قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في حوار مع “ميدل ايست آي” إنَ الأزمة الليبية هي أزمة لتونس، فالصعوبات الأمنية مرتبطة بالإشكاليات التنموية و قبل الثورة كان أكثر من نصف مليون تونسي يشتغلون في ليبيا و إذا تمكن هؤلاء من العودة سينتهي إشكال البطالة في البلاد إضافة إلى ذلك فإن العمليات الإرهابية التي حدثت في تونس تم التخطيط لها إنطلاقا من ليبيا و هذا أضر بالقطاع السياسي كثيرا مضيفا أنَه في النهاية، حدود تونس مع ليبيا كبيرة و مفتوحة و لا يمكن من خلالها بناء جدار عازل .
و أشار الغنوشي إلى أنَ إغلاق الحدود سيخلق إشكاليات في تونس، “ففي كل مرة تعطلت فيها حركة المرور بين البلدين إلاّ و توترت الأوضاع في بن قردان أو في تطاوين…و الإنعكاسات تصل إلى حدود ولاية صفاقس حيث أنَ النصف الجنوبي لتونس مرتبط بشكل كبير بليبيا و الحل الوحيد هو تهدئة الأوضاع في ليبيا.
و أضاف رئيس حركة النهضة أنَ تونس اليوم تعتبر نموذجا يمكن نقله إلى ليبيا من حيث المصالحة بين الإسلاميين و العلمانيين و في نفس الوقت بين قوى الثورة و أنصار النظام السابق كما أفاد أنَ الحركة في تواصل مع كل الأحزاب الليبية بما في ذلك أنصار القذافي و قوى الثورة و الإسلاميين و قال “تعرفنا على كثير منهم في المنافي في لندن و سويسرا و الولايات المتحدة الأمريكية و نحن في نفس الوقت على تواصل مع الأمم المتحدة و إلتقيت بالمبعوث الأممي مارتن كوبلر قبل شهر و إقترحت عليه تعبئة دول الجوار الليبي للبحث عن حل للأزمة و يبدو أنه إقتنع بهذا التوجه بما أنه إقترح ذلك. هذه “المبادرة العربية”، كما نسميها، يقودها الباجي قائد السبسي و عبد العزيز بوتفليقة و عبد الفتاح السيسي”.
و أفاد الغنوشي أن حركة النهضة تعمل على إنجاح هذه المبادرة عن طريق تنظيم لقاءات مع قياديين من الأحزاب الليبية لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين مضيفا أنَ بعضهم لم يكن مقتنعا بفكرة المبادرة العربية منهم الشيخ علي الصلابي و هو شخصية مرموقة و فاعلة في المشهد الليبي و الذي تمَ إقناعه في النهاية.
و قال راشد الغنوشي إنَ ما يقوم به هو نوع من الديبلوماسية الشعبية في خدمة الديبلوماسية الرسمية و ليس نوعا من الديبلوماسية الموازية مضيفا “سأتوقّف عنها إذا أعلمني الباجي قائد السبسي أنها تسبب مشاكل فأنا على تنسيق و تواصل متواصل معه و لا يمكن أن نكون إلاّ عنصر نجاح لسياساته”.