يواجه 2016 تونسي، من بينهم 13 امرأة، “خطر النسيان” في السجون الإيطالية، كما لا يقلّ عدد المساجين التونسيين في فرنسا عن الـ10000 حسب الإحصائيات الرسمية، وذلك في ظل انقطاع الصلة بينهم وبين أهاليهم وعدم وجود متابعة لوضعياتهم من قبل السلطات التونسية، بعد تراجع الخدمات المقدمة للجالية بالخارج إثر ثورة 14 يناير 2011، وهو ما جعل البعض منهم يسقط في دوامة التنظيمات الإرهابية.
وأكدت مصادر مطلعة في وزارة الشؤون الاجتماعية التونسية ” أن “وجود عدد كبير من التونسيين في السجون الأوروبية حقيقة لا بد من التعاطي معه بجدية وهو ما تحرص الوزارة على الانتباه له عبر فتح قنوات اتصال معهم عبر السلطات الأوروبية”.
ذات المصدر الحكومي شدد على أن “هناك مخاوف جدية برزت في ملف المسجونين التونسيين بالخارج بعد تحول الكثير منهم من الانحراف والإجرام وحتى نحو الإرهاب حيث تم تأطيرهم داخل هذه السجون من قبل الجماعات المتطرفة”.
في هذا السياق، أكدت بدرة قعلول، رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية وأستاذة علم الاجتماع أن “انتدابات المقاتلين للجماعات الإرهابية أصبحت تتم أيضا من داخل السجون سواء في تونس أو في الخارج خاصة في السجون الأوروبية حيث بها عدد كبير من التونسيين على غرار إيطاليا وفرنسا”.
وأشارت قعلول إلى أن استقطاب المساجين يتم عندما تعمد إدارة السجن إلى خلط المتطرفين مع سجناء الحق العام الذين يقضون عقوبات من أجل المخدرات أو الاغتصاب أو القتل أو السرقة.
من هم السجناء التونسيون؟
وفي مقابلة مع “العربية.نت” كشف الإعلامي ومدير مجلة “ليدرز” توفيق الحبيب الذي زار عددا من السجون الإيطالية التي فيها مئات التونسيين، “الوضع الصعب والمعقد لهؤلاء “المنسيين” والذين يواجهون مصيرهم لوحدهم”، وفق قوله.
وكشف توفيق الحبيب لـ”العربية.نت” معطيات وبيانات هامة حول #المساجين_التونسيين في إيطاليا والتي استقصاها من عمل ميداني قام به، حيث يشير إلى أن “الملامح العامة للسجناء التونسيين في الخارج تكتسي أكثر من معنى. فهم في الغالب شباب يتراوح أعمارهم بين 20 و35 سنة. ينحدرون من الأحياء الشعبية من #تونس العاصمة، أو من مدن تونسية أخرى، ومن عائلات متواضعة الدخل، تركوا المدرسة في وقت مبكّر”
ويقول الحبيب إن هؤلاء الشباب “وصلوا إلى #أوروبا عن طريق #الهجرة السريّة، وهذا ينطبق بالخصوص على إيطاليا. تحصّلوا على رخصة إقامة، بل إن بعضهم تحصّل على الجنسية الإيطالية. وتتعلق أغلب الأحكام القضائية الصادرة ضدهم أساسا بترويج المخدرات، بالإضافة إلى قضايا أخرى متعلقة بالعنف والسرقة وعمليات احتيال. وتُستثنى من كل هذه الأحكام المخالفات المتعلقة بالدخول إلى أراضي هذا البلد أو ذاك بشكل غير شرعي”.
الآلة التي أنتجت أنيس العمري
وتحدث الحبيب لـ”العربية.نت” عما أسماه بـ“الآلة التي أنتجت أنيس العمري” (منفذ الهجوم الإرهابي في برلين الألمانية)، شارحاً: “مرّ #ٲنيس_العمري تقريبا بنفس الطريق الذي مرّ به عديد المساجين التونسيين بإيطاليا وانتهى مشواره بمقتله في مدينة #ميلانو بعد الهجوم الإرهابي الذي نفّذه في سوق بمناسبة عيد الميلاد في قلب مدينة #برلين يوم 15 ديسمبر/كانون الأول 2016 متسببا في مقتل 12 شخصا وما نتج عن ذلك من تشويه لصورة تونس و #التونسيين“.
ويعيد الحبيب الكشف عن جوانب من مسار حياة “أنيس العمري“، فيشير إلى أنه “دخل سنة 2011 كغيره إيطاليا بشكل غير شرعي (حيث هرب من تونس بعد تورّطه في قضية استهلاك مخدرات) ومرّ كغيره عبر جزيرة #لامبيدوزا، واستقرّ في #صقلية. سقط كغيره في دوّامة العنف والإجرام، وصدرت بحقه عقوبة بأربع سنوات سجنا”.
ويضيف: “هام (العمري) على وجهه كغيره، وأصبح فريسة سهلة للمولعين بتصيّد الشباب واستقطابه إلى شبكات#الإرهاب الداعشية. والنتيجة كانت محتومة ومعلومة. ورغم الإحاطة التي تقدّمها السلطات التونسية إلى المسجونين بالخارج، إلاّ أنه يكفي أن يغفل عن حالة واحدة حتى تتحوّل إلى قنبلة إرهابية حقيقية وأن تترتب عن ذلك أسوأ العواقب التي يتحملها الجميع”.