راشد الغنوشي: نأمل أن تنتهي الأزمة في الخليج قبل انقضاء رمضان و نجدد دعوتنا إلى الحوار لإنهاء الخلاف

تونس-مغرب نيوز

توجّه رئيس حركة النهضة ، راشد الغنوشي، بنداء إلى خادم الحرمين الشريفين، العاهل السعودي، سلمان ابن عبد العزيز، “أن يجمع كل أبنائه مجددا على طريق واحد”، بما يؤدي إلى حل الأزمة الراهنة بين دول خليجية و دولة قطر، كما تبنى الغنوشي دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأن يتم التوصل إلى هذا الحل قبل نهاية شهر رمضان.

و أكد الغنوشي في مقابلة أجراها مع وكالة الأناضول متانة العلاقات التونسية السعودية قائلا: “كان للمملكة علاقات جيدة مع تونس قبل الثورة و بعد الثورة و هي مركز قبلة كل المسلمين”و في الوقت نفسه، شدد على أن “قطر كذلك لها علاقات جيدة مع تونس قبل الثورة و بعد الثروة ، وقفت مع كل حكومات تونس بالدعم و الاستشمارات، و كان لها الدور الأبرز في انجاح المؤتمر الدولي للاستثمار الذي حضره سمو الأمير الشيخ تميم بنفسه معلنا وقوف قطر مع تونس”.

و قال الغنوشي “نحن في النصف الثاني من شهر رمضان و في يوم متميز و هو يوم بدر ( 17 رمضان يوم اجراء الحوار معه) و ذكرى نزول القرآن يستشعر المسلمون روحانية خاصة و شفافية خاصة، فكما تتواصل قلوبهم مع السماء تتواصل قلوبهم أفقيا مع إخوانهم في المسلمين و مع الإنسانية و مع كل كائن”.

و شدّد زعيم حركة النهضة على أن موقف الحركة من الأزمة الحالية هو “الدعوة للحوار لحل الخلافات والإنهاء الفوري للمقاطعة و الحصار التي لا مجال لها بين الإخوة مهما احتدت الخلافات”.

و تابع: “هم كلّهم إخواننا و نأمل أن يعودوا إلى وحدة الصف و وحدة القلب و الى التعاون و نشاط مجلس التعاون الخليجي مجددا، ليس في تحقيق المصالح المادية فقط، بل أيضا في تحقيق المصالح الأخوية والروحية والسياسية”.

“و هذا أملنا في كل الأطراف التي تمر عليها سحابة من اختلافات الرأي، ونأمل ألا ينقضي هذا الشهر – وهو ما سبق أن عبّر عنه الرئيس أوردوغان في خطابه إلى خادم الحرمين الشريفين و هو في موقع الإمامة للأمة – إلا وعادت حبال الود والتواصل بين إخواننا في موطن قبلة المسلمين” ، يتابع الغنوشي.

و اعتبر الغنوشي ما نشر من قوائم إرهاب مرتبطة بقطر خلال الأزمة “فروعا للمشكل الأساسي، وعندما تعود حبال الود و التواصل بين إخواننا في الخليج في السعودية و الإمارات، و هي عائدة إن شاء الله، فإن كل هذه الفروع ستزول”.

و عبّر الغنوشي عن دعمه ” بكل ود المساعي الحميدة التي يقوم بها أمير الكويت والمساعي التي تقوم بها سلطنة عمان والدعوة التي وجهها الرئيس أوردوغان إلى إخواننا في الخليج أن تعود حبال الود والتعاطف و التعاون إليهم”

و تابع قائلا: “نحن نتحدث عن إسلام الرحمة وإسلام المساواة والعدالة والحق والعدل ولا نتحدث عن الإرهاب الذي لا صلة له بالإسلام في الحقيقة، وجزيرة العرب هي قبلة المسلمين، وبالتالي نحن لا نربط بين الإسلام والإرهاب لأنهما عدوان متباينان”.

و حول وجود احتمالات بتدخلات خارجية كسبب من أسباب اندلاع الأزمة، قال الغنوشي: ” التدخّل الخارجي طريق تفتحه الخلافات الداخلية فإذا سوينا خلافاتنا الداخلية – و هي قابلة للتسوية، و هي سحابة صيف تنقشع إن شاء الله – تغيب التدخلات الخارجية”.

و عودة على موقف حركته من الأزمة و ما إذا كان هناك دور يقوم به هو شخصيا، شدّد الغنوشي على التزام حركته بـ”موقف الدولة التونسية، ممثلة بالرئيس الباجي قايد السبسي و وزارة الخارجية التي اتخذت موقفا واضحا تعودت عليه تونس منذ عشرات السنين خلاصته إذا اختلف نظامان عربيان فنحن نفعل مثلما نفعل مثل عندما تقع معركة في بيتك بين إخوانك لا تنحاز إلى هذا أو ذاك بل تدعو إلى الصلح”.

و قال الغنوشي ” الحكومة التونسية دعت إلى التصالح و الى الرشد و الى عودة حبال الود بين الأشقاء وتغليب صوت العقل وصوت المصلحة ونداء العقل، وكل ذلك يقتضي التصالح والتفعيل المجدد لمجلس التعاون الخليجي”.

واعتبر الغنوشي أن المجتمع الخليجي له “نسيج اجتماعي و ديني قوي، ولا توجد منطقة في العالم بينها روابط دينية ومذهبية وثقافية ومصلحية مثل هذه المنطقة، وبالتالي لا عجب أن أنشأت مؤسسة مجلسي التعاون الخليجي والمطلوب تفعيلها وان تلتحم الصفوف مجددا وان نفعِّل النسيج الاجتماعي بدل تمزيقه”.

و أكد مجددا: “بالتالي نحن مع الحكومة التونسية في موقفها، و نحن دعمناها، ولا زلنا ندعمه باعتبار ان هذا امتداد للموقف التاريخي لتونس إزاء خلافات الأشقاء العرب وهذا أيضا موقف موقف الدين: أن “أصلحوا بين أخويكم”، وهو نداء القرآن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *