القطار «السريع» الرابط بين سوسة والمنستير منذ عهد الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة يتوقف عن السير مع الثامنة مساء بالرغم من كون القطارات القادمة من العاصمة وصفاقس تتواصل كامل الليل..
النتيجة؟
المسافر مطالب بتأجير سيارة خاصة أو تاكسي ليواصل رحلته.. و»ينعم» في الطريق بمشاهدة تماثيل الزعيم الراحل التي أعيدت أو شيدت مؤخراً في ساحات عديدة في سوسة والمنستير..؟؟
هل يكون تقدير الزعماء الوطنيين عبر احترام شعوبهم أم عبر إنفاق مئات ملايين الدنانير في التظاهرات «الاستعراضية» سياسيا؟
لقد أدركنا خطب بورقيبة التي كان يبكي فيها ويؤكد خلالها على كونه من أبناء الطبقات الشعبية..
وإدراكنا تركيزبورقيبة على كون الدولة في عهده اختارت أن تخصص ثلث الميزانية للتربية والتعليم وحوالي نصفها للتنمية البشرية والاجتماعية..
فهل يكون الوفاء لسياسات بورقيبة الاجتماعية عبر تركيز مزيد من التماثيل وأنفاق المليارات في غير محلها أم عبر حسن استغلال البنية الأساسية التي تركها جيل بورقيبة وتلامذته ومن بينها الشبكة الحديدية؟
سؤال نوجهه إلى من يهمه الأمر وإلى وزير النقل خاصة.. من ينقذ تونس من «المراهقين» سياسيا؟
كمال بن يونس