طرائق للاحتجاج تزعج المسؤولين ولا تضر بمصالح الناس بقلم محمد العروسي بن صالح

عجبت حقيقة لبعض من الشباب تفتقت قريحتهم على فكرة تمثلت في بناء جدار على خط السكة الحديدية الرابط بين قفصة وقابس والناقل للفسفاط من المناجم الى مصانع الكيمياء. لم اتصور يوما وخاصة بعد 14 جانفي 2011 ان يفكر شباب تونس في مثل هذا الصنيع.
قال قدماء التونسيين عن اشخاص مثل هؤلاء يتبجحون بالعلم والدراية والحضارة والثقافة والمدنية والتعددية والثورية والنباهة واشياء اخرى انهم ” صبعين وتلحق الطين ” اي انك تكتشف حقيقة معدنهم بالحفر فيه مسافة اصبعين من اصابع اليد لاغير.
كانت ومازالت هناك طرق اخرى للاحتجاج، مبتكرة وطريفة لا تكلف اصحابها شيئا، لايترتب عنها ضرر للآخرين ولكنها مزعجة للمسؤولين مقلقة وضاغطة عليهم. منها هذه و اكثرها من تجارب الشعوب المتقدمة التي ما رأيناها يوما تهدم بنفسها ما بنته بايدي ابنائها.
1. ما رأيكم لو ان ال800 الف عاطل عن العمل يبعثون كل صباح ارسالية قصيرة على هاتف رئيس الحكومة لمدة اسبوع من كل شهر.
2. رسائل لا تنقطع حيث يعمد الناس كل يوم الى ارسال رسائل تارة الى رئيس الحكومة وأخرى الى الوزير المختص وثالثة الى الوالي
3. صفارة الحكم او الشرطي ما رأيكم في ان اي عدد من المحتجين عندما يذهبون الى الوزارة او الولاية يكتفون بالتصفير باستعمال صفارة الحكم او صفارة الشرطي مدة ساعة كل يوم على امتداد اسبوع من كل شهر.
4. العمل غير المنجر، نعلم ان الادارات والمؤسسات لا تنجز العمل المطلوب في الوقت المناسب لأسباب عدة منها بالخصوص نقص اليد العاملة، فما رأي الجمعيات لو انها تنظم حملات عمل يقع خلالها انهاء ما هو متأخر من اعمال بما يقيم الدليل على ان هذه المؤسسة او تلك تحتاج فعلا الى يد عاملة لم تنتدبها. اشير مثلا الى قطاع النظافة والبيئة عموما، الى قطاع البناء، الى قطاع الفلاحة، الى التشجير، الى الطرقات، الى النقل الخ
5. يمكن استغلال الطرقات المكتظة بالسيارات وذلك بالتمركز في مداخل المدن الكبرى ودون قطع الطريق لتوزيع مناشير تحسيسية ومن شان مثل هذه العملية ابطاء حركة السير لكن دون تعطيلها او ايقافها
6. ركوب القطارات والحافلات والتمركز بالمحطات لتوزيع المناشير ورسائل الاحتجاج
7. توزيع المناشير ورسائل الاحتجاج والتحسيس في المدارس والمعاهد والكليات
8. كثيرا ما نشهد ونسمع بتنظيم اضراب عام للمطالبة بالتشغيل والتنمية. فهل من المعقول ان نطالب بالتشغيل بمنع المشتغلين من اداء عملهم. ان التوقف عن العمل يؤخر التنمية ولا يحققها. الاقتراح في هذا الشأن ان لا يضرب الا من هم في حالة بطالة على ان يبتكروا طرقا لافتة . مثال ذلك ان يلبسوا جميعا زي العمل الازرق مقلوبا اي ان تقفل الجمازة (الفيستة) الى الوراء او ان تلبس السراويل في اليدين. مثال ذلك ايضا ان الاحتجاج للمطالبة بمستشفى او باطباء يكون بلبس السترة البيضاء مقلوبة ايضا. ومثال ذلك ايضا ان تقع المطالبة بمكتبة من خلال مسك وقراءة كتاب في الساحة العمومية او في الطريق.
9. كثيرون هم حاملو الاجازات المؤهلة لممارسة مهنة التدريس. وكثيرون هم التلاميذ الذين يقضون ساعات معينة من يومهم الدراسي خارج المدرسة او المعهد، فلو ان الجمعيات المعنية تنظم تحركات احتجاجية يتولى خلالها حاملو الاجازات اجراء مذاكرات للتلاميذ المشار اليهم.
10. ان يحتج المخترعون مثلا بعرض ابتكاراتهم وخاصة في المجالات الصناعية والفلاحية المعيشية.
هذه بعض الافكار الخاصة بالاحتجاج التي لا تضر بمصالح الناس ولكنها تقطع الطريق امام المنحرفين ومحترفي السرقة والشغب والنهب. والاكيد الاكيد انها تزعج المسؤولين الى ابعد حد ممكن وتفرض عليهم التفكير الرصين في الحلول. اما التوتر فانه يشتت اذهانهم ويدفعهم في اغلب الاحيان الى ردود فعل غير محسوبة او خاطئة تماما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *