صحف اسرائيلية: اغتيال العالم التونسي محمد الزواري كان…”سوبر مهني”!

أمام الصمت الرسمي الاسرائيلي على حادثة اغتيال مهندس الطيران التونسي، محمد الزواري، لم تفوّت وسائل الإعلام الصهيونية الفرصة للنبش في الحادثة وأولت اهتماما  بالغًا بنبأ اغتيال العالم التونسي محمد الزواري، والذي تشير أصابع الاتهام فيه إلى الموساد.

فالقناة العاشرة الإسرائيلية أكدت في تقرير لها أن السبب الحقيقي لاغتيال الزواري هو ما سمته “الخطر القادم مما كان ينوي فعله بالمستقبل”، ليس فقط لريادته في صناعة وتطوير ما عرف بـ”طائرات الأبابيل” التي استخدمتها كتائب القسام في حربها الأخيرة مع الكيان الصهيوني عام 2014، بل لأن مشروع شهادة الدكتوراة الخاصة به يناقش كيفية صناعة الغواصات والتحكم بها عن بعد.

وألمحت القناة للتقارير الأجنبية التي تتحدث عن اغتيال الموساد للزواري الخبير في مجال الطائرات غير المأهولة وأنّه مقرّب من حماس، وتنقّل في السابق بين لبنان وسوريا وليبيا وتونس، مؤكدة أن إسرائيل تتابع باهتمام هذه التقارير.

معلق الشئون الأمنية رونن برغمان قال للقناة العاشرة :”ليس دائماً كل ما يقوله صحف وصحافيين تونسيين هو كذب وغير صحيح أو مُختلق”، مؤكدا أن الزواري على علاقة بوحدات الطائرات غير المأهولة التي تحاول حماس إقامتها.

وأضاف : يبدو أن تنفيذ الاغتيال كان “سوبر مهني”، وإذا كان الموساد هو من يقف خلف هذه العملية، نحن بالطبع لا نعرف ولا نريد أن نعلق، ولكن هذا يعني أن هناك إنعاش للوحدات التنفيذية بعد الذي حصل في دبي، وإذا كان بالفعل نتنياهو مطلّع على هذه العملية، فهذا يعني أن عملية من هذا النوع بهذه الدولة هي هدف سهل، وأن يوسي كوهين رئيس جهاز الموساد أقنعه بإمكانية الدخول والقتل ومن ثم الخروج بشكل آمن، وما حصل مع مشعل والمبحوح لن يتكرر وبالتالي نتنياهو لن يتورط بمشكلة أخرى من هذا النوع، لتكون هذه أول عملية اغتيال في عهد رئيس الموساد الجديد.

القناة العاشرة الإسرائيلية كانت أول من تحدث عن أن صحفية هنغارية جاءت لإجراء لقاء صحفي مع المهندس الزواري قد تكون الطعم الذي قاد لعملية الإغتيال، ونشرت تفاصيل الخبر دون الإشارة للمصدر، وقالت أن أشخاص آخرون حضروا مع الصحفية الهنغارية، وإن الصحفية الهنغارية غادرت تونس بعد اللقاء مع الزواري مباشرة.

كما أكدت القناة أن منفذي عملية الإغتيال غادروا تونس، وأن المعتقلين على خلفية عملية الإغتيال سيتم الإفراج عنهم لاحقاً كونهم ليسوا على علاقة بالعملية.

وفي حلقة نقاش جرت في مقدمة برنامج “نهاية الأسبوع” الذي بثته قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة قال بريغمان: “إسرائيل عادة ما ترد على الاتهامات الموجهة للموساد بتنفيذ عمليات اغتيال بالقول: لا تعليق، لكن ما حدث اليوم مختلف قليلا”.

صحيفة إسرائيل هيوم العبرية، والمقربة جداً من الدوائر السياسية المحيطة برئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي قالت في سياق تغطيتها لجريمة الإغتيال: هذه العملية الثالثة التي تنسب لدولة الاحتلال على الأراضي التونسية بعد قصف مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس في الأول من أكتوبر من العام 1985، وعملية إغتيال الشهيد خليل الوزير “أبو جهاد” في 16 إبريل من العام 1988.

وأضافت في تقريرها : بالطبع إسرائيل لن تعترف للعالم إن كانت هي من يقف خلف عملية الإغتيال، ولكن ما تعلمناه خلال السنوات الماضية أننا لا نحتاج لاعتراف رسمي لكي نحدد من يقف خلف عملية الإغتيال.

ونقل رونين بريغمان، أهم معلقي الشؤون الاستخبارية عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها: “اتهامات السلطات التونسية للموساد بالمسؤولية عن اغتيال الزواري لا تخلو من الصحة”.

وعلّق المراسل العسكري في القناة الثانية الإسرائيلية روني دانيئيل على اتهام الموساد بالإغتيال، باتهام حزب الله وحماس بالعمل على امتلاك طائرات بدون طيّار، وتحميلها بالمتفجرات وإرسالها إلى إسرائيل، قائلا: “أنا لا أدري ولا أريد الدخول بمسألة مَن اغتاله، ولكن خذوا هذه المسألة لتفهموا إلى أين تسير حماس، الجهود التي تبذلها هذه الحركة تماماً مثل حزب الله، تطوّر طائرات من دون طيار، وتحمّلها مواد متفجرة، وتطلقها بإتجاه الأراضي الإسرائيلية ،هذا هو التوجه وإستنتجوا أنتم من قام بإغتياله.

الخبير العسكري لصحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل وصف الزواري بأنه مهندس الطائرات المسيرة التابعة لحماس،قائلا: انضم أخيرا إلى قائمة الاغتيالات الطويلة حول الشرق الأوسط المنسوبة لإسرائيل، بزعم أن هذه السياسة الإسرائيلية لملاحقة المسلحين تسعى لإحباط أهدافهم المستقبلية للمس بأمنها وقدر بأن اتهامات حماس لإسرائيل بالوقوف خلف عملية الاغتيال في تونس لن تؤدي لاندلاع حرب جديدة في غزة، لكن إسرائيل مطالبة بالاستعداد جيدا خشية تنفيذ الحركة لعملية انتقام مفاجئة.

وقال الكاتب في صحيفة “إسرائيل اليوم” دانيئيل سريوتي أن الزواري انضم إلى صفوف كتائب عز الدين القسام قبل عشر سنوات وأشرف على مشروع تطوير الطائرات المسيرة لحماس.

وأضاف: المهندس التونسي تولّى تدريب عددا من مساعديه في القسام عقب نجاحه في الوصول إلى قطاع غزة قادما من مصر، عبر الأنفاق الموجودة في مدينة رفح.

أليئور ليفي الكاتب في صحيفة “يديعوت أحرونوت” قال في مقال له أن بصمات الزواري اتضحت خلال المواجهات العسكرية التي خاضتها حماس وإسرائيل في الحروب الثلاثة الأخيرة، وأظهرت الحركة امتلاكها لهذا النوع من الطائرات من دون طيار.

وأضاف: بدأت حماس مشروع تصنيع الطائرات دون طيار بإيعاز من مؤسس صناعاتها العسكرية الأول عدنان الغول الذي اغتالته إسرائيل عام 2004 في غزة”.

وأشار إلى أن الطائرات التي صممها الزواري لا تحمل أسلحة أوتوماتيكية، لكنها مؤهلة لحمل مواد متفجرة، وهي بالأساس مصممة لتصوير مواقع عسكرية.

موقع “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلي ذكر أن الصحفي التونسي برهان بصيص كتب عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” أن الموساد الإسرائيلي هو المسؤول عن اغتيال محمد الزواري، وأنه تم إطلاق النار عليه من مسافة قصيرة أثناء تواجده داخل سيارته في مدينة صفاقس التونسية.
بصيص نشر أيضاً في حسابه أن الزواري ترك سنة 1991 تونس وهاجر إلى سوريا، وأجرى هناك علاقات مع مسؤولي حماس، وعلى حد قوله فإن الزواري كان خلال الفترة الأخيرة ملاحقاً من قبل الموساد.

أما الخبير الأمني لصحيفة “معاريف” يوسي ميلمان فتتناول تدني مهنية ودقة عملية الاغتيال، حيث اختلفت عن عمليات الموساد وخصوصا تلك التي استهدفت علماء المشروع النووي الإيراني في طهران وقادة حزب الله في لبنان واغتيال محمود المبحوح في دبي.

وخلص إلى أن عدم المهنية الذي ظهر على عملية اغتيال الزواري، ووجود بعض الآثار الميدانية لها ربما أريد منه وضع مزيد من الضباب على العملية وتشتيت اتجاهات التحقيق الأمنية، وربما يكون دليلا على ذكاء المنفذين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *