عبد اللطيف الحناشي :لا تبدو لماكرون مواقف متميزة او مغايرة عن سياسة الرئيس هولاند

تونس – مغرب نيوز :

بعد فوز ايمانوال ماكرون بالرئاسة الفرنسيّة رحّبت عديد الدّول العربية بصعوده إلى سدّة الحكم و أصبح الجدل القائم بين مختلف المحللين السّياسيين حول السّياسة الجديدة لفرنسا تجاه العرب و في هذا السّياق إعتبر الباحث السّياسي و المؤرّخ عبد اللّطيف الحنّاشي  أنّ البرنامج الإنتخابي لماكرون لم يولي المنطقة العربية ببنود او فصول خاصة غير ان بعض تصريحاته اثناء الحملة الانتخابية قد اهتمت ببعض القضايا ذات العلاقة بالمنطقة العربية.
و أضاف الحنّاشي “لعل اهم ما يمكن الإشارة له هو خطابه في الجزائر الذي وصف فيه التاريخ الاستعماري الفرنسي عامة وفي الجزائر خاصة بانه جريمة في حق الإنسانية و هو امر يناقض قانون أصدرته الأغلبية المحافظة في البرلمان الفرنسي الممثلة لحزب “الاتحاد من أجل حركة شعبية” في 23 فيفري عام 2005 لنشر القيم الايجابية التي نشرها الاستعمار الفرنسي؛ وخاصة في المستعمرات الفرنسية في شمال أفريقيا.وقد تكون لهذا التصريح تداعيات ايجابية على علاقة فرنسا في عهده مع الدول المغاربية وخاصة الجزائر التي طالبت عدة مرات باعتراف فرنسا بجرائمها في الجزائر ..كما يبدو في تصريحاته اهتمام بالمهاجرين العرب المسلمين خاصة الحاملين للجنسية الفرنسية او المقيمين بها ناهيك عن تعبيره عن الاستعداد لمحاربة التطرف العنيف بكل إشكاله في فرنسا واعتماد مقاربة ثقافية واجتماعية تعتمد تنمية الضواحي المهمشة.. الى جانب المقاربة الأمنية”.
وغير ذلك لا تبدو لماكرون مواقف متميزة او مغايرة عن سياسة الرئيس هولاند حسب ما اكده الحناشي من ذلك “موقفه الايجابي من الازمة الليبية إذ يدعو إلى ضرورة دعم المؤسسات الليبية الرسمية وخاصة الجيش والحكومة الراهنة واستعداد فرنسا لانخراط في المعركة ضد الارهاب سواء في ليبيا او في سوريا كما انه لا يعارض مشاركة بلاده في عمليات عسكرية ضد النظام السوري، لكن شريطة أن يكون ذلك في إطار مجلس الأمن الدولي.اما بالنسبة للقضية الفلسطينية بالرغم من انه ندد بالاستيطان الإسرائيلي وبسياسة نتانياهو التي يعتبرها مخالفة للقانون الدولي غير ان موقفه من مسالة الاعتراف بالدولة الفلسطينية يبدو سلبيا ومعاكسا لتوجهات البرلمان الفرنسي الذي اقر بالاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية.اذ يرى ماكرون أن الاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية لن تكون له أي جدوى بل ان إقراره سيضاعف من حدة التوتر في المنطقة.و قد جاءت هذه المواقف في اطار حملة لمكارون الانتخابية غير ان اكراهات الدولة الفرنسية وارتباطاتها الإقليمية والدولية المختلفة سيكون لها دور في تعديل مضمون مواقف الرئيس الفرنسي الجديد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *