أعلن سفير دولة فلسطين بتونس هائل الفاهوم أن الرئيس الفلسطيني المناضل أبو مازن (محمود عباس) سوف يؤدي زيارة رسمية الى تونس الشهر القادم «تلبية لدعوة من أخيه وريث الزعيم الحبيب بورقيبة الرئيس الباجي قائد السبسي». وانتقد الفاهوم بقوة القرار الجديد الذي اتخذه «الكنيست» (البرلمان الإسرائيلي) والذي حاول اعطاء صبغة قانونية على المستوطنات الاسرائيلية التي تنخر القدس المحتلة والضفة الغربية رغم مخالفتها الواضحة للقانون الدولي. وطالب الفاهوم في حديث لـ»الصباح» المجتمع الدولي وقيادات الدول العربية والاسلامية والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة التدخل بقوة لمنع إسرائيل من بناء مزيد من المستوطنات ومن تقنين السرطان الاستيطاني الذي يهدف الى تقنين سرقة الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس والقضاء على ما تبقى من أراض فلسطينية يمكن أن تكون وطنا للشعب الفلسطيني الصامد بعد عقود من الاحتلال والقمع.
وتساءل الفاهوم عن مبررات التردد الأوروبي والأمريكي والدولي في الرد بقوة على قرار «الكنيست» الذي صدر قبل أسابيع والذي وافق فيه حوالي 60 عضوا مقابل 52 على قرار يريد تقنين سرقة الأراضي الفلسطينية والمستوطنات اللاشرعية حسب القانون الدولي والقانون الاسرائيلي نفسه.
قمة الأردن
وتعقيبا على أسئلة «الصباح»، أورد السفير هايل الفاهوم أن السلطة الفلسطينية ستعرض على القمة العربية المقررة للشهر الجاري في العاصمة الاردنية عمان مجموعة من مشاريع القرارات من بينها قرار واضح يدين الاستيطان وقرار «الكنيست» الجديد .
وستكون دولة فلسطين برئاسة الزعيم الوطني الفلسطيني محمود عباس ـ أبو مازن ـ ممثلة في القمة العربية في عمّان للقاء القادة العرب وضيوف القمة ودعم جهودهم من أجل واحدة من أكبر المظالم في العالم رد عليها شعب فلسطين بصمود أسطوري داخل الوطن وخارجه.
وسجل الفاهوم أن «الحروب والحملات القمعية والمؤامرات التي تستهدف شعب فلسطين الصامد كانت يمكن أن تخلي قارة مثل أوروبا كلها لو استهدفته.. لكن 6 ملايين مواطن ومجاهد فلسطيني لا يزالون صامدين في ديارهم وعلى أرضهم وحول شجرة الزيتون الفلسطينية، فيما يتابع 6 ملايين فلسطيني نضالاتهم في المنافي.. وبينهم عشرات الآلاف من المثقفين والطلاب ورجال الاعمال والنخب..
ثلثا أسلحة إسرائيل وميزانياتها من أوروبا وأمريكا
كما كشف الفاهوم، وهو سفير سابق للسلطة الفلسطينية في أوروبا، أن القيادة الفلسطينية ونشطاء السلام الأوروبيين والفلسطينيين يضغطون حاليا من أجل منع إسرائيل من المضي في سياساتها الاستيطانية في القدس والضفة الغربية.
كما تتحرك مجموعات ضغط أوروبية وعربية وفلسطينية في أوروبا وأمريكا من أجل وقف الدعم الهائل التي تحصل عليه إسرائيل ماليا وعسكريا من الدول العظمى رغم سياساتها العنصرية والاستيطانية وانتهاكاتها لحقوق الانسان الفلسطيني.
واعتبر الفاهوم أن الشعب الفلسطيني لم يعد ينتظر «بيانات تنديد» جديدة بل خطوات عملية تضغط على الحكومة الاسرائيلية المتطرفة الحالية بزعامة ناتنياهو وليبرمان، والتي تعتمد ميزانيتها وبرامجها بنسبة تحوم حول 60 بالمائة على المساعدات الأوروبية والأمريكية.
بل إن واشنطن اعترفت أن أكثر من 60 بالمائة من مساعداتها العسكرية والمالية الخارجية موجهة إلى إسرائيل تحت يافطات عديدة من بينها «حماية أمن إسرائيل من خطر الارهابيين الفلسطينيين والعرب»؟!
غطرسة تخفي الرعب وأزمة ثقة في المستقبل
لكن كيف يمكن الخروج من هذه «الدوامة»؟ وحتى متى سيكتفي القادة الفلسطينيون والعرب ببيانات مساندة وتنديد محتشمة تصدرها أوساط عربية وأوربية وأمريكية ودولية؟
السفير الفلسطيني هايل الفاهوم يؤكد أن «شعب فلسطين المحاصر سيصمد ويطالب بخطوات سياسية دولية عملية وناجعة لدعمه ورفع المعاناة عنه وهو الذي أثبت صموده وصبره طوال عشرات السنين يعاني فيها ويلات الاحتلال والحروب والتشريد ومؤامرات التقسيم والتهميش والاستيطان»..
لكن الفاهوم اعتبر أن «غطرسة المستوطنين وأعضاء الكنيست المتطرفين والحكومة المتشددة بزعامة ناتنياهو وليبرمان تعد من جهة انتهاكا للحقوق الوطنية والسياسية للشعب الفلسطيني، لكنها في نفس الوقت دليل على انتشار الرعب والخوف من المستقبل في صفوف هؤلاء المتطرفين وفي قلب ناتنياهو وليبرمان ورفاقهم.. لأنهم يعلمون أن فلسطين كانت وسوف تبقى الرقم الصعب في الوطن العربي الاسلامي وفي العالم أجمع.. والتمادي في القمع والاحتلال سيؤدي بالعالم إلى مزيد من الفوضى والعنف والارهاب.. ولا بديل عن الاعتراف فورا بالحقوق الوطنية والانسانية المشروعة للشعب الفلسطيني.. وتحويل اعتراف غالبية دول العالم بدولة فلسطين وبعضويتها للأمم المتحدة إلى واقع».
زيارة العرب والمسلمين لفلسطين مطلوبة
وكيف يقيم سفير دولة فلسطين في تونس الزيارة التي أداها مؤخرا إلى رام الله وعدد من المدن الفلسطينية مدير عام المنظمة العربية للتربية للثقافة والعلوم عبد الله محارب والوفد المرافق له، ومن قبله وفود تونسية وكويتية وعربية وإسلامية رسمية وشعبية عديدة؟
هايل الفاهوم رحب بهذه الزيارات ونوه باستقبال الرئيس محمود عباس وأعضاده لوفود «الألكسو» ومنظمة المؤتمر الاسلامي والمنظمات العربية والاسلامية الرسمية والمستقلة والشعبية، وبينها وفد طبي تونسي يزور فلسطين حاليا.
واعتبر الفاهوم أن إعلان ما لا يقل عن مليون عربي ومسلم ومسيحي – مثلا – عن نية لزيارة مدن القدس وبيت لحم المحتلة والخليل وأداء الصلاة في جوامعها وكنائسها من شأنه أن يدعم المجتمع الفلسطيني ويكرس الترابط بينه وبين بقية المجتمعات في المنطقة والعالم.. كسرا للحصار. ودعا السفير الفلسطيني قادة الرأي والمجتمع المدني وأنصار تحرير القدس ودعاة السلام إلى زيارة مناطق السلطة الفلسطينية ومؤسساتها وتخفيف معاناة شعب فلسطين دعما لمشروعه الوطني.. «الذي لن يفقد شرعيته مهما انتصر تيار التطرف ودعم الاستيطان بين قادة الاحتلال».
حاوره: كمال بن يونس