تحدث أسرى إسرائيليون تم الإفراج عنهم من قبل حركة “حماس” ضمن صفقة تبادل، عن المعاملة التي تلقوها خلال وجودهم في فترة الأسر، وأكدوا أنهم لم يتعرضوا للتعذيب أو الاعتداء الجسدي، على عكس ما كانت تروج له وسائل إعلام إسرائيلية عن “سوء معاملة” عناصر المقاومة الفلسطينية للأسرى.
صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية قالت الأحد 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إنه بعد إطلاق سراح 13 إسرائيلياً آخرين من أسر حماس، مساء السبت 25 نوفمبر/تشرين الثاني، تحدث الموقع الإخباري الإسرائيلي N12 مع عائلات الأسرى العائدين للاستماع إلى القصص التي رووها لهم عن فترة وجودهم في غزة.
أفاد الأسرى بأنهم حصلوا على الطعام خلال فترة وجودهم في الأسر، وقالوا أيضاً إنهم لم يتعرضوا للتعذيب أو الاعتداء الجسدي، وأشاروا إلى أن “كمية الطعام المقدمة لهم كانت ضئيلة، وكثيراً ما كانوا يُترَكون لطهي الطعام بأنفسهم وكذلك للأطفال الذين كانوا معهم”.
تحدث الأسرى أيضاً كيف شهد الأسبوعان الأخيران انخفاضاً في الإمدادات؛ وقالوا إنه بسبب ذلك “لم يُترك لهم في كثير من الأحيان سوى خبز البيتا وكميات صغيرة من الأرز لتناولها”.
ميراف مور موندر، ابنة عم كيرين موندر التي أُطلِق سراحها يوم الجمعة 24 نوفمبر/تشرين الثاني، قالت لموقع N12: “كانت هناك أيام لم تتوفر فيها إمدادات؛ لذا كانوا لا يأكلون سوى خبز البيتا. ولم يتعرضوا للتعذيب، لكن كانت هناك أيام لم يكن لديهم فيها أي طعام تقريباً، وفي الأيام القليلة الماضية لم يتناولوا سوى القليل جداً من الأرز”.
تروي كيف عَلِمَت إحدى الرهائن، وتدعى هانا كاتسير، التي أُطلِق سراحها أيضاً، بمقتل ابنها في إحدى المناسبات القليلة التي سُمِح لهم فيها بالاستماع إلى الراديو الإسرائيلي، وبعد إطلاق سراحها علمت أنَّ زوجها أُسِر أيضاً ولا يزال في غزة.
كان ناشطون وصحفيون وسياسيون قد أشادوا على شبكات التواصل الاجتماعي بتعامل كتائب “القسام” خلال تسليم الدفعة الثانية من الأسرى المحتجزين لديها إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وقال البعض إن “الأسرى خرجوا كأنهم يودعون أصدقاء لهم في غزة”.
المقطع أظهر مقاتلي “القسام” وهم يصطحبون بعض الأسرى الإسرائيليين من النساء والأطفال إلى سيارات الصليب الأحمر، مساء السبت 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وقد وجهت بعض الأسيرات التحية إلى مقاتلي المقاومة، ليبادلها أحد المقاتلين التحية بالإنجليزية قائلاً: “GOOD BYE”.
وفي 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، دخلت الهدنة الإنسانية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية حيز التنفيذ عند الساعة الـ07:00 بالتوقيت المحلي (الـ05:00 ت.غ) وتستمر 4 أيام قابلة للتمديد.
إجمالاً، يتضمن الاتفاق إطلاق سراح 50 أسيراً إسرائيلياً من غزة، مقابل إطلاق سراح 150 أسيراً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية، إلى جانب إدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات والوقود إلى كافة مناطق القطاع.
يأتي هذا فيما شن الاحتلال الإسرائيلي ولمدة 48 يوماً حتى 23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، حرباً مدمرة على غزة خلّفت 14 ألفاً و854 شهيداً فلسطينياً، بينهم 6 آلاف و150 طفلاً وما يزيد على 4 آلاف امرأة، إضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح، بينهم ما يزيد على 75% أطفال ونساء، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
فيما قتلت “حماس” 1200 إسرائيلي وأصابت 5431 وأسرت نحو 239، بدأت في مبادلتهم مع إسرائيل، التي يوجد في سجونها أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني.