سيجعل من تونس قطبًا للسياحة الإستشفائية .. مشروع صيني تونسي لإرساء أكبر محطة استشفاء افريقيًّا وعربيًّا

تمضـي تونس قدمـا في دعم القطاع السياحي و تضافر جهودها في سبيل النهوض به باعتباره يمثّل احد أهمّ اعمدة الاقتصاد التونسي ، في ظلّ الكبوات التي مرّ بها في الفترات الأخيرة و التي أصابته في مقتل ..

و بعت أن باتت تتصدر مراكز أولى في السياحة العلاجية بالمياه المعدنية الطبيعية ، أضحت تونس تكثّف من تحركاتها بشكل ملفت من أجل استقطاب أكبر عدد من السياح من شتى دول العالم معززة الاتفاقيات معها في هذا الشأن ..

و قد تمكنت تونس من توقيع اتفاق مبدئي مع مجموعة صينية لإنجاز أكبر محطة استشفاء بالمياه المعدنية الساخنة افريقيّا و عربيّا ، في ظلّ تحسن مناخ الاستثمار في تونس تدريجيا.

وتعوّل الحكومة على هذا المشروع الضخم الذي تنافست عليه العديد من المجموعات العالمية عند عرضه في ندوة الاستثمار في موفى نوفمبر من العام الماضي .

و تعتبر السياحة العلاجية أحد أنواع السياحة المتعددة، حيث يقوم الناس السفر للأماكن السياحية من أجل العلاج والاستجمام، وتعد السياحة العلاجية من أنواع السياحة الحديثة نسيباً، وتعتبر فائدة هذا النوع من السياحة اصطياد عصفورين بحجر واحد إذ تمد المرء بتأثير علاجي نفسي وجسدي في آن واحد.

كما يعدّ استعمال المياه الطبيعية الحارة من التقاليد القديمة بالبلاد التونسية، ذلك أن تونس تحتوي على مخزون هام جدا من هذه الثروة الطبيعية، يبقى إلى يومنا هذا غير مستغلا بالصفة الكافية.

و مع تنامي الطلب العالمي على استعمال المياه الطبيعية الحارة لأغراض طبية أو غير طبية، أصبح الإستشفاء بالمياه يمثل أهمية متنامية في تطوير السياحة و الطب البديل و خاصة التنمية الجهوية ، و اصبحت تونس تحتل المركز الأول في السياحة العلاجية ، حيث تحتوي على الكثير من الحمامات الطبيعية و الآبار ، بالإضافة للعلاج بمياه البحار ، و من أشهر الأماكن التي تقدم خدمات السياحة العلاجية في تونس نجد حمامات بورقيبة و مدينة قربص .

و يشير خبراء السياحة إلى أن تونس تمتلك إمكانيات كبيرة لتنمية فرع سياحة الاستشفاء بالمياه الطبيعية الساخنة ومياه البحر ما من شأنه أن يعزز مكانتها السياحية.

و اعتبر المدير العام لديوان المياه المعدنية رزيق الوسلاتي أن مشروع المحطة العلاجية بالمياه الساخنة في منطقة الخبايات بولاية قابس ، سيكون الأول من نوعه عربيا وأفريقيا، مشيرا إلى أن العديد من المجموعات العالمية أبدت رغبة في الاستثمار في هذا المشروع قبل أن يستقر الأمر على المستثمر الصيني.

وأبدت المجموعة الصينية أبدت استعدادا لضخ مليار دينار لتنفيذ المشروع ، مؤكدا أن المشروع سيوفر 5600 موطن شغل مباشر و4500 موطن شغل غير مباشر ، وفق ما أفاد به الوسلاتي في تصريح للعربي الجديد.

كما لفت في السياق ذاته الى ان قابس تتوفر على رصيد كبير من المياه المعدنية الطبيعية والحمامات الساخنة التي تُستعمل لعلاج أمراض المفاصل والأمراض الجلدية وغيرها، غير أن أغلبها بقي ينشط في إطار تقليدي بالرغم من توافد نحو 700 ألف سائح أجنبي محلي يرتادون هذه المنطقة بهدف الاستشفاء سنويا، بحسب قوله.

و لفت الوسلاتي إلى أنه بتوصية من المنظمة العالمية للصحة، اختارت الصين تونس الرائدة في هذا المجال لتدريب وفد من الصينيين في مرحلة أولى ثم إرسال أطباء تونسيين مختصين في هذا المجال للعمل في مرحلة ثانية، متابعا أنه ستتم مصاحبتهم أيضا عند بناء أول مركز معالجة بمياه البحر في أحد المقاطعات الموجودة على المحيط الهادي.

وشدّد الوسلاتي على أنّ اختيار الصين القوة اقتصادية الكبرى لتونس دليل على الريادة المحلية هذا المجال وهو ما سيمكن تونس من الخروج من عباءة الدول الأوروبية.

وتعتبر تونس الوجهة الثانية عالميا بعد فرنسا في مجال سياحة المعالجة بمياه البحر بوجود حوالي 49 مركزا موزعة على الجمهورية. وتستقبل سنويا مئات الآلاف من طالبي المعالجة أغلبهم من فرنسا بعدد يتجاوز 80 ألفا وألمانيا بعدد يتجاوز 60 ألفا وروسيا بأكثر من 18 ألفا، وفق لبيانات رسمية.

ويرتفع عدد الليالي التي يقضيها السياح القادمون بهدف الاستشفاء إلى أكثر 889 ألف ليلة. ويوجد في تونس أكثر من 95 منبعا للمياه الجوفية تم استغلال خمسين منها في مشاريع محطات استشفائية.

ويوجد في تونس نحو 45 مركزا للمعالجة بمياه البحر و46 حماما استشفائيا بالمياه المعدنية وأربع محطات استشفائية حرارية.

وتشير إحصاءات رسمية إلى أن السياحة الاستشفائية في تونس تجذب سنويا نحو 170 ألف سائح أجنبي. كما يساهم التونسيون أنفسهم في نمو القطاع.

وتمتلك الحكومية برنامجا كاملا لتنمية القطاع، غير أن تراجع الاستثمار السياحي أخّر جل المشاريع المبرمجة بالرغم من محافظة تونس على مكانتها العالمية في هذا المجال.

 

الشاهد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *