عزمي بشارة من الدوحة :ما توفر في تونس من ظروف  يجب أن يتوفر في البلدان العربية حتى تنتج خياراتها الديمقراطية

مغرب نيوز-منية العيادي

 

 قدم المفكر العربي عزمي بشارة،مؤخرا محاضرة بعنوان “حال الخيار الديمقراطي عربيًا” لطلاب معهد الدوحة للدراسات العليا، في الذكرى السادسة للثورتين التونسيّة و المصريّة،حول ما مرّت به المنطقة العربيّة من منعطفات في السنوات الستة الماضية، و انعكاسات ذلك على مسار التجربة الديمقراطية في بلدان المنطقة.

و رأى عزمي بشارة أن ما توافر في تونس من ظروف يجب أن يتوافر في البلدان العربية حتى تنتج خياراتها الديمقراطية، و من الصعوبة انتاج ديمقراطية من دون هذه الظروف، في إشارة إلى تجربة التوافق السياسي بين المكونات الحزبية و السياسية في تونس حيث يرى أنَه ليس بالضرورة أن تكون ثقافة العموم ديمقراطية، و لكن يجب أن تكون ثقافة قسم كبير من النخبة ديمقراطية، و أن يكون جزء كبير منها مستعداً لإجراء مساومات مع بقية الأطراف السياسية، للوصول إلى إتفاق أو توافق سياسي دون أن يلجا أحدهم إلى تدبير أو دعم الانقلابات، أو الاضرار بالاقتصاد، و أضاف بشارة أنَه في تونس “وقع توظيف سياسة المساومات بشكل جيد؛ لسنا قادرين على الاتفاق فيما بيننا بشكل كامل، لكن دعنا نعيش مع بعضنا،” و مع مرور الوقت سيعتاد الناس على الانتخابات و الحكم الديمقراطي، و هو ما يفسر نجاح التجربة في تونس.

و أشار بشارة أنَه “من الصعب أن يحدث تحول ديمقراطي في المنطقة العربية على المدى القصير بإقصاء الإسلاميين، أو العلمانيين، بل يجب ادماجهم جميعاً، إذ أن جزءا من هذه التيارات بدأ يتحول تحولا ديمقراطيا. كما أضاف أنَ تجربة تونس تميزت أيضاً بتجذر الوعي بدور الدولة، فهي حاضرة في التعليم الرسمي، إضافة إلى تجانس الهويَة لدى التونسيين. 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *