رسالة كوبلر تطرح تساؤلات حول الموقف الأممي من الحرب على الإرهاب ببنغازي

أثارت الرسالة التي وجهها المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر إلى “أطراف النزاع في بنغازي” الكثير من التساؤل حول موقف الأمم المتحدة من الحرب على الإرهاب في المدينة؛ ففي الوقت الذي يخوض فيه الجيش معاركه الأخيرة لتطهير المدينة من الإرهابيين، خرج كوبلر برسالة ساوى فيها بين الجيش الليبي والجماعات الإرهابية من خلال قوله “أودّ أن أذكّر جميع الأطراف بأن الهجمات المباشرة ضد المدنيين والممتلكات المدنية الأخرى، فضلا عن الهجمات العشوائية التي تعدّ جرائم حرب يعاقب عليها القانون الإنساني الدولي، لذا يتحتم على جميع الأطراف الكف عن مثل هذه الهجمات”.

وليست هذه المرة الأولى التي يستفز فيها مارتن كوبلر الليبيين بتصريحاته بخصوص الحرب في بنغازي، التي تسوق الأمم المتحدة بأنها حرب أهلية وليست حربا على الإرهاب. ولم يتوان كوبلر ولا سلفه برناردينو ليون في الدفاع عمن قالوا إنهم مدنيون عزل يطالبون الجيش بفتح ممرات آمنة لعبورهم، في حين يؤكد الجيش ومؤسسات المجتمع المدني في بنغازي كل مرة على أنه تمّ إخلاء الأحياء التي يتمركز داخلها الإرهابيون من المدنيين، وإعلانها مناطق عسكرية قبل بدء المعارك.

ولئن لم يصدر أيّ رد عن الجيش الليبي بخصوص هذه الرسالة، إلا أن آمر القوات الخاصة العقيد ونيس بوخمادة سبق وأن رد على دعوات كوبلر في أبريل الماضي بفتح ممرات آمنة للمدنيين قائلا “لم نجد في مواقع القتال غير المقاتلين والمفخخات”. ويمكن حصر الجماعات الإرهابية التي يقاتلها الجيش الليبي في مجموعتين هما؛ تنظيم داعش وكذلك مجلس شورى ثوار بنغازي الذي يتكون بدوره من مجموعة من الفصائل الإسلامية من بينها تنظيم أنصار الشريعة الذي سبق وأن صنفه مجلس الأمن تنظيما إرهابيا في ليبيا.

وبعد سنتين على إطلاق عملية الكرامة بقيادة حفتر تمكن الجيش الوطني الليبي من استرجاع أكثر من 95 بالمئة من مدينة بنغازي من الجماعات الإرهابية التي سيطرت عليها مطلع سنة 2013 وقامت بتنفيذ عمليات اغتيال في صفوف ضباط ومنتمين إلى مؤسستي الجيش والشرطة إضافة إلى البعض من نشطاء المجتمع المدني الرافضين لها.

وفي سياق متصل، أعلنت القيادة العامة للجيش الليبي الأحد بدء عمليات عسكرية جديدة تهدف إلى السيطرة على المعاقل الأخيرة للإرهابيين في بنغازي وهي وسط البلاد والصابري وقاريونس. ولئن أعلنت القوات المسلحة الأسبوع الماضي بدء معركة تحرير الصابري لكنها لم تتمكن بعد من اقتحام الحي حيث مازالت تستهدف تمركزات الإرهابيين بالمدفعية الثقيلة.

ونجح الجيش الليبي، الأحد، في اقتحام آخر معاقل الجماعات المتشددة وسط المدينة، وذلك بعد اشتباكات عنيفة ترافقت مع قصف مدفعي وغارات لسلاح الجو. وذكرت مصادر مطلعة بدء المرحلة الأخيرة الأحد، بالهجوم على مواقع المتشددين خارج المدينة، ولا سيما قاريونس وقنفودة على المحور الشمالي الغربي، والقوارشة في الغرب. ولا يستبعد متابعون إعلان الجيش الليبي، بقيادة الفريق خليفة حفتر، تحرير منطقتي الصابري وسوق الحوت خلال 24 ساعة، قبل نقل المعركة إلى منطقة قاريونس. ويحارب الجيش الليبي الإرهاب منفردا وبإمكانيات عسكرية بسيطة وسط تجاهل دولي وعربي لمطالبه برفع حظر التسليح عنه.

المصدر: العرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *