس و أنّ أيّ ارتفاع في الأسعار، خاصّة مع ارتفاع سعر الصرف، سيكون له تداعيات خطيرة على تفاقم عجز الميزان التجاري و بالتالي ستسعى الدولة إلى ضرورة تعبئة موارد إضافية و ستلجأ إلى التداين و هذا سيؤثر على وضعية المالية العمومية.
و اقترح فخفاخ في ظل هذا الوضع الاقتصادي المتصدّع الذي تمر به تونس التركيز و التعويل على مواردنا الذاتية الدّاخلية و منها تعبئة الموارد الجبائيّة و إصلاح المنظومة الجبائية بالحد من التهرّب الضريبي و بالتالي التقليص من حجم التداين الخارجي كما دعا إلى إعادة الانتاج إلى وصعه الطبيعي و خاصّة الانتاج الطاقي و المنجمي الذي من شأنه أن يحدّ من توريد المحروقات مضيفا أنّه علينا السعي إلى إعادة العمل على تمتين علاقاتنا مع شريكنا الاقتصادي الأوروبي حيث أنّ أكثر من 70% من حجم المبادلات التجاريّة مبادلات مع السوق الأوروبية.
https://www.youtube.com/watch?v=e27HmSXw6os&t=4s
https://youtu.be/e27HmSXw6os?t=155